قلل مصدر مغربي من الرهان على
مباحثات المائدة المستديرة المرتقبة بعد غد الخميس، في مدينة جنيف السويسرية، التي دعت إليها الأمم المتحدة، لإجراء مباحثات بين أطراف النزاع حول الصحراء،
المغرب وبوليساريو والجزائر وموريتانيا، وذلك بسبب الاحتجاجات المطالبة بالتغيير في الجزائر.
وأكد أستاذ القانون الدولي في جامعة محمد الخامس بالرباط، الدكتور تاج الدين الحسيني، في حديث مع "
عربي21"، أن "انشغال السلطات الجزائرية بتدبير التعاطي مع الاحتجاجات الشعبية يجعل من اجتماعات الخميس من دون جدوى".
وقال: "نحن نعرف أن المقرر الحقيقي في نزاع الصحراء هو الجزائر، وطالما أن الجزائر تعيش ضبابية سياسية، ومازالت السلطات الرسمية فيها لم تحسم أمر الاحتجاجات، ولا حتى تشكيل حكومة التكنوقراط التي ستدير المرحلة الانتقالية، فإنه من غير الممكن الرهان على أية مباحثات في هذا المجال، لأنه لا توجد جهة جزائرية مقررة".
وأضاف: "نحن نعرف أن نائب رئيس الوزراء الجزائري رمطان لعمامرة، موجود خارج البلاد في جولة خارجية من إيطاليا إلى روسيا والصين، لشرح المستجدات التي تعرفها الجزائر، ولذلك أنا أعتقد بأن تؤدي اجتماعات الخميس المرتقبة حول مصير الصحراء إلى أية نتائج إيجابية"، على حد تعبيره.
إقرأ أيضا: مناورات عسكرية للبوليساريو تستنفر جيش المغرب
ودعت الأمم المتحدة، أطراف النزاع في ملف الصحراء المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا، إلى المائدة المستديرة الثانية بعد غد الخميس في مدينة جنيف السويسرية، لمدة يومين، لبحث سبل التوصل إلى تسوية سياسية لهذا الملف العالق منذ أكثر من أربعة عقود.
ويأتي لقاء جنيف الثاني من نوعه، بعد اجتماعات عقدها مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء هورست كوهلر مع الوفد المغربي في 27 شباط (فبراير) الماضي في باريس، ووفد من
البوليساريو مطلع شهر آذار (مارس) الجاري ببرلين.
وتسبق جولة جنيف الثانية بأسابيع قليلة موعد انتهاء عُهدة البعثة الأممية "المينورسو" في الصحراء المرتقب في 30 من نيسان (أبريل) المقبل، والتي تحددت بموجب القرار الأممي 2440 في ستة أشهر.
وبينما يقترح المغرب حكما ذاتيا واسع الصلاحيات للأقاليم الصحراوية في إطار الوحدة المغربية، تصر جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر على التمسك بحق تقرير المصير.
وكانت صحيفة "الأيام" المغربية قد ذكرت في تقرير لها اليوم، أن دعوة كوهلر لعقد جولة ثانية من المفاوضات بشأن مصير الصحراء، يأتي لكون المائدة المستديرة الأولى التي عقدت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي لم تثمر أي نتائج تذكر، وأن هدف هذا اللقاء هو أن تبدأ الوفود في مقاربة وجهات النظر وإيجاد العناصر اللازمة للتوصل إلى حل دائم يستند إلى تسوية.
واستبقت جمعيات موالية لجبهة البوليساريو، اجتماعات الخميس المقبل، بتنفيذ تظاهرة مطلع الأسبوع الجاري أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف للمطالبة للمطالبة بحق تقرير المصير وإجراء الاستفتاء.
وتعيش الجزائر منذ نهاية الشهر الماضي مظاهرات شعبية بدأت برفض الولاية الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتطورت إلى المطالبة بتغيير النظام بالكامل.
إقرأ أيضا: المغرب غير متفائل بنتائج المفاوضات مع البوليساريو بجنيف