هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وضع مستشرق إسرائيلي عنوانا لافتا لمقاله بصحيفة هآرتس لا يتكرر كثيرا لدى الإسرائيليين، وهو: "هل أن الإيرانيين حقاً يريدون القضاء على إسرائيل"، في ظل الخلاف الناشب داخل الدولة الإيرانية حول هذه المسألة، مع العلم أن الإيرانيين لديهم العديد من القضايا التي تشغلهم أكثر من إسرائيل.
وقال
تسفي بارئيل في مقاله الذي ترجمته "عربي21" إن "نقاشا علنيا ساخنا دار مؤخرا بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف
ومحرر الصحيفة الفرنسية "لا بوان"، خلال مقابلة أجراها معه، حين سأله
من ضمن باقي الأسئلة عن نوايا إيران تدمير إسرائيل، والقضاء عليها، ولماذا يكتب
على الصواريخ الإيرانية عبارة "الموت لإسرائيل"".
وأضاف
بارئيل، محلل شؤون الشرق الأوسط وعضو هيئة تحرير هآرتس، وعمل مراسلا للصحيفة في واشنطن
والمناطق الفلسطينية، أن "ظريف سارعه بالرد: متى سمعت أحدا في إيران يريد
القضاء على إسرائيل، دلني على واحد قال ذلك. الصحفي الفرنسي في رده على رد الوزير
الإيراني استحضر كلاما ذكره الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد في 2007، حين
قال إن إسرائيل يجب أن تختفي من خارطة العالم".
وأشار إلى أن "ظريف أجاب بالقول: نجاد اقتبس من كلام الخميني الذي قال بضرورة اختفاء إسرائيل
من صفحات التاريخ، لم يقل إننا نريد تدميرها، أو القضاء عليها، لأن سياسة إسرائيل
وسلوكها الذاتي سيقضي عليها من تلقاء نفسها، هكذا أجاب ظريف".
وأكد
بارئيل، الذي يعمل محاضرا بالكلية الأكاديمية سافير، وجامعة بن غوريون، والباحث في
السياسة والثقافة الشرق أوسطية، أن "هذه المقابلة الصحفية أظهرت للمرة الأولى
حديث مسؤول رسمي في المستوى الأول من الدولة بملء فمه، وبمنتهى الصراحة أن إيران
لا تنوي القضاء على إسرائيل بعكس التحليلات السياسية السائدة فيها وفي الدول
الغربية، وبموجبها، فإن التهديد الإيراني يشمل استراتيجيتها بالقضاء على إسرائيل".
الكاتب
الذي أصدر مذكراته الصحفية في كتاب يلخص جولاته وزياراته في دول المنطقة مثل مصر، الأردن،
تونس، المغرب، تركيا، العراق، يذكر أن هذه "الحادثة استجلبت توضيحا من الناطق
باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، فشرح قائلا إن حديث الوزير ظريف يتماشى
مع السياسة الإيرانية الرسمية، لكن السؤال الذي وجه إليه كان مضللا".
وأضاف
قاسمي أن "الخميني والخامنئي قالا إن إسرائيل يجب أن تختفي من على وجه الأرض
خلال 25 عاما بسبب سياستها، لكنهما لم يقولا إن إيران تريد القضاء عليها، إيران لم
يسبق لها أن هددت بالقضاء على إسرائيل، بالعكس، فإن إسرائيل تهدد بالقضاء على إيران".
واستدرك
الكاتب أن "هذا التفسير لم يجد رواجا لدى جميع المحللين السياسيين الإيرانيين،
صحيفة "كاهان" اتهمت ظريف بتشويه كلام الخميني بصورة تتعارض مع أهداف
الثورة الإيرانية، التي تشمل ضمنيا القضاء على إسرائيل، ونقل محللون آخرون وصف
زعماء إيرانيين لإسرائيل بأنها سرطان يجب استئصاله".
وأشار الكاتب إلى أن "الخميني أعلن أن
إيران ستساعد كل دولة أو منظمة تحارب الدولة الصهيونية، لكن هناك في إيران من تجرأ
في توجيه انتقاد للسياسة الرسمية المعادية لإسرائيل، مثل هادي برهاني بروفيسور
شؤون الشرق الأوسط بجامعة طهران، الذي ذكر أن إيران تدفع ثمنا باهظا على سياستها، لأن
معظم العالم يرى أن هجمات إسرائيل عليها شرعية، لأنها تدافع عن نفسها من نوايا إيران
بالقضاء عليها".
وأوضح
أن "المحلل السياسي المعروف "صادق زيباه كلام" ذكر أن السؤال ليس
أن إيران تريد القضاء على إسرائيل، أو أن الأخيرة تقضي على نفسها ذاتيا، وإنما
السؤال هو من منح إيران مسؤولية القضاء على إسرائيل، حتى لو كان غالبية الجمهور الإيراني
يؤيدها".
وختم
بالقول بأن "صحفيين إيرانيين آخرون اعتبروا حديث ظريف تعبيرا عن سياسة جديدة،
وهذا أمر مهم، لكن الذي لا يقل أهمية عن هذا الحراك الإيراني الداخلي أنه لا يصل
إلى إسرائيل، مع أنها مطالبة بالأخذ بعين الاعتبار هذه الأصوات الإيرانية البعيدة
عن الخط الرسمي الإيراني، سواء لعلماء الدين وكتاب المقالات والمحللين السياسيين
المشهورين ممن يوجهون انتقادات للنظام الحاكم في طهران".