هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبراء ومختصون في الشأن السيناوي إن عام 2018 سوف ينتهي وينضم إلى سابقته من الأعوام الماضية دون أن تحقق العمليات العسكرية أهدافها بالقضاء على المسلحين من جهة، أو تنفذ الحكومة المصرية وعودها بإعادة التنمية، وإعمار المنطقة من جهة أخرى.
وأكدوا في تصريحات لـ"عربي21" أن عام 2018 يوشك على الانتهاء ولا تزال العمليات العسكرية في سيناء مستمرة منذ أيلول/ سبتمبر 2013، وقد راح ضحيتها آلاف المدنيين والعسكريين، وتغيرت خلالها خريطة شمال سيناء؛ نتيجة عمليات الهدم والتدمير، واتباع الجيش المصري سياسة الأرض المحروقة.
وأطلق الجيش المصري في شباط/ فبراير الماضي عملية سيناء الشاملة 2018؛ بهدف القضاء على "الإرهاب" من شمال سيناء، وإعادة الأمن والاستقرار إلا أن أعمال الهدم والتدمير زادت وطالت مناطق جديدة، ما زاد في معاناة أهالي سيناء.
إدانات دولية
وفي أيار/ مايو 2018، اتهم تقرير "هيومن رايتس ووتش" الجيش المصري بالتوسع كثيرا في أعمال هدم المنازل والبنايات التجارية والأراضي الزراعية شمال محافظة سيناء، منذ 9 شباط/ فبراير 2018، ضمن حملته العسكرية.
ووصفت الحملة بأنها الأكبر من نوعها منذ بدأ الجيش رسميا أعمال الإخلاء في 2014، وأوضحت أن أعمال الهدم الجديدة طالت مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية، وما لا يقل عن 3 آلاف بيت وبناية تجارية، فضلا عن 600 بناية تم هدمها في كانون الثاني/ يناير 2018 فقط.
اقرأ أيضا: "أعماق": 20 بين قتيل وجريح من الجيش المصري بكمين في سيناء
وأكدت المنظمة أن أعمال التدمير، التي يُرجح أن أغلبها غير قانوني، تجاوزت المنطقتين العازلتين اللتين حددتهما الحكومة بمدينتي العريش ورفح.
وعود في الهواء
وبشأن موعد انتهاء العملية العسكرية، قال المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، تامر الرفاعي، في تشرين أول/ أكتوبر الماضي "إن العملية الشاملة سيناء 2018 متواصلة ومستمرة حتى القضاء نهائيا على العناصر الإرهابية في مصر".
وتعليقا على وعود الحكومة بالبدء في إعادة إعمار شمال سيناء، أكد الصحفي بشمال سيناء، أحمد أبو دارع، أن الحكومة لم تنفذ وعودها في المناطق التي تضررت من الحرب على الإرهاب بما فيها قرية الروضة التي تعرضت إلى أسوأ حادث إرهابي في تاريخ مصر.
وأوضح لـ"عربي21" أن "كلام الحكومة بإعادة تعمير قرية الروضة مثلا وتحويلها إلى قرية نموذجية ذهب أدراج الرياح، ولا تزال مناطق كثيرة متضررة لم تمتد لها يد التنمية والتعمير"، مشيرا إلى أن "أوضاع السيناويين مزرية، وبحاجة إلى جهود حقيقية لإعادة الأمل لدى الناس".
ملامح بائسة لسيناء 2018
من جهته؛ أكد الخبير في الشان السيناوي، أبو الفاتح الأخرسي، أن سيناء ما زالت خارج السيطرة، وخارج حسابات الدولة في التنمية، قائلا: "أبرز ملامح حصاد هذا العام هو فشل العملية الشاملة سيناء 2018 وفق المعطيات والشواهد على الأرض؛ حيث تصاعدت العمليات المسلحة ضد الجيش خلال الشهور الثلاثة الماضية في مناطق الشيخ زويد ورفح وحتى داخل المنطقة العازلة التي أقامها الجيش".
وانتقد في حديثه لـ"عربي21" عدم التزام الدولة بوعودها بمساعدة المهجرين من منازلهم وأرضهم ومزارعهم: "تصاعد عمليات هدم البيوت وتدمير المزارع التي بنوا فيها في الصحراء بدعوى التعدي على أملاك الدولة، ولم يسلموا من معاول الهدم لا في سيناء ولا في غيرها رغم وعود مسؤولين ومحافظين قاموا بزيارتهم ووعودهم بحل مشاكلهم، وتحسين أوضاعهم، إلا أنه لم يتحقق منها شيء".
اقرأ أيضا: خطة جديدة بشمال سيناء للسيطرة على الوضع الأمني.. تفاصيل
وأردف: "المعلم الثالث لزيادة معاناة السيناويين، هو استمرار عمليات التصفية الجسدية بحق أبناء سيناء المعتقلين والمختفين في السجون العسكرية لمحاولة التغطية على الآثار السلبية لعمليات المسلحين ضد الجيش، وبين الوقت، حتى أصبح ظهور بعضهم على خلفية قضايا خارج سيناء بالصدفة فرحة ما بعدها فرحة لذويهم، وأهاليهم".
وكشف الأخرسي أن "أهالي سيناء الذين نزحوا للمحافظات المجاورة كالشرقية والإسماعيلية والبحيرة يقوم الأمن الوطني باستدعائهم من وقت لآخر، وعليهم مراجعة مراكز الشرطة كالمراقبة الشرطية دون سند من قانون أو حكم قضائي، وفي بعض الأحيان يعتقلون لمدد غير معروفة".
صفقة القرن
النائب السابق عن شمال سيناء، والخبير في الشأن السيناوي، يحيى عقيل، حذر في تصريحات لـ"عربي21" من "صفقة القرن ودور السيسي الرئيسي في الصفقة لإقامة دولة في غزة وجزء من أراضي شمال سيناء تتضمن مطارا وميناء".
ولكنه أكد أن هناك معوقات كبيرة تقف أمام تنفيذ هذا المخطط الذي لم تعلن ملامحه بعد "لأسباب تتعلق بالمقاومة الفلسطينية في غزة، وأخرى تتعلق بالرأي العام في مصر"، مطالبا "برأي عام مصري رافض لفكرة بيع الأرض على المستوى الشعبي والسياسي".
اقرأ أيضا: في ذكرى حادثة الروضة بسيناء.. وعود حكومة السيسي تتلاشى
وتابع بأن "الملمح المشترك لما يجري في منطقة شمال سيناء منذ انقلاب 2013 إلى اليوم هو التخريب والتهجير والتدمير، وعدم وجود نية حقيقة لإعادة المهجرين من ناحية، أو إعمار ما تم تخريبه وتجريفه من ناحية أخرى، من أجل مخطط السيسي الجديد (صفقة القرن)".