قضايا وآراء

الإرادة أقوى من الفولاذ

حسن العالول
1300x600
1300x600

لم يكُن الحق في يوم من الأيام أقوى من الباطل بالعَدد أو العُدة، ومع ذلك كان النصر حليفه في كل الجولات.

تجارب ومِحن كثيرة مرت بنا وبقضيتنا كانت الإرادة والإيمان المطلق بالحق وعدالة القضية صمام الأمان، كل الشعوب التي سبقتنا في الثورات انتزعت حريتها ودحرت مستعمريها بالإرادة والصمود، نعم قد يكون هناك تراجع أو انكسار في بعض المحطات، لكن مخزون الإرادة يبقى هو السلاح الإستراتيجي لكل الشعوب، هذا السلاح وإن كان معنوياً، لكنه ظل درعاً حامياً أقوى من الفولاذ أمام كل من يحاول تمزيقنا وتفتيتنا وفرض هيمنته وسيطرته علينا.


لم تُفلح ألاعيبهم ومُؤامراتهم وادعاءاتهم الباطلة وإعلامهم المُضلل من كسر إرادة الشعب الفلسطيني في البقاء وتحقيق طموحاته وتطلعاته في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة.

إن حالة الوعي الوطني التي يعيشها شعبنا وتتناقلها الأجيال فيما بينها شكلت حصانة وقوة دافعة لقضيتنا من المستحيل اختراقها وتطويقها.

لقد خابت كل توقعاتهم واصطدمت بواقع أرق مضاجِعهم وجعلتهم يترنحوا باحثين عن بدائل أُخرى.

سبعون عاماً ومازال هناك شعب بأطفاله وشبابه وشيوخه يناضلوا من أجل الحرية مُتمسكين بحق عودتهم وبهويتهم الفلسطينية وبتاريخهم الطويل على أرضهم ، عيونهم ترنو كل صباح للقدس ويافا وحيفا وعكا وكل المدن والقرى التي هجروها قصراً.

لقد راهنوا خاسرين على ضياع القضية ما بين الموت والنسيان، لكن أهازيج النساء ودبكة أطفال المخيمات في لبنان وسوريا والأردن وكل بقاع الدنيا أسقطت مشاريعهم وداستها بأقدامهم.

إنه الفلسطيني يا سادة، لا تهزه نكبة ولا نكسة ولا تطبيع، يقف شامخاً كجبال جرزيم وعيبال، وجذوره ضاربه في الأرض كشجر الزيتون، لا يعرف المستحيل ولا يتوقف عند الصغائر، هدفه واضح، وحقه لا يغيب، وإيمانه لا يهتز، نعم الطريق ما زالت طويلة وشاقة ومحفوفة بالمخاطر والعقبات، لكن لن يضيع حق وراءه مُطالب، فلا مكان لليأس أو الاستسلام، نموت أو ننتصر.

0
التعليقات (0)

خبر عاجل