ملفات وتقارير

ماذا وراء زيارة شكري وعباس كامل للبشير.. دعم أم استطلاع؟

سياسيون: زيارة شكري وكامل غير المعلنة يكتنفها الكثير من الغموض
سياسيون: زيارة شكري وكامل غير المعلنة يكتنفها الكثير من الغموض

كشف مصدر دبلوماسي سوداني لـ"عربي21" أن وزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، سيقومان بزيارة إلى العاصمة السودانية الخرطوم الخميس، لم يعلن عنها حتى الآن.

وكشفت الإعلامية السودانية في قناة العربية، رفيدة ياسين، التي تنقل أخبار احتجاجات السودان أولا بأول، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن قيام شكري وكامل بزيارة إلى الخرطوم، دون الكشف عن المزيد من التفاصيل.

 


ولم يذكر المصدر الدبلوماسي السوداني أي تفاصيل عن جدول أعمال الزيارة وهدفها، مشيرا إلى أنها تأتي في سياق العلاقات المشتركة بين البلدين.

 

اقرأ أيضا: 5 سيناريوهات متوقعة بالسودان بظل الاحتجاجات.. تعرف عليها

قلق مصري

وقال سياسيون ودبلوماسيون سابقون لـ"عربي21" إن الزيارة غير المعلنة يكتنفها الكثير من الغموض، لكن المؤكد أنها لاستطلاع الوضع في السودان، والاطلاع عن قرب على ما تسببت فيها الاحتجاجات الشعبية نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، وسبل مواجهة البشير لها.

وتشعر القاهرة بقلق عميق إزاء تطورات الأحداث في البلد المجاور، والتزمت الصمت حتى الآن في إعلان موقفها مما يجري هناك، كما أصدرت السلطات تعليمات للإعلام المصري بعدم تناول أخبار الاحتجاجات في السودان، لحين إشعار آخر.

في غضون ذلك، يعتزم وفد برلماني مصري زيارة السودان خلال الأيام المقبلة، وفق وسائل إعلام سودانية، أكدت أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني السوداني، محمد مختار، بحث مع السفير المصري بالخرطوم، حسام عيسى، الترتيبات لزيارة الوفد البرلماني المصري.

رسالة القاهرة

وفي تعليقه على الزيارات الموفدة من قبل السيسي للبشير، قال وكيل لجنة العلاقات الخارجية السابق بالبرلمان المصري محمد جمال حشمت، لـ"عربي21": إن "الوضع في السودان يكتنفه نوع من الغموض، وحراك أي دولة إقليمية إنما هو في إطار الوكالة لقوى دولية لا تريد أن تبدو في الصورة، وبالتالي أي تحرك الآن لا أفهم منه حرص على مصالح الشعب السوداني".

وأضاف: "وبالتالي إذا كانت مصر الانقلاب الآن هي وكيل أمريكا والكيان الصهيوني والكفيل الخليجي فالحركة للمساومة أو للابتزاز؛ فموقف السودان من الكيان الصهيوني فيه ممانعة، وتقارب السودان من تركيا عليه اعتراض، وانسحابها من عدوان الحسم في اليمن يجب أن يكون له ثمن، ولم يكتفوا بلقاء بشار، بل الضغوط تتزايد، هكذا أفهم موقف مصر من انتفاضة الشعب السوداني".

 

اقرأ أيضا: بعد اندلاع الاحتجاجات.. ماذا تعرف عن السودان؟ (أسئلة تفاعلية)

استطلاع السيسي

استبعد مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير عبدالله الأشعل، أن تكون زيارة المسؤولين المصريين للقاء البشير تأتي في إطار الاجتماع الرباعي على مستوى وزيري الخارجية ومديري المخابرات في البلدين، أو في إطار دعم القاهرة للخرطوم.

وقال لـ"عربي21": إن "الزيارة هي لاستطلاع ما يحدث في السودان، وما إذا كانت هناك جهات تقف خلف هذه الاحتجاجات، أو أنها انفجرت فعلا من داخل السودان، والتعرف على اتجاه النظام السوداني في التعامل مع تلك الاحتجاجات؛ لأن احتمال حدوث شيء مشابه محدود بسبب اتباع الحكومة سياسة الرصاص الحي مباشرة مع أي خرق لقانون التظاهر".

مضيفا أن "النظم التي تدافع عن بقائها لا تسمح بوجود مساحة للاحتجاج، والبقاء فيها للأقوى، والسلطة في مصر تسعى لمعرفة خيارات البشير في التعامل مع الاحتجاجات التي تتصاعد؛ حتى لا تنتشر عدواها عبر النيل، وأي تحليل يظل تكهنات ما دام لا أحد يخبرك بالحقيقة".

وكشف الأشعل أن "البشير أيد ثورة 25 يناير في مصر؛ لأنه كان ضد سياسة مبارك، وكان يظن أنها ثورة إسلامية، وتصور أنها دعم للإخوان المسلمين، ونظر لهذا البعض على أنه دعم يأتي في سياق جمع البشير للحكم العسكري والحكم الإخواني، على الأقل من الناحية الظاهرية، على الرغم من أنه أطاح برئيس حزب المؤتمر، حسن الترابي".

التعليقات (0)