صحافة دولية

صحيفة روسية: لهذا تهتم موسكو بحل سريع لمشاكل الرياض

يعد ضمان استقرار الوضع داخل المملكة العربية السعودية بمثابة شرط أساسي لتسيير روسيا لعملها مع المملكة- جيتي
يعد ضمان استقرار الوضع داخل المملكة العربية السعودية بمثابة شرط أساسي لتسيير روسيا لعملها مع المملكة- جيتي

نشرت صحيفة "نيزافيسمايا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن روسيا التي زادت اهتمامها بديناميكيات أسعار النفط العالمية وتأثير ذلك على الوضع الاقتصادي للبلاد.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن رئيسة البنك المركزي الروسي، إلفيرا نابيولينا، التي قدمت لمجلس الدوما التوجيهات الرئيسية للسياسة النقدية الموحدة للدولة لسنة 2019 وللفترة الممتدة بين 2020 و2021، ربطت بشكل مباشر سيناريوهات تطور الاقتصاد بمستوى أسعار النفط في الأسواق العالمية.

وأضافت الصحيفة أن اتفاقية أعضاء الأوبك أدت إلى تحديد أسعار للنفط مقبولة تماما، وذلك من خلال التحكم في مستوى الإنتاج العالمي ومستوى التصدير.

 

الجدير بالذكر أن الشراكة الوثيقة التي تجمع اثنين من عمالقة النفط، وهما روسيا والمملكة العربية السعودية، من العوامل التي ساعدت على الوصول إلى مثل هذه الاتفاقية.

من هذا المنطلق، شهدت العلاقات الروسية السعودية تطورا ملحوظا سنة 2016، الأمر الذي سيساعد الطرفين على إنشاء آلية تفاوض دائمة للحفاظ على التوازن بين العرض والطلب في سوق النفط.

 

عموما، يتطلب إنشاء آلية تفاوض دائمة مستوى عال من التعاون في المجال النفطي بين روسيا والمملكة العربية السعودية.   

وذكرت الصحيفة أن النجاح غير المشروط لسياسة روسيا المتعلقة بالسعودية يُعزى إلى التفاهم الذي توصل إليه الطرفان، والذي يشير إلى أن الاختلافات بين الرياض وموسكو بشأن الوضع في سوريا والحرب في اليمن وبعض المشاكل الإقليمية والدولية الأخرى، لا ينبغي أن تشكل عقبة أمام اعتماد تدابير منسقة من أجل الحفاظ على أسعار نفط مقبولة.

تجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية تتخبط في وضع صعب وحساس، لا سيما بعد التخطيط لنقل السلطة لجيل شاب جديد، وذلك اعتمادا على الفصل القانوني المتعلق ببنية الدولة داخل المملكة العربية السعودية.

 

في هذا الصدد، ينص الفصل الخامس من دستور المملكة العربية السعودية، على أنه "يحكم الدولة أبناء وأحفاد وأبناء أحفاد الملك المؤسس، ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله".

وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة اعتمدت بعض التقاليد التي تم بموجبها توريث السلطة لعقود من الابن الأكبر للملك المؤسس إلى الابن الأكبر للعاهل.

 

اقرأ أيضا : اتفاق سعودي روسي للتعاون في مجال الطاقة الذرية

 

في المقابل، قرر الملك الحالي للمملكة العربية السعودية، سلمان بن عبد العزيز، تغيير هذا النظام وتعيين محمد بن سلمان، البالغ من العمر 32 سنة خليفة له، وليس أخاه الأكبر.

 

وبموجب الإعلان عن نية توريثه للعرش، أعلن بن سلمان عن مجموعة من الخطط التي قد تساهم في تطوير الاقتصاد، مطلقا حملة واسعة لمكافحة الفساد، تم خلالها اعتقال العديدين، بما في ذلك أفراد من الأسرة الحاكمة السعودية.

في هذا الإطار، حاولت العديد من الشخصيات السياسية ورجال أعمال بارزين منع وصول محمد بن سلمان إلى كرسي العرش، ورشح البعض الأمير أحمد الابن الأصغر للملك المؤسس، بديلا لمحمد بن سلمان.

وبينت الصحيفة أن مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، وما تبعه من توجيه أصابع الاتهامات الى ولي العهد السعودي من طرف الولايات المتحدة وعدد من البلدان الأخرى، أدى إلى تفاقم الأزمة داخل المملكة العربية السعودية.

 

على صعيد آخر، تؤثر الظروف الراهنة التي تعيشها المملكة على خطط موسكو. وبشكل عام، يتوجب على موسكو مواصلة التعاون مع المملكة العربية السعودية في قطاع النفط من أجل ضمان تحقيق إيرادات مستقرة من بيع النفط.

بطبيعة الحال، يعد ضمان استقرار الوضع داخل المملكة العربية السعودية بمثابة شرط أساسي لتسيير روسيا لعملها مع المملكة.

 

ولهذا السبب، لا تخفي روسيا اهتمامها بإيجاد حل وبشكل سريع لجميع مشاكل المملكة العربية السعودية ومن حولها.


اقرا أيضا :  عالم أمريكي: هذه رسالة ابن سلمان وبوتين من عمليات الاغتيال


وأقرت الصحيفة أن تكثيف الاتصالات في السنوات الأخيرة بين الجانبين، يتيح آفاقا للتعاون في مختلف المجالات.

 

في هذا الإطار، من المقرر أن يقوم الرئيس الروسي بزيارة المملكة العربية السعودية خلال هذه السنة، علما وأنه لم يتم تحديد تاريخ الزيارة بعد.

 

إلى جانب ذلك، يخطط الجانبان للتعاون في المجال الزراعي، حيث تدرك المملكة جيدا أن روسيا تستحوذ على الأراضي الأكثر خصوبة في العالم، وحوالي ربع موارد العالم من المياه العذبة.

 

في هذا السياق، استضافت المملكة العربية السعودية في الأشهر الأخيرة حوالي 20 وفداً من الشركات الروسية الكبيرة المتخصصة في المجال الزراعي.

وأقرت الصحيفة أن الجانبان يخططان للتعاون في مجال الطاقة، حيث تم وضع خارطة طريق للتعاون الروسي السعودي في بناء منشآت الطاقة النووية.

 

ومن جانبها، تخطط المملكة لبناء 16 مفاعلا في مجال الطاقة بمساعدة الجانب الروسي.

 

وبحلول سنة 2030، تخطط المملكة لإنتاج حوالي 50 بالمائة من حاجياتها الخاصة من الأسلحة والمعدات العسكرية.

 

كما يعتبر الاتفاق على توطين صناعة الرشاشات الآلية من طراز "ايه كيه 103" الروسية داخل المملكة بمثابة الخطوة الأولى لتطوير الإنتاج بشكل مشترك في هذا المجال.

التعليقات (0)