هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذرت صحيفة إسرائيلية من تداعيات ارتفاع وتيرة ما سمته بـ"الجرائم القومية" التي ترتكبها عصابات للمستوطنين تطلق على نفسها اسم "تدفيع الثمن" في الضفة الغربية المحتلة، مشيرة إلى أن ذلك "قد يؤدي إلى التصعيد في الضفة الغربية".
ونشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية الأربعاء تقريرا، كشفت فيه عن وجود "مخاوف من ارتفاع حاد في عمليات الجريمة القومية في الضفة"، وقالت إنه "في العام الماضي كانت هناك 79 جريمة قومية، في حين أنه منذ بداية العام الجاري، وقعت 118 حادثة".
وأوضحت الصحيفة أن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي الشاباك "يدّعي أنه يجد صعوبة في مواجهة الظاهرة المتنامية والمتسعة للجريمة القومية التي يرتكبها حفنة من المواطنين الإسرائيليين، بسبب الصعوبات القانونية".
"ليس سرا"
وفي هذا السياق، يشير الخبير في الشأن الإسرائيلي، نظير مجلي، إلى أن هناك "عصابات إرهاب لدى اليمين الإسرائيلي، وهذا أمر ثابت على مدى عشرات السنين".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "من آن لآخر، تخرج هذه العصابات إلى النور ويتم الكشف عنها، وليس سرا أن المخابرات الإسرائيلية نفسها منزعجة من هذه القوى التي تعمل في السر، وتستفيد من قدراتها العسكرية؛ لأنها مكونة من شبان خدموا في الجيش الإسرائيلي وتدربوا على مختلف أنواع الأسلحة والعمليات".
وذكر مجلي، أن "وجود حكومة يمينية متطرفة، تبث خطابا مليئا بالعداء والغطرسة ضد الشعب الفلسطيني وضد عملية السلام، يمنح هؤلاء شعورا بالقوة والثقة بالنفس الزائدة التي تدفعهم إلى التصعيد".
ولفت إلى أنه "كلما تطرفت الحكومة الإسرائيلية أكثر، كلما ازدادوا هم تطرفا أكثر كي يتميزوا عن الحكومة، ويبينوا أن الحكومة مقصرة ويدفعونها دفعا لتصعيد ممارساتها العدوانية ضد الفلسطينيين".
ويرى أن "هذه القوى التي تتنامى في إسرائيل، تجعل من عصابات الإرهاب الاستيطانية عنصرا أكثر شراسة في جرائم أو عمليات القمع التي ترتكبها"، موضحا أن "هناك العديد من المؤسسات الصهيونية التي تغذي هذه العصابات".
ورجح الخبير مجلي، "تصاعد الإرهاب اليهودي خلال الفترة القادمة"، وقال: "هذا أمر متوقع؛ لأن هذه العصابات لا تعرف حدودا لجرائمها".
"السياسة العنصرية"
من جهته، يؤكد الخبير في الشأن الإسرائيلي، إبراهيم أبو جابر، أن "هناك دوافع كثيرة لعلميات هذه العصابات، منها السياسة العنصرية التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية، عبر رصد ميزانيات للمستوطنين، دعم الاستيطان، وسن العديد من القوانين العنصرية وأبرزها قانون القومية الذي منح اليهود الحق في الاستيطان في كل ما سموه كذبا بأرض إسرائيل، وأن تقرير المصير في هذه البلاد لليهود".
وأوضح جابر في حديثه لـ"عربي21"، أن "الإفلاس العربي والمواقف الرسمية العربية الهزيلة تجاه الحقوق الفلسطينية، إضافة للانحياز والدعم الأمريكي الكامل للاحتلال، كله يشجع العصابات اليهودية على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين"، مؤكدا أن هناك "خطورة كبيرة على الأرض والإنسان الفلسطيني".
وذكر أبو جابر، أن "هذه العصابات تسير وفق النهج الذي استخدم عام 1948؛ أي طرد السكان من أراضيهم، عبر عمليات قتل هنا ومذابح هناك والمضايقة على الناس وتهديد حياتهم، ومن غير المستبعد حدوث نكبة ثانية للفلسطينيين".
وتوقع الخبير الفلسطيني، "تصاعد هذا الإرهاب في الفترة القادمة، في ظل فترة الانتخابات الإسرائيلية؛ والتي من المرجح أن تفوز بها الأحزاب اليمينية المتطرفة"، واعتبر هذا الواقع "مغذيا وداعما للسلوك العدواني الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني".