هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال المحلل السياسي الإسرائيلي بن كاسبيت إن "الخطر الأمني المحدق بإسرائيل الذي تحدث عنه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أواخر الأسبوع الماضي، أثار الكثير من التكهنات والتقديرات المتباينة، لأن حديث نتنياهو كان أشبه بمعجزة حفظت له ائتلافه الحكومي بعد أن ظهرت التصدعات فيه عقب استقالة وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، وبدء ابتزازه من قبل أحزاب الائتلاف".
وأضاف في مقاله على موقع يسرائيل بلاس، وترجمته "عربي21" أن "نتنياهو يعرف بـ"صانع المعجزات في السياسة الإسرائيلية، واستطاع هذه المرة أن يخرج من جيبه المعجزة التي لا تقاوم في الساحة الإسرائيلية، وهي الملف الأمني، فهو يعرف كيف يوقظ المخاطر النائمة،ويعظم شأن التهديدات الأمنية لاعتبارات سياسة وحزبية".
وأشار كاسبيت، وثيق الصلة بالمؤسسة السياسية الإسرائيلية إلى أن "نتنياهو تحدث في خطابه الأخير لمدة ثماني دقائق فقط خطابا ملؤه الإشادة بتاريخه العسكري، وسجله الميداني، وإبراز أهم محطات سيرته الذاتية عن خدمته في صفوف الجيش وسرية هيئة الأركان، ومقتل شقيقه في عملية عسكرية، وإصابته في قناة السويس، ورفاقه الذين فقدهم في المعارك، كما أنه أشاد بالجيش والشاباك والموساد، حتى الشرطة التي تحقق معه ومع زوجته حول قضايا الفساد".
"خطاب الدم والعرق"
وأوضح أن "نتنياهو تكلم في خطابه عن الحياة والموت، واتخاذ قرارات مصيرية بالانقطاع عن الحسابات الحزبية الخاصة، لأن الأمن القومي لإسرائيل يفوق كل الاعتبارات الأخرى، تحدث كزعيم في وقت الحرب، غير القائمة بالأساس، لكنه استند إلى جملة من الرموز المشفرة لمفهومة التي لا يمكن عرضها أمام الجمهور الإسرائيلي، لأن من يراها فقط هم قادة الجيش والمخابرات، والجمهور يرى صورة جزئية منها، وهو المكلف باستكمال الصورة".
وأشار أن نتنياهو قال في خطابه إنه "لن أقول متى، وكيف سنفعل، لدي خطة واضحة، وسأعرف ما الذي سأفعله، ومتى، لكننا سنفعل ذلك، نتنياهو ألقى خطاب الدم والعرق والدموع المنسوب إلى ونستون تشرشل، وتطرق فيه برموز غير واضحة إلى تهديد أمني ثقيل يرفرف فوق سماء الدولة الإسرائيلية، وعن التضحية المطلوبة، والنصر المتوقع، ما يعني أن انفراط عقد الحكومة اليمينية في هذا الوقت الحساس يعني كارثة سنحصد ثمارها في عقود قادمة".
وأكد أن "السؤال المفصلي الحقيقي اليوم بعد أن ضمن نتنياهو لنفسه استقرار الحكومة، التي تحتفل بعد أشهر بمرور أربعة أعوام كاملة على تشكيلها: هل فعلا أن إسرائيل تواجه أزمة أمنية غير مرئية فعلا، لكنها تشكل تهديدا على دولة اليهود؟".
"الجبهة الشمالية"
وأشار كاسبيت في مقاله التحليلي إلى أن "هناك معلومات أمنية استخبارية لدى إسرائيل تم جمعها منذ فترة طويلة، وربما تكون متعلقة بالجبهة الشمالية حول قواعد صاروخية دقيقة موجهة يحوزها حزب الله في العاصمة اللبنانية بيروت في مواقع مختلفة، بينها ملعب لكرة القدم، وهو ما عرضه نتنياهو في خطابه الأخير على منصة الأمم المتحدة".
وأكد أن "لبنان هي الدولة التي لا يفجّر فيها سلاح الجو الإسرائيلي في ظل تفاهمات مشتركة بين الجانبين خلال السنوات الأخيرة، ولذلك فإن قرر نتنياهو اتخاذ قرار بتنفيذ تفجيرات في قلب بيروت، فإن ذلك يتطلب قرارا من زعماء وقادة إسرائيليين، وليس قرارا عملياتيا ميدانيا فقط".
وأوضح أن "الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة ما زالت متوترة، وقابلة للانفجار في أي لحظة، يعلم نتنياهو أن أي مواجهة مع حماس ستكون أكثر قسوة، وقد يضطر لدفع أثمان ثقيلة من مستقبله السياسي".
وختم بالقول إن "نتنياهو لا يبدو أنه يكذب حين يقول إن المرحلة القادمة تقتضي من الإسرائيليين تقديم تضحيات، لكنه في الوقت ذاته لا يبدو دقيقا، هو كالعادة يبني تهديدا أمنياً، ويحاول الاستفادة منه سياسيا، وقد نجح هذه المرة أيضاً".