سياسة دولية

رئيس البرلمان البريطاني يزور مسجد فينزبري بارك بلندن (صور)

كزبر:  الزيارة حملت رسائل طمأنة وتضامن للجالية المسلمة- عربي21
كزبر: الزيارة حملت رسائل طمأنة وتضامن للجالية المسلمة- عربي21

زار رئيس البرلمان البريطاني، جون بيركو، مسجد فينزبري بارك في العاصمة البريطانية لندن، والتقى مديره محمد كزبر، وعددا من المصلين، وتأتي هذه الزيارة إثر الهجوم الإرهابي على مسجدين في نيوزيلندا.

والقى بيركو كلمة أثناء الزيارة أكد فيها على تضامنه وتعاطفه مع الضحايا، مؤكدا نبذه ورفضه للتطرف والعنف الذي وقع في الهجوم، معبرا عن تضامنه مع مسلمي بريطانيا.

وأشار مدير المسجد ونائب رئيس الرابطة الإسلامية في بريطانيا محمد كزبر إلى "أهمية هذه الزيارة للجالية المسلمة ولبريطانيا بشكل عام".

وقال كزبر في حديث لـ"عربي21": "كانت هذه الزيارة مهمة جدا، خاصة أنه بعد هجوم نيوزيلندا حصل نوع من التشنج والخوف من حدوث أي إشكاليات أو اعتداءات عنصرية على المسلمين".

وأضاف: "تأتي هذه الزيارة كرسالة رسمية بأن الجالية المسلمة ليست وحدها في بريطانيا، حيث قام العديد من الأصدقاء من جميع فئات المجتمع البريطاني بتقديم التعازي والتضامن مع الجالية المسلمة".

ولفت إلى أنهم وجدوا في هذه الزيارات "روح التضامن مع الجالية المسلمة بعد الذي حدث في نيوزيلندا"، مضيفا: "هذه الزيارة وما نجده من تضامن قوي، هي رسالة قوية للمتطرفين من اليمين المتطرف بأنهم لا يستطيعون القيام بما يريدونه، دون أن يكون هناك ردود حتى على الصعيد السياسي".

واعتبر كزبر بأن الزيارة " حملت رسائل طمأنة وتضامن للجالية المسلمة".

وأردف: "ونحن نقول دائما بأنه مثل هؤلاء السياسيين هو ما تحتاجه بريطانيا الآن، فهي تحتاج لسياسيين يجمعون الناس بعضهم مع بعض، ويبنون الجسور بين الجاليات، وليس السياسيين اللذين  يهاجمون ويتهمون الجالية المسلمة بالتطرف والانعزال، ويحطون من قدر النساء المسلمات بإطلاق أوصاف مهينة عليهن".

من جهته قال الباحث والأكاديمي العربي المقيم بلندن أنس التكريتي عن زيارة رئيس البرلمان البريطاني: "هي زيارة مهمة لرمزية الشخص الزائر ولرمزية المكان الذي قام بزيارته".

اقرأ أيضا :  تعرف على نسبة المسلمين في دول أوروبا (خارطة تفاعلية)

وتابع التكريتي في حديث لـ"عربي21": "بالطبع هذه الزيارات تكررت من قبل مسؤولين وبرلمانيين بريطانيين خلال الأيام الماضية بدءا من يوم الجمعة، وهذه كلها تؤدي إلى مسألة أن الشعب البريطاني بغالبيته تعاطى مع فاجعة نيوزيلندا بشيء كبير من التعاطف والإدانة لهذه الفعلة، والرسائل التي وصلت من غالبيتهم لمختلف المؤسسات الاسلامية تعد بالمئات وكلها تمثل حالة من التعاطف والتعهد بالحماية وعرض المساعدة على المسلمين".

انتقاد ماي

وأضاف التكريتي: "طلبنا من المسؤولين البريطانيين إدانة الجريمة بشكل صريح وصحيح وفصيح، فمثلا كان هناك نقد لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، لأنها حينما أعربت عن أسفها، عزت سكان نيوزيلندا وكرايتس تشيرش لكنها لم تذكر بأن الضحايا كانوا مسلمين، وأن الفاعل كان من العنصريين البييض، ولم تذكر كذلك بأن الجريمة وقعت بحق عابدين أبرياء في المسجد وتم مطالبتها بتعديل خطابها وهي لم تفعل إلى الان".

تعامل سلبي


وحول طريقة التعامل البريطاني سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي مع الجاليات المسلمة قبل وبعد الحادث قال كزبر: "نحن نعلم بأن الإسلاموفوبيا في تصاعد ليس فقط في بريطانيا بل في العالم الغربي بشكل عام، وللأسف لم تؤخذ على محمل الجد من قبل السياسيين والإعلام، بل على العكس كانت وسائل الإعلام هنا في بريطانيا تغذي هي وبعض الساسة هذه الظاهرة، وتغذي المتطرفين من اليمين المتطرف للقيام باعتداءات على الجالية المسلمة".

وتابع: "لكن بعد الحادث الإرهابي في نيوزيلندا وجدنا تفاعلا وتضامنا كبيرا جدا، وخلال ساعات تم الإعلان عن وقفة تضامنية خارج مسجدنا وحضرها المئات من الأشخاص، معظمهم من غير المسلمين وأيضا حضرها ممثل المنطقة النائب ورئيس حزب العمال جيرمي كوربين، وأيضا عدد كبير من رجال الدين والسياسة والجاليات الأخرى، وهذا التضامن مهم جدا".

وأكد أن "الإسلاموفوبيا تسببت بوجود تعامل سلبي وعنصري مع الجالية المسلمة، مستدركا: "لكن هذه التصرفات العنصرية والتعامل السلبي جاء من قبل أقلية متطرفة في المجتمع البريطاني، حيث تعد هذه الفئة أي شخص غير أبيض خصما وعدوا، وهي تظن بأن المسلمين جاءوا لاجئين ومهاجرين وأنهم يريدون السيطرة على البلد، ولكن أولئك أقلية لا يمثلون المجتمع البريطاني، وأيضا في الجانب السياسي كان هناك تعامل سلبي وعنصري".

وأضاف: "لعل ما حصل لأهلنا في نيوزيلندا يمكن أن يخفف من وطأة الهجمة على الإسلام والمسلمين وتوصيفهم بالإرهابيين".

حماية أمنية ضعيفة

وحول الحماية الأمنية التي تقدمها الحكومة البريطانية للمساجد في بريطانيا، قال كزبر: "الحماية الحكومية ضعيفة، ونطلب توفير الحماية للمسلمين حتى يشعروا بالأمان في بلدهم، فهم مواطنون مسلمون بريطانيون، وليسوا مواطنين من الدرجة الثانية، وهم مثلهم مثل غيرهم، ويقع على عاتق الحكومة البريطانية مسؤولية حماية هؤلاء المواطنين، خاصة بعد الذي حدث في نيوزيلندا".

وتابع: "حاليا نقوم نحن بإجراءات لحماية أنفسنا ولحماية الجالية المسلمة، فنحن على صعيد مسجدنا وغيره من المساجد قمنا بتكثيف الأمن فيها، وقمنا بإجراءات فعلية للمستقبل".

وأضاف: "طالبنا الحكومة بهذه الحماية، وتحدثنا مع السياسيين والشرطة، وقلنا لهم بأنه حان الوقت الآن لتوفير حماية للمسلمين على غرار الحماية التي تُقدم لغيرهم من الجاليات، فمثلا الكنس اليهودية محمية من قبل الدولة نفسها وهذا حق لهم، ومن ثم من حقنا أيضا الحصول على الحماية نفسها والحق نفسه".







التعليقات (0)