سياسة عربية

لماذا يعقد حزب النور السلفي مؤتمراته بعيدا عن أعين الإعلام؟

الانتخابات جرت بحضور كبار قيادته وعلى رأسهم يونس مخيون وياسر برهامي- الأناضول (أرشيفية)
الانتخابات جرت بحضور كبار قيادته وعلى رأسهم يونس مخيون وياسر برهامي- الأناضول (أرشيفية)

عقد حزب "النور"، الذراع السياسية للدعوة السلفية في مصر، مؤتمره السنوي الأسبوع الماضي بمدينة الإسكندرية، في جو من السرية، ودون حضور الغالبية العظمى من أعضائه.


ودأب الحزب في السنوات الثلاث الأخيرة على عقد مؤتمراته العامة واجتماعاته بعيدا عن أعين وسائل الإعلام، والاكتفاء بحضور كبار قياداته، على رأسهم يونس مخيون رئيس الحزب، وياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، وأحمد فريد النائب الثاني للدعوة السلفية، وعبد المنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية، ونواب الحزب بالبرلمان.


وأثار هذا التوجه من جانب حزب النور تساؤلات حول الأسباب التي تدفع هذا الحزب إلى الاختباء بعيدا عن الأعين، ولماذا يخشى مواجهة الإعلام أو مشاركة قواعد الحزب في مؤتمراته، ولماذا يعجز الحزب عن مواجهة الانتقادات التي توجه له.

 

اقرأ أيضا: لهذه الأسباب يخشى السيسي من إذاعة حواره مع CBS (شاهد)

تصرفات مريبة


وفي أعقاب انقلاب تموز/ يوليو 2013، الذي كان حزب النور شريكا فيه، فرض الحزب مقاطعة واسعة لوسائل الإعلام المصرية، حيث ترفض قيادات وأعضاء الحزب التواصل معها، مفضلا العمل بعيدا عن أعين الإعلام، متهما إياه بتصيد الأخطاء لقيادات الحزب، في محاولة لتشويه صورتها.


وبدأ هذا التوجه بشكل واضح عندما تم انعقاد الجمعية العمومية الثالثة للحزب، عام 2015، وحينها عرف الإعلام والرأي العام بإعادة تجديد الثقة في يونس مخيون رئيسا للحزب بعد انعقاد المؤتمر بفترة طويلة، من خلال تسريبات بعض الأعضاء على وسائل التواصل الاجتماعي.


وبحسب تقارير صحفية، فقد تسبب عقد المؤتمر السنوي للحزب خلال الأيام الماضية بشكل سري أحدث أزمة داخل التيار السلفي، حيث انتقد عدد من أعضاء الحزب والدعوة السلفية هذا التصرف المتكرر من قيادات الحزب.


"ميت إكلينيكيا" 


وأعلن عضو الهيئة العليا للحزب، محمود عباس، انشقاقه عن حزب النور والدعوة السلفية؛ رفضا لهذا التوجه، معتبرا أن هذه الطريقة في الإدارة أنهت وجوده في الحياة السياسية.


وأضاف عباس، في بيان له عبر "فيسبوك"، أن قيادات الحزب الحالية دمرت التيار السلفي بأكمله، وأسلمت الحزب لمثواه الأخير وأماتته إكلينيكيا، مؤكدا أن حزب النور لم يعد له أي تأثير في المشهد العام بمصر.


وفى السياق ذاته، قال الداعية السلفي حسين مطاوع، في بيان له الأسبوع الماضي، إن تكرار عقد مؤتمرات الحزب السنوية بشكل غير معلن يعني أن هذا الحزب يتعامل بشكل مريب، ويرتب لأمور قد تكون خطرا على البلاد، على الرغم من أن قيادات الحزب يظهرون أنهم مع الدولة ومع رئيسها.


وقال الداعية السلفي سامح عبد الحميد، إنه لا توجد أي تغطية للمؤتمر من الإعلام المرئي أو الصحف، مؤكدا أن المؤتمر كان مقصورا على عدد قليل من الأفراد الذين يحضرون المؤتمر كل مرة، مع استبعاد بقية أعضاء الحزب.


وتساءل: "ما فائدة هذه المؤتمرات والجمعيات والندوات المغلقة المحدودة؟ هل يُخاطبون أنفسهم؟ مشددا على أن الشعب المصري لا بد أن يكون على اطلاع بهذه النشاطات، ولا بد للجماهير أن تتفاعل مع تلك المؤتمرات.


مرفوض من الجميع

وتعليقا على هذا الموضوع، قال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، محمود عبد العال، إن حزب النور يعاني من أسوأ أزمة يمر بها منذ تأسيسه في أعقاب ثورة كانون الثاني/ يناير 2011.


وأوضح عبد العال، في تصريحات لـ"عربي21"، أن الحزب في بداية نشأته كان يميل، إلى حد ما، إلى مواقف القوى الإسلامية، وهو ما أكسبه عداء نصف المجتمع تقريبا من القوى الليبرالية والعلمانيين والأقباط.

 

وأردف: بعد انقلاب تموز/ يوليو 2013، وموقفه المؤيد للانقلاب، ووقوف رئيسه جلال مرة خلف السيسي أثناء تلاوته بيان الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، أكتسب الحزب عداء النصف الآخر من المجتمع الرافض للانقلاب العسكري، المتمثل في جماعة الإخوان وأنصارها، وبذلك أصبح الحزب مرفوضا من جميع القوى في المجتمع باستثناء قل قليلة من أعضائه.

 

اقرأ أيضا: صحيفة فرنسية: السيسي يسعى لحكم مصر مدى الحياة

وتابع: وزادت أزمة الحزب حينما لفظ كثير من أتباع التيار السلفي في مصر حزب النور، بعد أن كانوا يشكلون القاعدة الشعبية للحزب، وتقدر بملايين الأشخاص، بسبب مواقفه الصادمة لهم، ووقوفه بجانب نظام السيسي.


وأضاف عبد العال أن هذا الرفض المجتمعي بدا واضحا في الانتخابات البرلمانية السابقة التي لم يحصد فيها الحزب سوى 12 مقعدا فقط من أصل 596، بعد أن كان حل ثانياً في انتخابات مجلس الشعب عام 2012، بعدد مقاعد اقترب من ربع البرلمان بواقع 112 مقعدا من أصل 508.


وأكد أن الحزب عانى كثيرا خلال السنوات الأربع السابقة من هجوم إعلامي شرس من طرفي الأزمة في مصر، فالقنوات المعارضة للانقلاب تتهمه بأنه شريك أساسي في الانقلاب، والإعلام المؤيد للنظام يرى أنه حزب متطرف، ويشكل خطرا على الدولة المدنية، ويجب حله، لذلك يعيش الحزب الآن في مرحلة الحفاظ على الوجود، ويحاول جاهدا أن يتجنب أي متاعب أو صراعات قد يتورط فيها نتيجة تصريح أو موقف من أحد قياداته يتم نقله عبر وسائل الإعلام.

التعليقات (3)
الصومالي الثائر
الإثنين، 07-01-2019 10:27 ص
سلفية الطغاة قبح الله وجوههم
الصعيدي المصري
الأحد، 06-01-2019 04:31 م
مات او انتحر حزب الزوور وعلى العكس من المثل الشائع فإن غالبية المصريين يعتقدون بأن الضرب في الميت - في حالة حزب الزوور - ليس حراما هؤلاء لم يكونو حزبا قط او جماعة سياسية او دينية بل اثبتو انهم مجرد شرذمة مرشدين ومخبرين لأمن الدولة التي تتجسس على المصريين بكافة فئاتهم
Adem
الأحد، 06-01-2019 02:44 م
اكبر جريمة في حق الاسلام و الوطن هذه الشرذمة من اهل التحريف و التخريف من أدوات المستبدين في كل ربوع العالم الإسلامى سياسيا يجب اعتبارهم خطرا داخليا مدمراوجب قطع دابره بلا شفقة