هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة إسرائيلية إن قائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي فتح الباب أمام اليهود للعودة إلى مصر إن هم رغبوا في ذلك، وتعهد لهم بأن تتولى الحكومة بناء معابد لهم ومؤسسات مدنية أخرى لاستيعابهم.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية هذه التصريحات عن السيسي أثناء لقائه بوفد يهودي أمريكي كان يزور القاهرة الأسبوع لدعوة السيسي إلى حضور احتفال يتم فيه تسليم أرملة الرئيس المصري الراحل أنور السادات "ميدالية الكونجرس الذهبية".
إحياء التراث اليهودي
وفي شباط/ فبراير 2016 تقدمت 11 مؤسسة يهودية من مختلف دول العالم، تتزعمها "اللجنة الأمريكية اليهودية" بمذكرة للحكومة المصرية تطالبها بالاعتراف بالتراث اليهودي في البلاد الاهتمام به كما يحدث مع تراث الأديان الأخرى.
واستجابة لهذه المذكرة شكلت الحكومة في 2016 لجنة لتسجيل التراث اليهودي بمصر، أعلنت الحكومة في آب/ أغسطس 2017 عن مشروع لترميم المعبد اليهودي في الإسكندرية بتكلفة 100 مليون جنيه مصري، ضمن حزمة مشاريع ترميم تراث اليهود.
اقرأ أيضا: صحيفة: السيسي يدعو اليهود للعودة إلى مصر.. بماذا تعهد لهم؟
وأعلن وزير الآثار المصري خالد العناني في كانون الأول/ ديسمبر الماضي أن السيسي أمر بتخصيص نحو 72 مليون دولار لإحياء التراث اليهودي في البلاد الذي يبلغ 13 معبدا، بجانب العديد من العقارات والمخطوطات اليهودية.
تاريخ قديم
ولا توجد إحصاءات رسمية موثقة عن الأعداد الحقيقية لليهود الذين عاشوا إلى جانب المصريين منذ قرون بعيدة، لكن التقديرات التاريخية تشير إلى أنه كان يعيش نحو 120 ألف يهودي في مصر إبان الحقبة الملكية التي كانت العصر الذهبي لليهود في مصر، إلى أن بدأت موجة هجرة اليهود من مصر إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عقب تأسيس دولة الإحتلال الإسرائيلي عام 1948.
وبعد أعوام قليلة من قيام ثورة تموز/ يوليو 1952 طردت الحكومة المصرية التي يترأسها قادة الجيش اليهود من البلاد بعد اتهامات لهم بتدبير عمليات إرهابية وتقديم الدعم المادي والاستخباراتي لدولة إسرائيل.
ولم يبق في مصر من اليهود الآن، سوى 6 أشخاص يعيشون في "حارة اليهود" بوسط القاهرة، و12 شخصا في الإسكندرية معظمهم من السيدات المسنات، بحسب تصريحات صحفية لمارسيل هارون رئيسة الطائفة اليهودية بمصر.
تأثير قوي
وكانت الطائفة اليهودية قوية ومؤثرة في المجتمع المصري رغم قلة عددهم، حيث سيطروا على قطاعات كبيرة من الاقتصاد الثقافة والفنون.
ومن أشهر العائلات اليهودية التي عاشت في مصر عائلة بوصيري التي عملت في بناء دور للسينما والفنادق مثل مينا هاوس بالجيزة وسان ستيفانو بالإسكندرية، وأسست معبد "شعار هاشامايم" 1905 بوسط القاهرة الذي يعد أحد أبرز المعالم الأثرية ليهود مصر.
وهناك أيضا عائلة قطاوي التي أسست معامل لتكرير السكر، وساهموا في إنشاء عدة بنوك واحتكروا صناعة الملح والصودا، وعائلة سوارس التي أسست أهم البنوك المصرية، مثل البنك الأهلي والبنك العقاري، كما ساهموا في إنشاء خطوط السكة الحديدية وشركة لنقل الركاب.
اقرأ أيضا: هل تفضح صورة السيسي ويديلن "مجزرة رفح الأولى" بسيناء؟
وعائلة عدس التي امتلكت سلسلة شهيرة من المحال التجارية بالشراكة مع رجال أعمال يهود، وأخيرا عائلة سموحة التي احتكرت مضارب الأرز وتكرير السكر والغزل والنسيج، وسميت منطقة شهيرة في الإسكندرية باسمها.
وفي المجال الفني اشتهر من اليهود يعقوب صنوع الذي أنشا أول مسرح في مصر عام 1870، وتوجو مزراحي من أوائل المخرجين السينمائيين، والفنانات نجمة ابراهيم وليلى مراد ونجوي سالم وراقية ابراهيم والموسيقار داوود حسني وغيرهم.
غسيل السمعة
وتعليقا على هذه التصريحات قال الباحث الحقوقي أحمد الإمام إن عبد الفتاح السيسي يحاول منذ وصوله إلى السلطة تقديم نفسه إلى الغرب باعتباره راعي التسامح الديني في المنطقة، والزعيم الحريص على مواجهة جماعات التطرف وخطاب التشدد الديني!.
وأضاف الإمام، في تصريحات لـ "عربي21" أن السيسي يحاول أن يغسل السمعة السيئة التي لحقت به بسبب ارتكابه العديد من المجازر البشعة والانتهاكات الحقوقية والمروعة وغير المسبوقة في تاريخ مصر الحديث، ويريد أن يظهر أمام المجتمعات الغربية في صورة القائد العربي المعتدل المدافع عن حقوق الأقليات الدينية في بلاده.
عصفورين بحجر
من جانبه قال الكاتب الصحفي أسامة النجار إن السيسي يسعى إلى كسب اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة لضرب عصفورين بحجر واحد، الأول ضمان استمرار الدعم الإسرائيلي له، والثاني تقديم نفسه لواشنطن باعتباره الحليف المثالي للولايات المتحدة في المنطقة والذي لا يمكن الاستغناء عنه لضمان استقرار المنطقة وحفظ أمن إسرائيل.
وأشار النجار، في تصريحات لـ "عربي21" إلى أن السيسي لا يفوت أي زيارة له إلى الولايات المتحدة دون أن يلتقي وفودا يهودية بسبب معرفته لأهميتها وتأثيرها على السياسات الأمريكية.