مقالات مختارة

مصطفى النجار

عمرو الشوبكي
1300x600
1300x600

حصل الدكتور مصطفى النجار، طبيب الأسنان، والبرلماني السابق، على حكم بالحبس 3 سنوات في قضية إهانة السلطة القضائية، وهو الحكم الذي أيدته محكمة النقض منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر.

ومنذ ذلك التاريخ اختفى النجار عن الأنظار ولا يعرف أهله ولا أصدقاؤه ولا المجلس القومي لحقوق الإنسان مكان اختفائه، وهو ما فتح الباب أمام أقاويل كثيرة، آخرها ما جاء كرواية غير مؤكدة على موقع «ميدل إيست آي» أن مصطفى أُطلقت عليه النار أثناء محاولته عبور الحدود الجنوبية متجها إلى السودان، بما يعني لا قدر الله احتمال وفاته.

يقينا هذه الرواية ليست مؤكدة ولا موثقة، ولكنها مقلقة، خاصة بعد أن تواصلتُ (حوالي 6 مرات) منذ الشهر الماضي مع كل من الأستاذ محمد فائق، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، وأستاذ ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات، اللذين أكدا أن أجهزة الأمن لم تلق القبض على النجار وأنه مختفٍ حتى لا ينفذ حكم الحبس، وأكدا أن مصطفى النجار لم يُلق القبض عليه، كما أكد رشوان أنه لم يطلق عليه النار أثناء أي محاولة هرب خارج البلاد.

المحزن في هذا الموضوع أن يصل مسار شاب بكل مواصفات مصطفى النجار إلى هذه الحالة التي لا نعرف فيها مصيره، فهو ليس إرهابياً ولا محرضاً على العنف حتى نقول إنه صُفي أو أُخفي، وهو أحد شباب ثورة يناير الذين تحاوروا مع الدولة منذ اليوم الأول لأنهم يعرفون أن السياسة تفاوض وحلول وسط لا مزايدة وشتائم، وظل النجار صوت اعتدال وحوار مع الجميع، اختلف معه البعض واتفق معه الكثيرون، وترشح في الانتخابات البرلمانية وفاز على مرشح سلفي مدعوم من الإخوان، وأصبح أصغر عضو في البرلمان، وتزاملت معه لما يقرب من عام، وكان نموذجا مشرفا للاحترام والوطنية (بلا شعارات) والخلق الحميد، وهي كلها صفات لم تعد مطلوبة.

النجار صوت اعتدال إصلاحي، وظل سلاحه كلمة يكتبها لسنوات في «المصري اليوم» و«الشروق» إلى أن توقف مؤخرا عن الكتابة وابتعد تماما عن العمل السياسي وأصبح طبيب أسنان ناجحا يعمل من أجل أبنائه وأسرته وحقق نجاحا كبيرا.

الحسرة الكبيرة لماذا سرنا في مسار يختفي فيه طبيب أسنان مرموق، وكاتب موهوب، وبرلماني سابق عن الأنظار؟ وكيف يمكن إصلاح هذا العطب الذى جعلنا لا نعرف مصيره؟!!.

ثقتي في كلام فائق ورشوان كبيرة بأن النجار ليس محتجزا لدى الأجهزة الأمنية (كلام يميل له محامي النجار نجاد البرعي أيضا)، ولكن تظل مسؤولية الدولة في البحث عنه باعتباره مواطنا غائبا ومختفيا أساسية، متمنيا في هذا الظرف الصعب فقط السلامة لمصطفى وعودته لزوجته وأبنائه الأطفال الثلاثة، وأمه، وأشقائه، سالما ومنفذا لحكم الحبس.

 

عن جريدة المصري اليوم 

0
التعليقات (0)