هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس الاثنين، أن حل نزاع الصحراء القائم منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو هو أمر "ممكن"، إلا أنه يتطلب "إرادة سياسية قوية، ليس من الأحزاب والدول المجاورة فحسب، بل أيضا من المجتمع الدولي".
ووفق وكالة "فرانس برس"، فقد أوضح غوتيريس لمجلس الأمن الدولي في تقرير يتعلق بجولتين من المحادثات التمهيدية أن "المشكلة الأساسية" في البحث عن حل هي انعدام الثقة لدى جميع الفرقاء، مضيفا أن "بناء الثقة يتطلب وقتا" وتشجيع "مبادرات حسن النية".
وأشاد غوتيريس بتدمير جبهة بوليساريو لمخزونها من الألغام الأرضية، واصفا الأمر بأنه "خطوة أولى تستحق الثناء" نحو بناء الثقة.
وكانت الجولة الثانية من المفاوضات حول الصحراء قد انعقدت برعاية الأمم المتحدة في سويسرا قبل أسبوعين، بمشاركة المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة "البوليساريو".
وكان وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، قد أكد عدم قبول الرباط بأي حل بخصوص نزاع الصحراء مبني على الاستفتاء أو الاستقلال، بالمقابل فإنه دافع عن الحكم الذاتي الذي اعتبر أنه "يشكل حلا واقعيا وعمليا مبنيا على التوافق".
وأكد بوريطة، في مؤتمر صحفي في ختام المائدة المستديرة الثانية المنعقدة قرب جنيف، أن المغرب، يأمل أن تنخرط الأطراف الأخرى في المسلسل الذي يقوده المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية، هورست كولر "بإرادة حقيقية، بعيدا عن لغة الماضي، والمقاربات المتجاوزة، والحلول المستحيلة".
اقرأ أيضا: المغرب يرفض حل نزاع الصحراء بناء على الاستفتاء أو الاستقلال
وبدأ النزاع حول إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول الخلاف بين المغرب وجبهة "البوليساريو" إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأعلنت جبهة البوليساريو قيام "الجمهورية العربية الصحراوية" في 27 شباط/ فبراير 1976 من جانب واحد، اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضوا بالأمم المتحدة.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادة المغرب، بينما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر.
وتشرف الأمم المتحدة، على مفاوضات بين المغرب والبوليساريو، بحثًا عن حل نهائي للنزاع حول الإقليم، منذ توقيع الطرفين للاتفاق.