هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدثت صحيفة إسرائيلية الخميس، عن العقوبات الاقتصادية والحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر قبل أكثر من سنة، وما تسبب في تداعيات جاءت لصالح الدوحة، على عكس ما هدفت إليه الدول الأربع.
وقالت صحيفة "هآرتس" في ملحق اقتصادي أعده
الكاتب والمحلل الإسرائيلي تسفي برئيل، إنه "في غضون سنة ضاعفت قطر عدد
المصانع المحلية لإنتاج الغذاء، وزادت معدل نموها واستثماراتها"، معتبرة أن
"الحصار الذي فرض عليها كان حافزا لتطورها".
وأشارت إلى أن استضافة الدوحة لمباريات كأس العالم،
هي قناة أخرى لتنويع مصادر دخل الدولة، التي تعتمد على تصدير النفط والغاز، معتقدة
أن هذا الحدث الرياضي، يشكل لها رافعة كبيرة لاعتراف دولي، في ظل العقوبات التي
تفرضها عليها السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
ولفتت إلى أنها استطاعت تجاوز الصدمة الأولى للحصار،
بمساعدة تركيا التي سارعت إلى فتح خط تسويق جوي، وكذلك إيران التي وفرت لها رواقا
جويا وبحريا، إلى جانب عُمان والكويت اللتين لم تنضما إلى المقاطعة، مشيرة إلى أن
الدولة ضخت بعد الحصار 40 مليار دولار إلى البنوك كي تغطي فجوة الإيداعات التي
سحبها منها مستثمرون من الخليج، ووسعت صندوق الاستثمار الوطني إلى حجم أكثر من 320
مليار دولار.
وأوضحت الصحيفة أن "قطر ضربت رقما قياسيا
عالميا في دخل الفرد، وتعهدت باستثمار نحو 15 مليار دولار في تركيا، كثواب على
المساعدة التي تلقتها من أنقرة حين فرضت عليها العقوبات، كما أنها توسع
استثماراتها في أرجاء العالم وكأنه لم يفرض عليها حصار".
اقرأ أيضا: وزير قطري يتحدث عن خاشقجي والحصار ومجلس التعاون (شاهد)
ورأت "هآرتس" أن المكانة السياسية في
الساحة الدولية لقطر لم تتضرر رغم مساعي السعودية لعرضها كدولة مؤيدة للإرهاب
وشريكة لإيران، متوقعة أن "يشكل تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في
قضية قتل الصحفي جمال خاشقجي، تغييرا في موقف السعودية، وموافقتها على إرضاء ترامب
كثواب على الإسناد الذي منحه لابن سلمان في قضية القتل".
وأكدت أن الشكل الذي خرجت فيه قطر من الخناق
السعودي، يمكن أن يفيد بشيء أيضا عن استراتيجية العقوبات الاقتصادية التي تمارسها
الدول، ومنها الولايات المتحدة أو روسيا على من لا يعجبها سياسته".
وأوضحت أنه "ربما تجعل العقوبات الحياة صعبة،
إلا أنها لن تمنع استمرار أدائها لمهام الدول المحاصرة بل وتطورها أيضا"، مضيفة
أن "إيران وصدام حسين في العراق، والسودان، والآن قطر، هي الدليل على
ذلك"، على حد قولها.