تمر
الحكومة الأمريكية منذ يوم السبت بحالة إغلاق جزئي بعد تخطي الموعد النهائي للتوصل لاتفاق حول التمويل، في الوقت الذي تستمر فيه النقاشات للتوصل إلى اتفاق.
ويعتبر هذا الإغلاق الجزئي هو الثالث من نوعه خلال عام 2018، حيث أغلقت الحكومة في 20 و21 و22 من كانون الثاني / يناير وفي التاسع من شباط / فبراير وأخيرا يوم 22 من الشهر الجاري، في حدث هو الأول من نوعه تغلق فيه الحكومة لثلاث مرات بالعام ذاته منذ 40 عاما وبالتحديد منذ عام 1977.
وأفادت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض أمس بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيبقى في واشنطن خلال عطلة الأعياد بسبب إغلاق الحكومة.
وكان من المقرر أن يسافر ترامب إلى فلوريدا مع أسرته لقضاء عطلات نهاية العام لكنه أكد أنه سيبقى في واشنطن ما لم يتوصل مع النواب إلى اتفاق بشأن الميزانية لتجنب الإغلاق الجزئي للحكومة، ولم يتضح إلى متى سيبقى ترامب في العاصمة.
وأشار ستيفن ميلر المستشار السياسي للرئيس إلى أن ترامب سيبقى في البيت الأبيض في غياب اتفاق مع الكونغرس لإبقاء أجزاء من الحكومة مفتوحة.
واختتم مجلس الشيوخ الأمريكي يوما تشريعيا السبت على أن يعقد جلسته التشريعية التالية الخميس المقبل، إذ يتواصل البحث عن مخرج لإنهاء الإغلاق الحكومي الجزئي الذي بدأ السبت.
وقال ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ إن مجلس الشيوخ سيجتمع خلال جلسة "شكلية" اليوم الاثنين، وقد تستمر هذه الجلسات لدقائق معدودة قبل إرجائها.
ومع إغلاق ماكونيل لجلسة مجلس الشيوخ، أبلغ مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي الصحافيين بأن المفاوضين "ما زالوا يتباحثون".
من جانبها، تعهدت نانسي بيلوسي زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب بأن تعيد فتح الأجزاء المغلقة من الحكومة بعد فترة قصيرة من سيطرة الديمقراطيين على المجلس، والذي من المتوقع أن تصبح نائبة كاليفورنيا رئيسته المقبلة.
وقالت بيلوسي في خطاب إلى الديمقراطيين في مجلس النواب إنه حتى يستطيع أن يلتزم الرئيس ترامب بقرار متفق عليه من الحزبين، فلا يوجد اتفاق قبل كانون الثاني / يناير.
وأغلقت عدة إدارات فيدرالية في الولايات المتحدة في وقت مبكر من يوم السبت بعد إرجاء الكونغرس مداولاته بشأن مشروع قانون الإنفاق وتلبية طلب الرئيس دونالد ترامب الحصول على تمويل لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.
وبعدما لم يتمكن زعماء الكونغرس والبيت الأبيض من التوصل لاتفاق بشأن الميزانية الجمعة فقد تعهد الطرفان بمواصلة الحوار مطلع الأسبوع سعيا لاتفاق ينهي الإغلاق قبل عطلة الأعياد.
وبدأ المأزق بعد أن رفض ترامب الأسبوع الماضي الموافقة على اتفاق تمويل حكومي قصير الأمد توصل إليه أعضاء في مجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لأنه لم يتضمن المليارات الخمسة لبناء الجدار.
وأقر مجلس النواب، الذي لا يزال الجمهوريون يشكلون أغلبية فيه إلى أن تصبح الأغلبية للديمقراطيين في الثالث من كانون الثاني/ يناير، مشروع قانون يتضمن المليارات الخمسة لكن الاتفاق اصطدم بعقبة في مجلس الشيوخ.
وألقى ترامب باللوم على الديمقراطيين قائلا في فيديو نشره عبر "تويتر" قبل ساعتين من منتصف ليلة السبت إنه "سيحدث إغلاق. ولا يوجد ما يمكننا فعله بهذا الشأن. نريد من الديمقراطيين أن يمنحونا أصواتهم".
وتمويل نحو ثلاثة أرباع برامج الحكومة الفيدرالية مستمر حتى 30 أيلول / سبتمبر 2019 لكن تمويل برامج أخرى، بما في ذلك وزارات الأمن الداخلي والعدل والزراعة، انتهى بنهاية ليل الجمعة.
وبذلك ستغلق المتنزهات الوطنية في الولايات المتحدة وسيعمل أكثر من 400 ألف موظف فيدرالي "ضروري" في هذه الوكالات دون أجر إلى أن يتم حل الخلاف كما سيحصل 380 ألف موظف آخرين على إجازة مؤقتة.
لكن خدمات إنفاذ القانون ودوريات الحدود وتوصيل البريد وتشغيل المطارات لن تتوقف، ولإنهاء الإغلاق يتعين أن يوافق مجلسا النواب والشيوخ على أي اتفاق يتفاوض بشأنه فريق ترامب وزعماء الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وجعل ترامب من بناء الجدار على الحدود مع المكسيك ركيزة من ركائز حملته الانتخابية، ودافع الرئيس الأمريكي عن فعالية جدار حدودي في منع الهجرة غير الشرعية، مؤكدا أنه سيوفر مئات المليارات من الدولارات.