هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تعرضت العملة الرقمية بيتكوين خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي لنكسة سببت رعبا شديدا لمتداوليها، حيث خسرت خلال الشهر 40 مليار دولار من قيمتها السوقية.
وبعد أن وصل سعر هذه العملة في منتصف العام الحالي إلى ما يقارب 20 ألف دولار، أصبح الآن سعرها حوالي 4000 دولار، مما أثار تساؤلات حول مستقبلها، وبقية العملات الإلكترونية.
إلى أين تتجه البيتكوين
اعتبرت إيمان مطلق، مؤسسة شركة "أنجوت جروب"، "أنه بالرغم من أن سوق العملات الرقمية شهد هبوط شديد في الأسعار، إلا أن الأمر طبيعي، فهذه ليست بغريبة على العملات الرقمية أو على سوقها خلال الأربع سنوات الماضية".
وتابعت مطلق في حديثها لـ"عربي21"، "ففي كل عام كان هناك هبوط حاد في أسعارها، وذلك بسبب بطئ الحكومات بتشريع القوانين والسيطرة على المجال المالي الجديد وسوقه".
وأضافت: "أيضا هناك أمور تقنية مثل الفوركس التي تحدث على الشبكات الأكثر شهرة مثل البيتكوين، وخطة التطوير الجديدة على الشبكات الكبيرة المنافسة مثل ستيلر، ترون، والاثيريوم".
اقرأ أيضا: "ضرائب بولندا" تدفع العملات الإلكترونية إلى هبوط جماعي
وأوضحت بأن هذه "التعديلات التقنية تؤدي لزيادة شكوك الناس التقنيين بالسوق والناس الماليين أو رجال وسيدات الأعمال، ومن المتوقع حدوث تعديل بالسوق خلال الـ 90 -120 يوم القادمين".
من جهته، أشار الخبير في تقنية البلوكشين إلى أن "عملة بيتكوين تمر الآن بمواجهة حادة من طرف المضاربين في أسواق العملات الرقمية، ومن الصعب جدا توقع حركتها على المدى القصير".
وأضاف الغول في حديثه لـ"عربي21": "لكن من وجهة نظري، فإن بيتكوين تمر في فترة تصحيح سعري بعد الارتفاع الكبير الذي وصل إلى 20000 دولار".
وتوقع الخبير، أن يصل سعرها إلى أقل من 3 الآف دولار، "فهي لم تصل لهذا السعر منذ شهر حزيران/ يونيو من العام الماضي".
وأفاد بأن التصحيح السعري مفيد للأسواق المالية بشكل عام، حيث يعطي فرصة للمستثمرين الجدد بالدخول إلى أسواق العملات الرقمية".
هل انتهت طفرة البيتكوين؟
ويبقى السؤال الأهم وهو هل يعتبر وصول سعر بيتكوين لـ 20 ألف دولار طفرة، وهل يمكن القول بأنها انتهت؟
يرد الغول على هذا التساؤل بالقول: "تواجه بيتكوين في الفترات الحالية حظر ورفض كبير من الحكومات والجهات المركزية، إلا أنها مستمرة بالنمو"، مشيرا إلى أنها ليست مجرد عملة رقمية يتداولها المضاربين، وبالتالي تبقى مستمرة وليست طفرة.
اقرأ أيضا: "بيتكوين" تنتفض وتخالف خسائر العملات الرقمية.. كم ربحت؟
وأوضح: "بأنها تعمل على تعزيز نظام اللامركزية في العالم، عبر خلق بيئة تسمح للأفراد بتداول ونقل ملكية الأصول الرقمية، دون الحاجة لوسيط أو جهة مركزية باستخدام تكنولوجيا البلوكشين، حيث هناك الكثير من الشركات والمشاريع التي تعمل باستمرار على تطوير هذا التكنولوجيا".
أسباب هبوط السعر
وأكد الغول على أن هناك عوامل كثيرة ساهمت بانخفاض شعر بيتكوين، أهمها فرض قوانين صارمة على منصات تداول العملات الرقمية من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصات في الولايات المتحدة، ورفضها لسلسلة من العروض لإدراج صناديق الاستثمار المتداولة في الأشهر الأخيرة، وهي بذلك حطمت آمال المؤيدين الذين يرون بأن الإصدار هو خطوة حاسمة نحو تبني العملات الرقمية وتشجيع الاستثمار على نطاق واسع".
بدورها عزت الخبيرة الاقتصادية إيمان مطلق "هبوط سعر بيتكوين الأخير لعدة أسباب وهي: الحكومات وبطء الإجراءات واللوائح الحكومية، والمشاكل التقنية، ولأن معظم المتداولين هم من المضاربون".
عملات رقمية حكومية
وكانت بعض الحكومات قد أبدت في ظل صعود سعر بيتكون القياسي، رغبة بإنشاء عملات رقمية حكومية، ويبقى التساؤل: هل مازالت الرغبة والفكرة موجودة بعد الهبوط الصارخ في الأسعار؟
وحول هذا التساؤل أكد المُعدن والمتداول للعملات الرقمية، ليث الغول، على أن تبني العملات الرقمية متواصل، ولابد من تبنيها من قبل الدول، فهي تعمل على تسهيل تبادل المال بين الأفراد وتعزز الشفافية، وتسمح للدول بتعقب حركة الأموال بشكل أكبر من العملات الورقية، إلا أن العملات الرقمية ما زالت تحتاج إلى وقت أكبر لتثبت جوهرها، فهي ما زالت تحت التطوير المستمر من قبل الشركات والمجتمع".