أعلنت خمس فصائل
فلسطينية يسارية وهما الجبهتين الشعبية والديمقراطية، وحزب الشعب، وفدا والمبادرة الوطنية، عن تشكيل
تحالف بينها تحت اسم (التحالف الديمقراطي الفلسطيني)، للنهوض بمنظمة التحرير وإعادة بنائها، ومواجهة الاستقطاب باحتكار حركتي حماس وفتح للسلطة والحكم في الضفة العربية وقطاع غزة.
جاء الإعلان عن هذا التحالف في مدينة غزة في 18 من الشهر الجاري، بمشاركة 400 شخصية سياسية ونقابية، في حين من المقرر أن تعلن هذه الفصائل عن اللجنة التحضيرية لهذا التحالف خلال الأيام القادمة.
وتُعتبر هذه الفصائل الخمسة جزءا من تأسيس
منظمة التحرير، وتمثلها في المجلسين الوطني والمركزي، ولكن هذا العام شهد توترا في العلاقات بينها وبين المنظمة، كان من أبرزها رفض الجبهة الشعبية المشاركة في اجتماعات المجلس الوطني، كما رفضت الجبهتين الشعبية الديمقراطية والمبادرة الوطنية المشاركة في اجتماعات المجلس المركزي؛ بسبب استمرار السلطة بفرض العقوبات على غزة، ورفضها تعليق الاعتراف بإسرائيل.
نشاطات سياسية
وأشارت عضو القيادة السياسية في الجبهة الشعبية، مريم أبو دقة، أن "ميلاد هذا التحالف بين قوى
اليسار الفلسطيني كان موضع دراسة بالنسبة للجبهة منذ سنوات، ولكن الظروف السياسية لم تساعد على إعلان انطلاقه، وهو تحالف سيكون له نشاطات سياسية وشعبية على مستوى الضفة الغربية وقطاع غزة، ومفتوح أمام أي قوى سياسية أو شخصيات نقابية ترغب في الانتساب إليه ليشكل داة ضغط على أطراف الانقسام".
وأضافت أبو دقة لـ"
عربي21" "من جانب أخر فإن اليسار الفلسطيني غاب لسنوات كثيرة عن تصدر المشهد السياسي، وتراجع دوره مقابل صعود قوى سياسية أخرى، وهذه فرصة لإعادة ترتيب البيت اليساري بما يحقق المصلحة الفلسطينية".
في حين نوه عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة، أن "هذا التحالف يحمل أفكارا تقدمية تدعو إلى شراكة حقيقية في الحكم والمقاومة وصياغة المشروع الوطني على أساس الحفاظ على الثوابت والمقدرات التاريخية للشعب الفلسطيني، بالإضافة لمنع تفرد فصيل معين بالقرار السياسي، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية في ظل الهجوم الأمريكي الهادف لتصفية القضية الفلسطينية".
وشدد أبو ظريفة لـ"
عربي21" أن "هذا التحالف لن يكون عن بديلا عن منظمة التحرير باعتبارها ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني، ولكن هذا لا يمنعنا من تبني خطوات ميدانية لإعادة بنائها على أساس توافق وطني لتكون مظلة للجميع".
في المقابل تقيم هذه الفصائل علاقات جيدة مع كلا من السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحركة حماس في قطاع غزة، ولكنها تفتقد إلى قاعدة شعبية تستطيع من خلالها منافسة حركتي حماس وفتح.
كما تتلقى هذه الفصائل مخصصات مالية من منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، في حين تدعم حماس هذه الفصائل سياسيا وتقيم معا علاقات جيدة مقارنة بمستوى العلاقات مع حركة فتح.
تحديات ومعيقات
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل، بلال الشوبكي، يرى بأن "هذا التحالف ما زال بعيدا عن تشكيل جبهة سياسية تتصدر المشهد السياسي وتعيد الاعتبار لليسار الفلسطيني الذي غاب عن الساحة السياسية منذ ثمانينات القرن الماضي، فازدواجية المواقف المتناقضة التي تحملها هذه الفصائل فيما يخص القضايا السياسية سواء ما يتعلق بمنظمة التحرير أو مشروعية الكفاح المسلح، أو مواقفها من مسار العملية السياسية والمفاوضات، فإن هذه الفصائل كل منها يتبنى وجهة نظر متناقضة عن الأخر، وهذا قد يضعف القرارات التي قد تصدر عن هذا التحالف في الأيام القادمة".
وتساءل المحلل السياسي في حديث لـ"
عربي21" "كيف يمكن لهذا التحالف أن ينجح في منع حالة الاستقطاب واحتكار حركة فتح للسلطة ومنظمة التحرير، وهي تعتمد عليها في دفع رواتب موظفيها وقياداتها، وهذا سيشكل بالنسبة للتحالف موضع اختبار في حال قرر تبني خطوات تصعيدية ضد حركة فتح".
وتابع الشوبكي أن "أي حراك سياسي يجب أن يرافقه قوة شعبية تدعمه، وهذه الفصائل وفق أخر استطلاعات الرأي لم تستطع حصد 1 بالمئة من موقف الشارع في حال ترشح أحد قياداتها لانتخابات الرئاسة".