هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يجري وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية مايك بومبيو جولة شرق أوسطية تشمل 9 دول عربية، هي الأردن والعراق ومصر والبحرين والإمارات وقطر والسعودية وعُمان والكويت، ويأتي الهدف المعلن للجولة بأنها تأتي من أجل طمأنة حلفاء واشنطن، بشأن قرار اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي، بحسب قوات بلاده من سوريا.
ومع تطورات الملف السوري، توقع محللون
أن تصب التحركات العربية والأمريكية الأخيرة في عودة نظام بشار الأسد للجامعة
العربية، لا سيما قبل قمة تونس في آذار/ مارس المقبل، وفي ظل هذه التوقعات يتبادر
للأذهان تساؤل مهم: "هل عودة نظام الأسد على أجندة بومبيو في جولته العربية،
وضمن الملفات التي بحثها مع الدول التي زارها وسيزورها؟".
مؤامرة جديدة
وحول هذا السؤال، يجيب أستاذ القانون
الدولي والسفير المصري الأسبق عبد الله الأشعل، بأنه "لا يعتقد أن بومبيو بحث
في زيارته الجارية عودة نظام بشار الأسد إلى جامعة الدول العربية"، مشددا
على أن "هذا اقتراح إماراتي يحظى بموافقة سعودية".
وأضاف الأشعل في حديث خاص لـ"عربي21"
أن "هذا الإجراء هدفه الأساسي فصل سوريا عن إيران وتركيا، وفي نفس الوقت ضم
دمشق إلى المعسكر العربي المؤيد لإسرائيل، حتى يمكن لإسرائيل ضرب القوات الإيرانية
وحزب الله داخل الأراضي السورية".
اقرأ أيضا: ماذا تحمل زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى القاهرة؟
واستبعد الأشعل أن يكون موضوع عودة نظام
الأسد طرح خلال جولة بومبيو للدول العربية، مشيرا إلى أن "تغير الموقف العربي
من النظام السوري، يعود لوجود مؤامرة جديدة على سوريا، تقودها الإمارات وتوافق
عليها السعودية وتنسجم مع الموقف المصري من البداية".
وأوضح أن "المؤامرة تنص على أن
تكون سوريا معبر للقوات الإسرائيلية في ضرب إيران وحزب الله، ومحاولة التفاهم مع
روسيا في هذا الموضوع".
وكان الأمين العام المساعد للجامعة
العربية حسام زكي نفى السبت، وجود أي خطط لدعوة سوريا لحضور القمة العربية المقرر
عقدها في تونس في آذار/ مارس المقبل، موضحا أن "الجامعة ليس لديها خطط
لمناقشة دعوة سوريا إلى قمة تونس، خلال القمة الاقتصادية في لبنان، والتي لم تدع
إليها دمشق أيضا".
إضعاف إيران
في اتجاه آخر، رأى أستاذ العلوم
السياسية بالجامعة الأمريكية بمصر سعيد صادق أن "زيارة بومبيو تهدف لحلحلة
عودة نظام الأسد، وتحميل الدول العربية وفي مقدمتها السعودية ملف إعادة إعمار
سوريا"، لافتا إلى أن هناك شبه إجماع عربي على عودة سوريا إلى المحيط العربي.
وتوقع صادق لـ"الأناضول" أن
يكون أحد البنود التي سيجري مناقشتها خلال جولة وزير الخارجية الأمريكية التي بدأت
للمنطقة الثلاثاء الماضي، هي إعادة إعمار سوريا والضغط على الخليج لإتمام هذه
الخطوة، ولو من خلال عودة سوريا لمحيطها العربي.
واعتبر أن التقارب العربي نحو سوريا
هدفه بالأساس بالنسبة لدول الخليج إضعاف الوجود الإيراني، مبينا أن "الخليج
ارتأى أن ترك الساحة السورية لإيران غير مجد، وأن الظروف الحالية مواتية للعودة،
خاصة أنها تأتي بالتوازي مع أزمة اقتصادية طاحنة في إيران".