هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تزايدت التقديرات الإسرائيلية المتشائمة بشأن تبعات القرار الأمريكي بالانسحاب من سوريا، ومدى تأثيرها السلبي على التطورات السياسية والأمنية في الشرق الأوسط.
رون
بن يشاي، الخبير العسكري الإسرائيلي، قال إن "الخطوة الأمريكية بإفراغ سوريا من
قوتها المسلحة تعني أن واشنطن باتت تفقد تأثيرها في المنطقة والإقليم، انطلاقا من
أن الإستراتيجية الجديدة المطبقة في البيت الأبيض تنبع من اعتبارات اقتصادية بحتة،
صحيح أن إسرائيل مدعوة للحصول على سلاح ومظلة سياسية في الأمم المتحدة من الولايات
المتحدة، لكنها ملزمة بمتابعة حثيثة لكيفية سلوك ترامب مع الملف النووي الإيراني".
وأضاف
في مقاله التحليلي بصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21"، أن "تركيز السياسة الأمريكية الجديدة متجهة نحو شرق آسيا في الصين التي تعدّ التهديد الاقتصادي والاستراتيجي الأهم للولايات المتحدة، وفي كوريا الشمالية التي
تهدد اليابان وكوريا الجنوبية، وهما الشريكتان الأهم والحليفتان الأوثق للأمريكيين
في المحيط الهادئ ذي الشواطئ المحاورة لولايتي كاليفورنيا وألاسكا".
وأشار إلى أن "الشرق الأوسط يضم مصلحتين اقتصاديتين للولايات المتحدة، أولاهما الاستمرار
في إنتاج النفط لضمان إمدادات الطاقة من منتجي النفط العرب إلى الاقتصاد العالمي
المتنامي، بحيث يكون هناك سوق تصدير أمريكي، ولا تستطيع روسيا السيطرة على أسعار
النفط والغاز ومنافسة الولايات المتحدة، والمصلحة الثانية بيع السلاح الأمريكي بالمليارات
لدول المنطقة الحليفة للولايات المتحدة".
وأكد
أنه "بالنسبة لإسرائيل فليس هناك شكوك فيما أعلنه ترامب بصريح العبارة حول
قدرة الإسرائيليين على حماية أنفسهم بأنفسهم، ويقومون بأعمال جادة في مختلف
الجبهات، مع العلم أن جميع الرؤساء الأمريكيين وفروا لإسرائيل مظلة سياسية
ومساعدات عسكرية حين اضطرت للتصدي لتهديدات إستراتيجية تؤثر على الأمن القومي الإسرائيلي".
وأوضح
أنه "لم يسبق أن أرسل الأمريكيون جنودهم للقتال بديلا عن الإسرائيليين،
باستثناء ما حصل في حرب الخليج الأولى عام 1991، حين أرسل الرئيس الأسبق جورج بوش الأب
منظومة صواريخ باتريوت للدفاع عن الأجواء الإسرائيلية من صواريخ سكود التي أطلقها
الرئيس العراقي صدام حسين".
وأضاف
أن "ترامب يجد نفسه اليوم ملزما تجاه إسرائيل بأمرين أساسيين: وسائل قتالية وأسلحة
متطورة للدفاع عن نفسها من خلال قواتها هي، وليس قوات أمريكية، بجانب توفير غطاء
سياسي ومظلة دبلوماسية في الأمم المتحدة وفي الساحة الدولية، بما يمنع بصورة
أساسية فرض عقوبات على إسرائيل".
وأشار إلى أن "إسرائيل وفق التصور الأمريكي الجديد مطالبة بالتعامل وحدها مع التواجد الروسي في سوريا، وجهود موسكو لتقليص حرية الحركة للطيران الإسرائيلي في أجواء الجبهة الشمالية".
وأوضح
أنه "لم يطلب أحد في إسرائيل من ترامب الدفاع عنها بمواجهة روسيا، لكن طلب إسرائيل
البسيط أن يضع أمام نظيره الروسي بوتين شرطا واضحا، مفاده أنه إن أراد عدم رؤية
التواجد العسكري الأمريكي في سوريا، فعليه أن يحرص على عدم تواجد عسكري إيراني في
سوريا من أجل الإسرائيليين، وعدم تواجد عسكري تركي هناك من أجل الأكراد".
وختم
بالقول إنه "في هذه الحالة بإمكان الروس أن يستجيبوا للشرط الأمريكي المطلوب
إسرائيليا؛ لأن من مصلحتهم تثبيت نظام الأسد، مع العلم أن قرار الانسحاب الأمريكي
من سوريا مرده أن ترامب لم يجد في بقاء قواته هناك أي فوائد اقتصادية، ما دفعه لأن
يجعلنا نحن الإسرائيليين نواجه تبعات الانسحاب بأنفسنا فقط".