هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصف عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الكاتب والباحث الليبي في شؤون الفكر الإسلامي علي الصلابي الحديث عن "انقلاب على المصريين داخل مؤسسات الاتحاد بأنه فرية وافتراء على مؤسسات الاتحاد لا أساس له على أرض الواقع".
وتأتي تصريحات الصلابي لـ "عربي21" ردا على هجوم الكاتب السعودي محمد الساعد، في مقال له اليوم الاثنين في صحيفة "عكاظ" السعودية، اعتبر فيه انتخاب عالم المقاصد المغربي أحمد الريسوني رئيسا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين استكمالا للانقلاب على المصريين داخل مؤسسات التنظيم الدولي للإخوان.
وقال الساعد: "اكتمل الانقلاب بإزاحة يوسف القرضاوي عن منصبه بعدما أصابه الخرف وتحول إلى مجرد رمز للتنظيمات الدولية جميعها، القرضاوي الذي تفانى في خدمة القطريين مفتياً لهم وداعماً لأجندتهم السياسية والانقلابية في العالم العربي لم تشفع له تلك الخدمات ولم يبقوه حتى يتوفى تكريماً له حسب ظنه".
وأضاف الساعد: "التغيرات في خارطة العالم السري للتنظيمات العابرة دفعت المخابرات الدولية لتكليف الدوحة بإدارة التنظيم الدولي والسيطرة على التنظيمات الفرعية، الاستبدال في هيكل التنظيمات حاول تلافي الخلافات بين الأجنحة المتصارعة، فتم تعيين أحمد الريسوني ـ المغربي ـ لإبعاد الحساسية بين إخوان مصر وسوريا وهما الجناحان المتصارعان دائماً داخل التنظيم، والريسوني هو أيضاً ليس سوى محطة في الطريق نحو شخصية تركية يتم تهيئتها وسيتم تعيينه ليكون رئيس الاتحاد العالمي لتكتمل سيطرة الأتراك في سعيهم نحو إعادة الاحتلال العثماني للعالم العربي"، وفق تعبيره.
وتعليقا على ذلك قال الصلابي: "الاتحاد مؤسسة مستقلة تضم نخبة من علماء العالم الإسلامي، وهو تعبير عن وجدان الأمة وضميرها بخطاب وسطي معتدل، وينحاز بالكامل لقيم العدالة والمساواة التي جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة".
وذكر الصلابي، أن "الدكتور أحمد الريسوني، والكل يعرف قيمته العلمية والفقهية والمعرفية، تم ترشيحه لرئاسة الاتحاد من علماء الاتحاد، على الرغم من أنه لم يكن راغبا في ذلك، وأن الحديث عن وجود نية مبيتة للانقلاب على الدكتور القرضاوي أو على المكون المصري داخل مؤسسات الاتحاد كلام غير موجود أصلا ولكن هناك حملة إعلامية مضللة ومنظمة لتشويه الاتحاد وعلمائه".
وأضاف: "الاتحاد منشغل بتجديد الخطاب الإسلامي الحضاري وفقه النوازل، وترشيد الإنسانية إلى القيم الجامعة التي جاءت في القرآن الكريم وهدي النبي عليه السلام".
ورأى الصلابي، أن "الحديث عن توظيف للاتحاد من أي جهة تعكس محاولات للزج بمؤسسة اكتسبت مكانتها في العالم من قدرتها على نحت خطاب وسطي معتدل على نحو مغاير لخطاب فقهاء الأنظمة الاستبدادية".
وأضاف: "وصف الاتحاد بأنه مؤسسة إخوانية عار عن الصحة والحقيقة، وهو يشمل مدارس إسلامية عديدة ممن يؤمنون بالوسطية بالاعتدال، والدعوة بالتي أحسن".
وتابع: "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مؤسسة جامعة لكل علماء الأمة، ولا تتعامل بهذه الأساليب. صحيح هنالك علماء في الاتحاد يثمنون المواقف المبدئية في مناصرة الشعوب المظلومة والانحياز إلى المكلومين وقضايا الأمة العادلة، لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ولكن لا علاقة لهذه المواقف بتبعية الاتحاد لأي من الجهتين"، على حد تعبيره.
للإشارة فالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي أقيم مؤتمره التأسيسي في العاصمة البريطانية لندن عام 2004، هو مؤسسة إسلامية تجمع علماء المسلمين من مختلف دول العالم. ومنذ 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 يرأسه الدكتور أحمد الريسوني خلفًا للدكتور يوسف القرضاوي، وينوبه من الشيعة العلامة محمد واعظ زاده الخراساني ومن الإباضية مفتي عمان الشيخ أحمد الخليلي.
إقرأ أيضا: "علماء المسلمين" يطالب الرياض وأبوظبي بإطلاق دعاة معتقلين