كواليس ردود فعل نظام السيسي على حادث الهرم

كشف حادث انفجار عبوة بدائية الصنع في حافلة تقل سياحا في شارع الهرم بالجيزة، ومقتل وإصابة نحو 15 شخصا كانوا على متنها، عن مدى ارتباك السلطات المصرية في التعامل مع الحادث الذي تناقلته وسائل الإعلام الأجنبية على الفور، وتجاهلته وسائلا الإعلام المصرية لعدم وجود مصدر رسمي للمعلومات من ناحية، وعدم السماح بنشره من ناحية أخرى.

وقال مصدر مطلع لـ"عربي21" إن الحادث "باغت المسؤولين الأمنيين، وأثار حالة من الهلع لديهم فور علمهم بوقوع انفجار في حافة تقل سياحا في أحد شوارع منطقة الهرم السياحية، وأن هناك ضررا كبيرا لحق بالحافلة، واحتمال سقوط قتلى كثر".

وتأخرت وسائل الإعلام المحلية في إعلان خبر الانفجار، وامتنعت عن إعلانه على الرغم من تداوله على وسائل الإعلام العربية والدولية، دون إعلان مصري رسمي يوضح حقيقة الانفجار وطبيعته وما أسفر عنه.

وانفجرت العبوة الناسفة في الساعة 6:15 تقريبا مساء الجمعة بالتوقيت المحلي (4.15 مساء بتوقيت غرينيتش) في شارع المريوطية في حي الهرم بالجيزة، بحسب وزارة الداخلية المصرية، في حين انتظرت وسائل الإعلام إعلان الخبر لحين وروده على الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك.

(بيان وزارة الداخلية ( الساعة 7.37م(  بالتوقيت المحلي)

رد فعل المسؤولين

وأضاف المصدر لـ"عربي21" أن "أكثر ما روع المسؤولين هو احتمال أن يكون الانفجار استهدف فوجا سياحيا روسيا أو أمريكيا أو أوروبيا، فصدرت تعليمات مباشرة لكل وسائل الإعلام بعدم التعامل مع الانفجار لحين التأكد من جنسيات القتلى وعددهم، خشية من تضرر السياحة من ناحية، وسمعة مصر الأمنية من ناحية أخرى".

وأردف أن "شعورا بالارتياح انتاب القيادات المسؤولة سواء سياسيا أو أمنيا بعد معرفة جنسيات ركاب الحافلة السياحية، وأن جميع من كان على متنها من فيتنام، وتقرر بعدها السماح بنشر الخبر وأعداد المتوفين، والالتزام ببيان الداخلية، وعدم الاستعانة بأي مصادر صحفية أخرى".

 وما عزز هذا الحديث هو تصريحات اللواء فاروق المقرحي مساعد وزير الداخلية المصري السابق خلال مداخلة هاتفية على إحدى القنوات الفضائية، الذي أعرب عن ارتياحه الشديد عن عدم وجود ضحايا أمريكان أو أوروبيين، إنما شعب تربطهم بمصر علاقات قوية، على حد قوله.

(عند الدقيقة 4 )

تجاهل تصريحات مدبولي

وكشف مصدر صحفي وإعلامي لـ"عربي21" أن "تصريحات رئيس الحكومة المصرية، مصطفى مدبولي الصحفية عقب زيارته لمصابي الانفجار، أثارت غضبا لدى المسؤوليين الأمنيين، وخاصة المخابرات المصرية، وهو ما تبين في إصدار تعليمات بعدم التعامل مع بعضها".

وبشأن هذه التصريحات، أوضح المصدر أن "مدبولي أدلى بتصريحات تتعارض مع تصريحات المسؤولين الأمنيين، وقال إن الحافلة خرجت عن مسارها المؤمن لها، ما يلقي بظلال من الشك حول بيان الداخلية الذي لم يذكر ذلك، وأن الانفجار وقع في أثناء مرور الحافلة على الرغم من خروجها عن مسارها المعروف الذي من المفترض أن توضع فيه لا في غيره، وكان من المفترض ألا يقع الانفجار بعد تغيير الحافلة لمسارها".

(تصريح رئيس الحكومة غير المحذوف)

وأضاف أن "هناك تعليمات أمنية صدرت بعدم التعامل مع مثل هذه تصريحات، وأن يتم حذفها مباشرة سواء من المواقع الإلكترونية، أو شريط الأخبار للقنوات الفضائية، أو حتى من مقاطع الفيديو على قناة اليوتيوب، وهو ما حدث بالفعل في موقعي قناتي سي بي سي إكسترا نيوز، ودي إم سي".

إنهاء التغطية

فيما أكد مصدر إعلامي آخر، أن "جهات أمنية (لم يسمها) أصدرت توجيهات بعدم التوسع في تغطية الحادث إخباريا، أو حتى برامجيا، وأن يقتصر تناوله على التقليل من شأن الحادث، وعدم تأثيره على الوضع الأمني المستتب".

وأضاف لـ"عربي21" أن "المفاجأة كانت في إصدار توجيهات أخرى، بالاكتفاء من التغطية الإخبارية والبرامجية في الليلة ذاتها، ورفع كل ما يتعلق بالحادث من النشرات وشريط الأخبار في جميع القنوات الفضائية والرسمية، وهو ما التزمت به غالبية القنوات بما فيها قناة دي إم سي، والتلفزيون المصري، وموقع صحيفة الأهرام، والأخبار، وغيرهم".

اقرأ أيضا: ما دلالة انفجار الهرم.. وكيف يستغله نظام السيسي؟