قد يكون العنوان مُستغربا من البعض، ومستهجنا من غيرهم،
ومستبعدا مضمونه من قطاع عريض من الأمة، لكني أراه قاب قوسين أو أدنى، والذي
يستبعد أو لا يصدق ذلك.
فهل
كان يصدق أن يأتي اليوم الذي يعلن فيه محمود عباس بكل صراحة أنه ينسق أمنيا مع
سلطة الاحتلال!! وأنه إذ يسلم على نتن ياهو فكأنما يُسلم على أخيه في الرضاعة!!
وعندما يلتقي تسيبي ليفني تنفرج أساريره وكأنما يصل رحمه بعد طول انقطاع، في الوقت
الذي يكفهر وجهه إذا رأى حمساويا أو غزاويا، أما بكاؤه على شيمون بيريز يوم هلاكه،
وقسمات وجهه التي تعبر عن تمزق نياط قلبه مما لم يبد عليه يوم وفاة أمه أو أبيه،
فهو مما لا يحتاج إلى مزيد بيان، فالصورة معبرة عما يجيش في القلب والوجدان.
وإذا
رأيت ثَم رأيت عجبا وهو يسارع لإدانة أي فعل ينغص على بني صهيون حياتهم ويصنف كل
مقاوم على أنه إرهابي، إذ كيف يقاوم أحباءه وأقرباءه من بني إسرائيل، فإذا رأيت كل
ذلك فهل تشك في جاهزيته تسليمهم ليس القدس والأقصى وعموم فلسطين، بل يعطيهم فوقها
مقلتي عينيه!!
وهل
تستبعد أن يعارض دخول الكيان المسمى إسرائيل جامعة الدول العربية، وينتخب نتن ياهو
أو أي نتن آخر رئيسا لها أو أمينا عاما!!
لماذا
تستبعد ذلك؟!
هل
كنت تصدق أن السعودية بلد الحرمين ستتكلم صراحة أو وقاحة عن الكيان المسمى إسرائيل،
وأن يقول ابن سلمان لو ضَيَّع الفلسطينيون هذه الفرصة السانحة فلا يحق لهم أن
يتكلموا بعد الآن!!
هل
كنت تصدق أن يعطي ولي العهد الأسود التأشيرات للإسرائيليين لدخول بلاد الحرمين وأن
يتجول بعضهم في مدينة رسول الله التي أجلاهم عنها فلم يدخلوها حتى اللحظة التي سمح
ابن سلمان لهم فيها بالدخول!!
هل
كنت تصدق أن تقام الحفلات الماجنة في مدائن صالح وأن يعلو صوت ماجدة الرومي على
صوت مؤذن الحرم المدني!!
هل
كنت تصدق أن يكتب كاتب سعودي (لك العتبى يا نتن ياهو وحتى ترضى)!!
ولن
أسرد لك كم وكيف وحجم مقالات السعودية التي ترحب بتل أبيب حتى جعلوها كأنها القبلة
التي ينبغي السعي إليها والطواف حولها وبدونها فلا أمن ولا سلام ولا استقرار ولا
ازدهار في المنطقة!!
في
الوقت الذي يقومون فيه بالهجوم الكاسح والكالح على الفلسطينيين ناهيك عن تصنيف
حماس بالإرهابية لأنها ترهب عدو الله الذي كان، أما الآن فأصبح ولي الله والفتاوى
جاهزة من كل شيخ عتل زنيم عن جواز بل وجوب التواصل والتراحم مع الصهاينة الأحباب
أهل الكتاب في الوقت الذي أفتوا فيه بوجوب استئصال الإخوان لأنهم كفار وسيدخلون
النار!!
وهل
كنت تتوقع أن يأتي اليوم الذي يقول فيه ولي عهد دولة خليجية -وهو أشبه بالعجل
الحنيذ- ليس بإجلاء الإسرائيليين بل بإجلاء أهل فلسطين وإنشاء مستعمرة لهم في
البحر تبعد مئتي ميل عن المياه الإقليمية الدولية كأنهم رجس من عمل الشيطان!!
هل
رأيت استقبال قابوس لنتن ياهو وحفاوته به وهل قرأت لوزيره ابن علوي عن عظمة دولة
إسرائيل إذ يذوب عشقا فيها ودفاعا عنها!!
هل
رأيت وزراء خارجية العرب في مؤتمر وارسو إذ يتسللون لِواذا، ويُهرعون جماعات
وفرادى إلى مقر النتن ياهو يلتمسون البركة وينامون على فخذه ليرقيهم من حسد أهل
الشر، ويعمل لهم حجامة تخرج أي دم تبقى من كرامة، ويصنع لهم حجابا يعلقونه في
رقابهم يقيهم إرهاب إيران عدوهم المشترك.
هل
نسيت تصويت سفراء العرب في الأمم المتحدة لصالح إسرائيل لترأس اللجنة القانونية في
تلك المنظمة الدولية!!
هل
رأيت سامح شكري وزير خارجية مصر الكنانة وهو باخع نفسه على شيمون بيريز وقد أضناه
حزنه عليه حتى نقلوه للعناية المركزة.
أم
تراك لم تسمع ما قاله سيسي مصر عن قدرات النتن ياهو التي تؤهله لقيادة المنطقة!
وما
قاله -فض فوه- أنه لن يسمح أن تكون سيناء بوابة خلفية للاعتداء على أهله من بني إسرائيل!
هل
رأيت علم إسرائيل وهو يرفرف في الإمارات فيما يسمى بالبطولة الرياضية، ونشيدها
الوطني يُرفع هناك كما يُرفع الأذان، والكل واقف ثابت صامت واجم إجلالا واحتراما
لبني صهيون.
وعن
عيال زايد ودورهم في صهينة المنطقة فقل ما شئت ولن تصف عشر معشار ما بلغوه.
هل
تظن أن أحدا من هؤلاء إذا جاءه الأمر من واشنطن أو من تل أبيب مباشرة بدخول الكيان
الصهيوني جامعة الدول العربية أن يعارض أو يمتنع!!
لا
والله ستجد الجميع يسارعون فيهم ولن يقولوا نخشى أن تصيبنا دائرة بل سيقولون هذا
حقهم وقد ظلمناهم كثيرا ونحن وهم أولاد سام فلِمَ التفرقة بين إخوة من أب واحد.
وستجد
عجول السلاطين أصحاب الغُطَر يأتونك بالأدلة القطعية الثبوت والدلالة على ذلك،
وربما لن يتورعوا عن ضرورة مراجعة نُسَخ المصاحف الموجودة والوقوف عند الآية
"لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا" وربما قالوا
بنسخ الآية وقد يخالفهم مفتي الديار المصرية في مسألة النَسخ ويقول لهم :النسخ يعني وجودها ثم
نسخها، وهذا لم يحدث، إن كلمة اليهود دخلت من التصحيف والتحريف وينبغي حذفها،
فيزيد عليه أسامة الأزهري: بل الآية كلها لم تكن موجودة.
وسيخرج
الكُتّاب والصحفيون وأصحاب العمائم ليكتبوا ويخطبوا ينبغي مراجعة الخطاب الديني
كما قال الإمام السيسي، فهل يُعقل أن يقتل مليار وستمئة مليون من المسلمين الأوغاد
أهل الشر بقية البشر!!
ماذا
يمثل ما أسلفت وغيره الكثير بالنسبة للمطالبة بدخول الكيان المسمى إسرائيل لجامعة
الدول العربية، بل والله أنا لا أستبعد أن يكون الطلب ليس من إسرائيل بل من بعض
الحكام العرب.
وساعتها سيلحّون على نتن ياهو أو أي نتن صهيوني بأن يكون هو رئيسا أو
أمينا عاما لجامعة الدول العربية، أو جامعة الدول العبرية باعتبارنا عبرانيين أصلا.
1
شارك
التعليقات (1)
صالح الشل
الإثنين، 25-02-201901:29 م
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع الأسف اللهم أيقظنا من ثباتنا