هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أوضحت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الخميس، سبب تفعيلها الذاتي المبكر لصواريخها من غزة، خلال التصعيد الأخير مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال مسؤول في القسام لقناة الجزيرة إن "التفعيل الذاتي المبكر للصواريخ من غزة، سببه قرار قيادة المقاومة رفع جهوزيتها القتالية".
وأثار هذا الكشف والاعتراف، تساؤلات حول دلالات توقيته ولماذا خرج الان، وما هي الرسائل التي حملها تصريح الكتائب.
استباق قتالي
واعتبر الباحث في مجال الإعلام السياسي والدعاية، حيدر المصدر بأن "توقيت هذا الاعتراف يأتي ضمن شقين"، مضيفا: "الشق الأول أنه يأتي من باب استباق اي فعل أو مخطط اسرائيلي لضرب قطاع غزة، بالتالي أتى هذا الإعلان في إطار تهديدي أو استباق قتالي، وأرادت كتائب القسام فيه القول بأنها تعلم المخططات العسكرية الإسرائيلية تجاه قطاع غزة، في حال فشلت مباحثات التهدئة".
وتابع المصدر في حديثه لـ"عربي21": "أما الشق الثاني فله علاقة بالمباحثات الجارية وحالة الضغط المتبادل بين الطرفين، فكل طرف يحاول السعي لأن يضغط على الآخر من خلال التجهيزات والخطوات العسكرية، ومن هنا جاءت تصريحات القسام الأخيرة لممارسة الضغط على الطرف الإسرائيلي لدفعه للاذعان والقبول بمطالب كسر الحصار".
دلالات التوقيت
من جهته قال الباحث والمختص بالشأن العسكري للمقاومة الفلسطينية رامي أبو زبيدة، إن الاعتراف من طرف المقاومة جاء في ظل الأجواء التي يعيشها قطاع غزة، من حالة فرض حصار وعدم وفاء العدو بالتزاماته التي فرضتها الوقائع على الأرض، من خلال مسيرات العودة، ما أدى لتأزم الوضع الميداني في غزة، وأيضا جاء في ظل حالة التغول الإسرائيلي على كل المقدسات سواء عبر العدوان على غزة أو الاسرى وأيضا الاعتداء المتكرر على الأقصى".
وتابع أبو زبيدة في حديثه لـ"عربي21": "بالتالي توقيت الاعتراف له عدة دلالات، أولها أن القسام جاهز وعلى أتم الاستعداد لمواجهة أي اعتداء صهيوني على القطاع، وأن القدرة العسكرية للكتائب جاهزة وتم رفع مستواها القتالي حتى تتناسب مع ضرورة الزمان والمكان الذي يجهزه العدو".
اقرأ أيضا : هذا هو عرض إسرائيل لغزة الذي نقلته مصر وفق موقع إسرائيلي
وأضاف: "أما الدلالة الثانية فهي أن الاعتراف جاء في إطار عملية التفاوض التي تقع تحت الضغط الذي يُمارس سواء من المقاومة أو التحشيد الذي ينفذه الاحتلال، فحجم التحشيد قبالة قطاع غزة كبير، وحجم الضغط الإعلامي كبير وموجه بأنه ليس هناك تهدئة وأن هناك احتمالية لشن عدوان أو ضربة عسكرية على غزة بأية لحظة".
وأردف بالقول: "بالتالي المقاومة أرادت من خلال هذا الإعلان القول بأنها جاهزة وعلى أتم الاستعداد، بمعنى أن صواريخها وإعداداتها وقدراتها جاهزة، وبالتالي إما أن يرضخ الاحتلال لمطالب المقاومة من خلال التفاوض، وإما ستنفلت الأمور لموجة قوية من المواجهة مع العدو الذي يتحمل هو تبعاتها".
وأكمل: "كان الصاروخ الذي انطلق بفعل التفعيل الذاتي هو دليل على قدرة المقاومة، والإمكانية التي وصلت اليها من حيث دقة الاصابة وتأثيرها على عمق العدو الصهيوني".
رسالة تهديد
وحول الرسالة التي أرادت كتائب القسام ايصالها قال أبو زبيدة: "لا بد من الإشارة من أن كتائب القسام لا نية لها لتوجيه رسائل لأطراف أخرى غير الطرف الاسرائيلي، فمواجهتها هي والشعب الفلسطيني مع الاحتلال الاسرائيلي وهو العدو الحقيقي الذي يحاصر غزة وشعبها".
وتابع: "بالتالي القسام أرادت ارسال رسالة بأنها باتت تملك من القدرات الاستخبارية التي تعلم من خلالها نوايا العدو، وأيضا أنها جاهزة لتنفيذ أي عمليات عسكرية توجهها لها القيادة فورا".
وأوضح بأن القسام أرادت أيضا القول للعدو الصهيوني بأنه يجب أن يرضخ لشروط المقاومة من خلال المفاوضات التي تجري عبر الوفد الأمني المصري الموجود في غزة، وإلا فإن الأمور ستتدحرج وتصل إلى موجة قوية من العمليات العسكرية، في حال إخفاق مسيرات العودة السلمية على حدود قطاع غزة من تحقيق آمالها".
وأضاف أن القسام أرادت الكشف بأنه ليس لديها "خطوط حمر" في التعامل العسكري، وأنها تستطيع ضرب تل أبيب وهي البقعة التي لم يتجرأ أي نظام أو أي تنظيم عسكري في العالم على ضربها، وأن أول ما سيتم استهدافه هو العمق الصهيوني، وأيضا أن مدى التأثير والضرر الذي سيلحق بالجبهة الداخلية والمجتمع الإسرائيليين سيكون في أي مواجهة قادمة أضعاف مما كان عليه في الحروب السابقة".
رسالة غضب
بدوره أشار حيدر المصدر إلى أن رسالة الاعتراف القسامي موجهة لإسرائيل بالدرجة الأولى، لأنه لا يمكن تجاهل سياق الاعتراف او التوقيت الزمني له، كونه يأتي في اطار الضغط المتبادل بين الطرفين للوصول إلى صيغة مقبولة في مباحثات التهدئة" بحسب قوله.
وتابع: "فعليا كتائب القسام في الآونة الاخيرة وخاصة عبر صاروخ تل أبيب أرسلت إشارة تقول فيها، بأننا يمكننا الوصول لنقاط بعيدة في العمق الإسرائيلي، ولكن لا يمكن اعتبار هذه الرسالة على أنها حادة فهي في المقام الاول دعائية ورسالة غضب".
وحول الرد الإسرائيلي المتوقع قال المصدر: "لا أعتقد أنه سيكون هناك رد إسرائيلي لأن الرسالة ذاتها في إطار المفاوضات، وعلينا الانتظار حتى نرى غدا فهو عامل حسم مهم، ولا نستطيع القول بأن رسالة القسام لها أبعاد عسكرية بحتة ولكن أيضا لها أبعاد تهديديه ضمن سياق سياسي".