كتاب عربي 21

يهود الدونمة والأتاتوركية

محمد عمارة
1300x600
1300x600
لقد فُرض كمال أتاتورك (1881 - 1938 م) على الشعب المسلم في تركيا، مع العلمانية المتوحشة والفجة، القومية الطورانية المتعصبة، ولقد كان يهود الدونمة (الذين تظاهروا بالإسلام ليكيدوا له) وراء صياغة الأيديولوجية الكمالية التي فرضها أتاتورك بحد السيف على الشعب التركي المسلم.

ففي ميدان الأخلاق، بعثت العلمانية التركية (بإيعاز من يهود الدونمة) "مذهب اللذة"، المذهب الكلبي القديم، فكان مدرس الفلسفة يقول للتلاميذ:

"يجب عليكم إيقاظ هذه الأمة من سباتها الطويل، عليكم أن ترشدوا آباءكم وأمهاتكم، ليس هناك شيء تستطيعون أخذه منهم والإفادة منه، لا تخشوا آباءكم وأمهاتكم، بل قولوا لهم الحقيقة. الدنيا كلها ليست إلا لحظة لذة ونشوة، فقد أتيتم أنتم إلى الدنيا نتيجة لحظة لذة، وما دامت لحظة اللذة سبب وجودنا، إذن يجب أن تكون حياتنا وغايتنا هي اقتناص اللذة. إن أمهاتكم لسن إلا معامل تفريخ، وليس أباؤكم إلا مكائن الضغط، فالإنسان ليس إلا آلة وماكينة"!!

ومع مذهب اللذة (الكلبي) هذا، أباح القانون زواج الأخوات من الرضاعة!!

أما في القومية، فلقد أحلوا نزعة القومية الطورانية المتعصبة محل رابطة الأمة والأخوة الإسلامية. وكان المنظّر الأول والأكبر لهذه القومية الطورانية "تكين ألب"، وهو يهودي اسمه الحقيقي "موئير كوهين".

ولقد أصبح كتابه "طوران" الكتاب المقدس لهذه النزعة القومية. وله أيضا كتاب "ماذا يمكن أن يكسب الأتراك من هذه الحرب العالمية الأولى"، وفيه دعا الأتراك إلى هجر الرابطة الإسلامية والجامعة الإسلامية، والاتجاه نحو العنصر التركي، وحضارة تركية تكون منفصلة عن الدين الإسلامي وعن الثقافة الإسلامية والحضارة الإسلامية، ومقطوعة الصلة بالأمة الإسلامية. 

وله كذلك كتاب "سياسة التتريك" الصادر في إسطنبول عام 1928 م، وكتاب "الكمالية" الصادر عام 1936 م، وفيه يقول: "إن الأمة التركية قد انسلخت من شرقيتها لتأخذ طريقها إلى الغرب".

وعندما مات هذا المنظّر اليهودي للكمالية الأتاتوركية في عام 1961 م أقامت له جمعية التراث التركي تأبينا حضره ابنه إسحاق كوهين!!

نعم.. لقد صنع يهود الدونمة هذا الذي صنعوه بالإسلام والخلافة الإسلامية، مثلما صنعت الصهيونية اليهودية بالعرب على أرض فلسطين، فعضوا جميعا اليد الوحيدة التي أحسنت إليهم عبر تاريخهم الطويل، فعلى امتداد تاريخهم في المجتمعات الغربية المسيحية، مارس الغربيون معهم كل ألوان الاحتقار والاضطهاد والإذلال، بينما كانت الحضارة الإسلامية والمجتمعات الإسلامية هي الملاذ الآمن لهؤلاء اليهود على مر هذا التاريخ، ومع ذلك، تحالفوا مع جلاديهم ضد الذين أحسنوا إليهم! وكانوا أدوات المسخ والنسخ والتشويه للهوية الإسلامية، ورسل العلمنة والتغريب في عالم الإسلام!

وتلك ظاهرة اجتماعية وفكرية وسياسية تحتاج في تشخيصها ودراستها إلى الأطباء النفسيين!

وإذا كان ذلك غريبا وعجيبا، فإن الأغرب والأعجب أن هناك من لا يزال يسير على هذا الطريق (طريق التغريب والعلمنة والتعصب العرقي) حتى هذه اللحظات!
التعليقات (5)
رشاد أبو أحمد
الإثنين، 25-09-2023 12:04 م
نعم كلامك صحيح عن يهود الدونمة أرسلو المجرم اليهودي و أطلقو لهو أسماً كاذباً سموه مصطفى كمال أتاتورك المجرم الماسوني الأرهابي.أباد الأتراك وقضى على معالم الدين الأسلامي بتركيا.مَنْ يؤذن بالجامع يقطع رأسه ومن تلبس الحجاب يقطع رأسها أيضاً و هدم الجوامع! والمآذن بتركيا ومنع من يقيم الصلاة # أرسلتهو ودربتهو الحركة اليهودية الذين هربو من أسبانيا#من أضطهاد النصارى بأسبانيا بعدما تم هدم والقضاء على الدولة الأسلامين بأسبانيا! وهم جائو الى اليونان وما جاورها خططو مسبقاً وهناك أيضا!دربوه من سادس أبتدائي وأعطوه رتباً عسكريةً وأكملو اليهود وأرسلوه لتركيا وعملو لهو أنقلاب وسلموه الحكم !ةتظاهر بأنهو دولة علمانية!لادين لها ملحدين عديمي الدين !وخربو تركيا وأبادوهم وقضو على الدين الأسلامي بتركيا وقتها !#
الفارس
الأحد، 19-09-2021 07:40 م
رحمة الله عليك يااحمد عمارة
عبد العالي
الجمعة، 21-02-2020 08:31 م
الامبراطورية العثمانية بكل جيوشها وقوتها ومخابرتها واجهزتها اخترقت من مجموعة صغيرة من اليهود (الدونما)؟ فلنرفع القبعة فعلا لتلك المجموعة الصغيرة على ذكاءها مقابل امبراطورية عثمانية قوية تهاوت من فءة قليلة..... وكم من فءة قليلة غلبت فءة كثيرة باذن الله . صدق الله العظيم
Dorgham Faidi
الجمعة، 25-01-2019 02:02 م
لا صحة لكلامك وافتراءاتك على زعيم الأمة التركية .المجاهد كمال مصطفى باشا والذي لقبه شعبه ب اتاتورك اي الاب المعنوي الأتراك. الإمبريالية العالمية وعلى رأسها الانكليز سبب كل المصائب والمؤامرات في العالم وفي منطقتنا بالدرجة الأولى. وبسبب هزيمتهم على يد الزعيم مصطفى كمال في حرب مضيق الدردانيل _ معركة تشناقلعة الخالدة عام 1917 واخبار وزير الدفاع البريطاني آنذاك تشرشل على الاستقالة من منصبة ومنعهم من الوصول العاصمة الخلافة العثمانية في اسطنبول. الإخوان المسلمين - اخوان الشياطين - والتي صنعتك المخابرات البريطانية هم من انسئوا هذه الحركة وتطاولوا على الزعيم التي اتاتورك ووقوفه بالألفاظ والكفر .لتمرير المخططات الاستعمارية في الوطن العربي وأول تلك المخططات وعد بلفور في نفس العام اي قبل قيام الجمهورية التركية في عام 1923 .يعني أيام وجود الخلافة العثمانية.اتاتورك انظف وأكثر إسلامنا منكم لان بطاقة الشخصية وتحمل رقم واحد في عهد الجمهورية وفي خانة الجنسية مكتوب تركي مسلم وإلى اليوم كل تركي يولد تركي ومسلم وحكامكم العرب لغة الديانة في بطاقات مواطنيها الوطنية .تركيا مسلمة حتى النخاع . وانتم لا مسلمين لا في الهوية ولا في المعاملة - والدين معاملة - بل عبيد الاستعمار ناهب ثروات أمتنا وسؤالي فلسطين وسائق تقدمنا وما هي حضارتنا .انتم مركب لهؤلاء وابواق فارغة . تنفخ في الهواء.
ادم
الأربعاء، 23-01-2019 10:19 م
نرجوا المزيد يا استاذنا الفاضل. على هذه الأمة أن تفيق و تتدارك أمرها قبل فوات الآوان، يحدونى الأمل.