هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت كرميت سافير فيتس الكاتبة الإسرائيلية في صحيفة معاريف، إن "مرور أربعين عاما على توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، مناسبة لتذكر الأحداث الدراماتيكية التي رافقتها، ومنها الخطوط الحمراء التي أعلنها رئيس الحكومة الإسرائيلية الراحل مناحيم بيغن، والمشاكل الداخلية للرئيس المصري أنور السادات بسبب هذه الاتفاقية، والدور الذي أداه الرئيس الأمريكي جيمي كارتر".
وأضافت
في تحقيق مطول ترجمته "عربي21" أن
"المصافحة التاريخية بين بيغن والسادات ستبقى من اللحظات التي لا تنسى في
تاريخ إسرائيل، لأن يوم 26 آذار/مارس 1979 شكل وصول ثلاثين عاما من العداء والكراهية
بين الدولتين إلى نهايتها، وفي ساحة البيت الأبيض تحديدا بالعاصمة الأمريكية
واشنطن حيث تم توقيع اتفاق السلام بينهما".
وأشارت إلى أنه "في أعقاب التدخل الكبير للرئيس كارتر، تراجع المصريون عن المطلب الذي
وضعوه قبل توقيع أي اتفاق سلام مع إسرائيل بمنح حكم ذاتي لقطاع غزة، فيما حصلت إسرائيل
على توريد النفط من سيناء وضمانات أمريكية بالحصول على الوقود لمدة 15 عاما، حيث
أقر الكنيست الاتفاق عقب نقاش ماراثوني دام 28 ساعة، بموافقة 95 عضو كنيست،
ومعارضة 18، وامتناع اثنين".
وأوضحت
أن "ردود الفعل في العالم العربي جاءت عاصفة وعنيفة، حيث شهدت العواصم
العربية مظاهرات عارمة، وهجمات على السفارات المصرية في العواصم العربية، وأطلقت
تهديدات بقتل السادات الذي حصل فعلا في تشرين الأول/أكتوبر 1981، وتهديد مواقع أمريكية في
المنطقة، فيما طالبت منظمة التحرير الفلسطينية بتحرير يافا وحيفا وعكا".
وأكدت
أن "هناك جملة من الأحداث الكبيرة حصلت وراء كواليس اتفاق كامب ديفيد، ومنها
كيف استطاعت إسرائيل إخافة الأمريكيين، وماذا وقف خلف الانسحاب الإسرائيلي من
سيناء، وكيف علم بيغن أن الخلاف الأساسي مع المصريين هو استراتيجي وجغرافي، وليس
أيديولوجيا أو دينيا".
البروفيسور
جاك ليفي من قسم الشؤون الدولية بجامعة حيفا قال، إن "الأمريكان قلقوا من عدم
توقيع إسرائيل على الاتفاق مع مصر، أو عدم الانسحاب من سيناء، مع العلم أن اندلاع
الحرب الإسرائيلية في لبنان في 1982 شكلت مصدر خشية أمريكية أن تلقي بتأثيرها
السلبي على المرحلة الأخيرة من توقيع الاتفاق المصري الإسرائيلي، وهو تخوف رافق
ثلاثة رؤساء أمريكيين خلال سنوات ثماني وهم: فورد وكارتر وريغان".
أما
البروفيسور ويليام كافنديت من مجلس الأمن القومي الإسرائيلي فقال، إن "حرب
لبنان الإسرائيلية على منظمة التحرير فرضت نفسها على جدول الأعمال الإقليمي، وعلى الجهود
السياسية الأمريكية لإتمام السلام المصري الإسرائيلي".
وأشار إلى أنه "رغم أن واشنطن كانت تخشى أن تتدخل تل أبيب في الحرب الأهلية اللبنانية
عام 1976 ضد القوات السورية، لكن السادات كان يعتقد أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل
وسوريا في الآن نفسه، وقد شكلت الأخيرة له خصما عنيدا في الساحة العربية".
وأضاف
أن "عملية الليطاني في آذار/مارس 1978 التي نفذتها إسرائيل في لبنان بعد أربعة
أشهر فقط على زيارة السادات إلى تل أبيب، مثلت خشية جديدة من واشنطن على عملية
السلام، وإمكانية أن تعرقل العملية المصرية الإسرائيلية في أيلول/سبتمبر 1978".
وأشار إلى أن "أواخر 1981 وأوائل 1982 شهدت ازدياد المخاوف الأمريكية من اقتراب تدخل
عسكري إسرائيلي في لبنان ضد منظمة التحرير الفلسطينية، واعتقدت واشنطن أن إسرائيل
قد تستغل هذه العملية لعرقلة تنفيذ المرحلة الأخيرة من انسحابها من سيناء في نيسان/أبريل
1982، وبذلك تتضرر علاقاتها مع مصر ودول عربية أخرى".
وختمت
الكاتبة بالقول إن "القاهرة أعادت سفيرها من تل أبيب عقب مجزرة صبرا وشاتيلا
في أيلول/سبتمبر 1982، لكنها لم تقطع علاقاتها معها، بل دعمت رسميا اتفاق لبنان وإسرائيل
في أيار/مايو 1983، وواصلت طريقها لتكون عرابة السياسة الأمريكية في المنطقة بدلا من إسرائيل".