هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هاجمت صحف بريطانية، صادرة الأحد، الإمارات على خلفية حكم بالسجن المؤبد بحق الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز إثر إدانته بـ"التخابر".
ورأى الكاتب رود ليدل، في مقال بصحيفة "صنداي تايمز"، تحت عنوان "الإمارات بلد متوحش ولكننا يجب أن نبقيه حليفا لنا"، أن طبيعة العلاقة بين أبوظبي ولندن تلزم الأخيرة بالعمل "خلف الكواليس" لإطلاق سراح هيدجز من أجل الإبقاء على الحليف البريطاني.
وفي إطار النقد المبطن للعلاقة القائمة بين الإمارات وبريطانيا، برر "ليدل" موقفه بالقول: "يمكننا أن ندعو للتغيير في السعودية والإمارات، ولكن علينا أن نعلم أنهما مصدر خبزنا".
واستشهد الكاتب، في مقاله، بموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، التي رفض على إثرها فرض عقوبات على الرياض حفاظا على مصالح بلاده واقتصادها.
وتابع ليدل: "معظم حلفاء بريطانيا غير الأوروبيين وغير الأمريكيين دول سيئة، ولكن بريطانيا ليس في وسعها الاختيار حالها حال غيرها من الدول".
واستدرك: "الإمارات ضرورية وحيوية تماما لبريطانيا، فهي حليف في منطقة مضطربة في العالم، وهي رابع أكبر سوق للسلع البريطانية في العالم خارج الاتحاد الأوروبي، حيث تبلغ قيمة واردات الإمارات من بريطانيا نحو 10 مليارات جنيه استرليني في العام".
بدورها، وصفت صحيفة "تليغراف" البريطانية النظام القضائي الإماراتي بأنه "غير عادل".
وقالت، في تقرير لها، اليوم، إنّ ماثيو هيدجز "واجه نظامًا قضائيًا مزورًا لا يعطي المتهم أي فرصة للدفاع عن نفسه"، وفق الصحيفة.
وترفض الإمارات تلك الاتهامات وتقول إن الأكاديمي البريطاني حصل على "محاكمة عادلة" وأقر بجرائمه.
وفي السياق، طالبت الصحيفة انّ يكون الحكم ضد "هيدجز" فرصة لتسليط الضوء على طبيعة العلاقة بين لندن وأبوظبي، لاسيما تلك المرتبطة ببيع السلاح البريطاني إلى الإمارات، وامتلاك الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الوزراء الإماراتي لنادي "مانشستر سيتي" لكرة القدم.
اقرأ أيضا: لندن تعلق على قضية الأكاديمي البريطاني المسجون بالإمارات
والأربعاء، قضت محكمة في أبوظبي بسجن ماثيو هيدجز (31 عامًا) مدى الحياة، بعد إدانته بـ"التخابر".
غيّر أنّ السفير الإماراتي لدى لندن، سليمان المزروعي، كشف أنّ بلاده "تدرس طلبا للعفو عن البريطاني ماثيو هيدجز" تقدمت به عائلته.
وكان هيدجز في زيارة إلى الإمارات، استمرت أسبوعين؛ لإجراء بحوث حول "تأثيرات ثورات الربيع العربي"، في إطار دراسته الدكتوراة بجامعة "درم" البريطانية، وأوقف في أيار/ مايو الماضي قبيل مغادرته دبي عائدًا إلى بلاده.
وأدين هيدجز، قبل أيام، بـ"السعي والتخابر لمصلحة دولة أجنبية (لم تحددها)، ما من شأنه الإضرار بمركز الإمارات العسكري والسياسي والاقتصادي".
وإثر صدور القرار القضائي، أعربت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن "قلقها العميق"، فيما عبّر وزير الخارجية جيرمي هنت عن "صدمة كبيرة وخيبة أمل".
اقرأ أيضا: الإمارات: عائلة الأكاديمي المسجون قدمت التماسا للعفو عنه
وفي وقت سابق، أشارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن عقوبة المؤبد تعني السجن مدة أقصاها 25 عامًا، يتم بعدها ترحيل "هيدجز".