سياسة دولية

دبلوماسيون : لهذا تريد "هايلي" إدانة حماس بالأمم المتحدة

دبلوماسي بالأمم المتحدة أكد أن أحدا لم يطلب في واشنطن من هايلي استصدار قرار بهذا الشأن- جيتي
دبلوماسي بالأمم المتحدة أكد أن أحدا لم يطلب في واشنطن من هايلي استصدار قرار بهذا الشأن- جيتي

في ظل المساعي الأمريكية الحثيثة لإدانة حركة المقاومة الإسلامية حماس، في جلسة اليوم الخميس، للجميعة العامة للأمم المتحدة، يكشف دبلوماسيون عن طبيعة الدافع الخفي والحثيث للمندوبة الأمريكية نيكي هايلي، لتحصيل قرار بالإدانة في آخر أيامها الرسمية بالمنظمة الدولية .

 

وقال دبلوماسيون رفضوا الكشف عن هوياتهم لوكالة فرانس برس، إن هايلي التي تقدم دعما غير مشروط لاسرائيل، جعلت من إدانة حماس هذه "قضية شخصية جداً". ورأى أحدهم أنها "تريد مغادرة (الأمم المتحدة بعد إنجاز) شيء ما".

وأضاف دبلوماسي آخر أنه "لم يطلب أحد في واشنطن منها استصدار قرار بهذا الشأن"، مشيرا إلى أن "المتفق عليه حاليا (في واشنطن) هو اعتبار أن الأمم المتحدة لا تفيد في شيء وأن إدانة من الجمعية العامة ليست ما سيحل المشكلة".

 

وثمنت حركة حماس، الجهود "الحثيثة" التي تبذلها دول وأطراف عدة في مواجهة مشروع القرار الأمريكي في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد الحركة وفصائل المقاومة الفلسطينية.
 
وقال الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم، في بيان وصل "عربي21"، نسخة عنه: "نتابع كما كل شعبنا الفلسطيني الجهود الحثيثة التي تبذلها دول وأطراف عدة لمواجهة مشروع القرار الأمريكي المقدم في الأمم المتحدة لإدانة حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية".

واعتبرت الحركة أن "كل ما تقوم به مكونات شعبنا ومؤسساته وما تبذله جهات الاختصاص في السلطة وخاصة ممثل فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور، هو جهد مقدر ومسؤول ينم عن شعور بالمسؤولية وإدراك لخطورة التحديات". 

 

اقرا أيضا :  واشنطن تضغط على أوروبا لدعم قرار في الأمم المتحدة يدين حماس


وتابع: "هذا تأكيد أننا بوحدتنا نستطيع أن نحمي حقوق شعبنا ونواجه التحديات كافة ونفشل كل المخططات التي تستهدف قضيتنا".

وينص مشروع القرار على إدانة "حماس لإطلاقها المتكرّر صواريخ نحو إسرائيل وتحريضها على العنف معرّضةً بذلك حياة المدنيّين للخطر". ويطالب النصّ "حماس وكيانات أخرى بما فيها حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، بأن توقف كلّ الاستفزازات والأنشطة العنيفة بما في ذلك استخدام الطائرات الحارقة".

 

وتصوّت الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة، اليوم الخميس، بدفع من سفيرة الولايات المتحدة نيكي هايلي، على مشروع قرار أمريكي يدين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "لإطلاقها صواريخ على إسرائيل، من دون ضمان غالبية كافية تسمح بتبنيه".

وإذا أقرّ النصّ، فسيكون أول إدانة من الأمم المتحدة لحركة المقاومة الإسلامية حماس، حيث مارست الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة ضغوطا حصلت على إثرها على دعم نادر بإجماع دول الاتحاد الأوروبي.

وقد تنسف المشاورات آخر حملات هايلي في الامم المتحدة بعد أن أعلنت أنها ستتخلى عن مهامها نهاية العام الجاري.

مقايضات

 
أثناء المفاوضات، لم يتمكن الاتحاد الأوروبي الذي كان يطالب بالتذكير بخصائص السلام (حل الدولتين، حدود 1967، القدس...)، إلا من إضافة عبارة مبهمة إلى النصّ للتعبير عن الأمل في التوصل إلى حلّ استناداً إلى "قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة" لكن من دون تحديدها.

وفي وقت كان الفلسطينيون يعتزمون الثلاثاء إدخال تعديلات على النصّ لتفصيل هذه القرارات مع إدراج خصوصاً تلك المتعلقة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووضع القدس الشرقية أو حلّ الدولتين بالعودة إلى حدود 1967، نجح الأوروبيون الأربعاء في إقناعهم بإعداد مشروع قرار منفصل، وفق دبلوماسيين.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن الاتحاد الأوروبي تعهد بدعم مشروع القرار الفلسطيني كما وعد بالقيام بالأمر نفسه تجاه النصّ الأميركي.

وبالنسبة للفلسطينيين، رأى دبلوماسي أن سعيهم لإدخال تعديلات على نص ثم محاولة إفشال تبنيه هو استراتيجية "ملتوية قليلاً". 

فالفلسطينيون يمكنهم المطالبة بأغلبية الثلثين، وليس بالأغلبية البسيطة، لتبني نص هايلي. وتتقدم قاعدة الثلثين على الغالبية البسيطة عندما يُعتبر الموضوع "مهماً".

وقال دبلوماسي لفرانس برس مشترطا عدم ذكر اسمه ان "التعديل تحول الى قرار ستقدمه ايرلندا (اعتبارا من الساعة 20:00  ت غ) نيابة عن الاتحاد الاوروبى قبل التصويت على النص الاميركي". من الأرجح أن يتم تبنيه بغالبية بسيطة.

بالنسبة للنص الأميركي، فإن الفلسطينيين أو أحد مؤيديهم العرب (الكويت في هذه الحالة) "سيطالب بإجراء التصويت وفقا لقاعدة غالبية ثلثي الدول التي ستشارك في التصويت"، وفقا لما قاله احد الدبلوماسيين.

وقال المصدر الدبلوماسي نفسه أن هذه الفكرة ليست "رائعة" في نظر الأميركيين أيضاً. فقد تمنعهم قاعدة الثلثين من الحصول على أغلبية تسمح بإقرار النص لكن يمكنهم مع ذلك تأكيد "انتصارهم" بحصولهم على دعم أكثرية الدول.

وندد الخبير في الملف بـ"انعدام الرؤية من حيث المضمون" مشيرا إلى "مقايضات".

التعليقات (0)