هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أجمع محللون فلسطينيون، على أن يقظة المقاومة الفلسطينية أفشلت عملية
عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مدنية خان يونس جنوب قطاع غزة.
"قصف للتغطية"
وتسبب القصف الإسرائيلي العنيف على منطقة شرق خان يونس عقب اكتشاف
المقاومة للقوات الخاصة الإسرائيلية والاشتباك معها، في ارتقاء 7 شهداء أحدهم قائد
في "كتائب القسام"، وإصابة 7 آخرين بجراح مختلفة، في حين أعلن جيش الاحتلال عن مقتل أحد ضباطه وإصابة آخر بجراح خطيرة.
والشهداء هم؛ القائد القسامي الشهيد نور الدين محمد سلامة بركة
(37 عاما)، الشهيد محمد ماجد موسى القرا (23 عاما)، الشهيد خالد محمد علي
قويدر (29 عاما)، الشهيد مصطفى حسن محمد أبو عودة (21 عاما)، الشهيد
محمود عطا الله مصبح (25 عاما)، الشهيد علاء فوزي محمد فسيفس (19 عاما)، الشهيد عمر ناجي مسلم أبو خاطر (21 عاما).
وحول تفاصيل ما حدث، أوضحت كتائب الشهيد عزالدين القسام، الجناح
المسلح لحركة "حماس" في بيان مقتضب وصل إلى "عربي21"، أن
"قوة خاصة تابعة للعدو الصهيوني تسللت مساء اليوم (الأحد)، في سيارة مدنية
بمنطقة مسجد الشهيد إسماعيل أبو شنب (منطقة عبسان) بعمق 3 كم شرقي خانيونس، وقامت
هذه القوة باغتيال القائد القسامي نور بركة".
وأضافت: "وبعد اكتشاف أمرها وقيام مجاهدينا بمطاردتها والتعامل
معها، تدخل الطيران الحربي للعدو وقام بعمليات قصف للتغطية على انسحاب هذه القوة، ما أدى استشهاد عدد من أبناء شعبنا، ولا زال الحدث مستمرا وتقوم قواتنا بالتعامل
مع هذا العدوان الصهيوني الخطير".
بدروها، أعلنت "سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة
الجهاد الإسلامي، "النفير العام في صفوف وحداتها العسكرية المختلفة"،
موضحة أن "مجموعاتها الميدانية قامت بتطويق مداخل قطاع غزة كافة".
ودعت في بيان مقتضب لها وصل إلى "عربي21"، عناصرها إلى
"الاستعداد الميداني والجهوزية العالية، للتصدي للعدوان الصهيوني الغاشم على
شعبنا الفلسطيني بكل قوة وحزم".
"يقظة المقاومة"
وردا على العدوان الإسرائيلي، أطلقت المقاومة عدة رشقات صاروخية على
المستوطنات الإسرائيلية، ما تسبب بإطلاق صافرات الإنذار وتفعيل القبة الحديدة التي
حاولت التصدي للصواريخ، كما ذكر المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي،
أنه "حتى الساعة 23:58، تم رصد إطلاق 10 قذائف صاروخية من قطاع غزة
باتجاه إسرائيل، حيث اعترضت القبة الحديدية 2 منها".
الخبير في الشأن الإسرائيلي، صالح النعامي، أكد
أن "كل المؤشرات تدل على أن جيش الاحتلال خطط لتنفيذ عملية التوغل،
وتنفيذ الاغتيال جنوب شرق القطاع، دون ترك آثار تدل على مسؤولية الجانب الصهيوني،
بحيث يمكن للصهاينة أن ينسبوا الحادث إلى نزاعات فلسطينية داخلية"، لافتا إلى أن
"يقظة المقاومة نسفت الحسابات".
وقال في منشور له على صفحته على "فيسبوك" اطلعت عليه
"عربي21": "أوضح مؤشرات على فشل العملية، حقيقة أن نخب صهيونية
باتت تغرد على تويتر وتوجه انتقادات كبيرة للطرف الذي أصدر الأوامر بتنفيذ
العملية".
وأشار النعامي، إلى أن الكاتب الصهيوني يريف أوفنهايمر، اتهم
ليبرمان بأنه "أمر بالعملية حتى يثبت للوزير نفتالي بنات أنه قادر على اتخاذ
قرارات صعبة".
ورأى أنه في حال، "أسفرت العملية عن مقتل قائد الوحدة
الخاصة في لواء "جولاني"، الذي قاد العملية، فإن الكثير من المستويات
السياسية والعسكرية في تل أبيب ستدفع الثمن".
كما أقر مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي تساحي دبوش، بأن
"العملية التي نفذها جيش الاحتلال مساء الأحد، فشلت على الرغم من أن نتنياهو
تجند من أجل تضليل حركة حماس ودفعها لعدم أخذ الاحتياطات اللازمة"، مؤكدا أنه
"لا يمكن تنفيذ هذه العملية دون الحصول على تصريح مسبق من نتنياهو"،
وفق ما أورده النعامي الذي أكد أن الاحتلال "خسارته مزدوجة" في هذه
العملية.
"عش الدبابير"
وذكر دبوش، أن "نتنياهو حاول خلال المؤتمر الصحفي
الذي عقده أمس في باريس، أن يدفع حماس للتراخي من خلال دفاعه عن التهدئة وتكريس
انطباع أنه غير معني بالتصعيد، لكن الأمور جاءت بعكس ما تم تخطيطه".
وعدّ الخبير، أن "أداء المقاومة العظيم والأسطوري الليلة، هو
الذي يدفع نتنياهو لتجنب المخاطرة بالحرب على غزة، رغم ميل موازين القوى بشكل كاسح
لصالحهم (الاحتلال)".
من جانبه، أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور عدنان أبو عامر، أنه "رغم ارتقاء
الشهداء، لعل يقظة المقاومة منعت خطرا أكبر"، مؤكدا أن الشعب
الفلسطيني "أمام عدو غادر".
وأضاف في منشور له على "فيسبوك": "وكأن الاحتلال كان
يسابق الزمن لتنفيذ هذه العملية، قبل إتمام أي تفاهمات ميدانية في القطاع، ربما
للخروج بصورة انتصار "متوهم".
وشكك أبو عامر، في "علم نتنياهو بالعملية، فهو يعلم أكثر
من سواه معنى المغامرة بإدخال جنوده في عش الدبابير (غزة)، وربما جاء سفره
للتضليل، فقد عملها سابقا حين زار الجولان صباح يوم اغتيال الشهيد الجعبري".
وفي قراءته للحدث، قال رئيس معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية إياد
الشوربجي، "من المحتمل أن تكون القوة الصهيونية، قد أرادت تنفيذ عملية
أمنية هادئة داخل قطاع غزة".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن هذ العملية "يمكن أن
تكون عملية جمع معلومات أو زرع أجهزة تجسس أو تنفيذ اغتيال أو خطف، فتم اكتشافها
والتصدي لها من قبل المقاومة، وهو ما أدى لشن الاحتلال سلسلة من الغارات في محاولة
لإنقاذ قوات لا يزال مصيرها مجهولا، وهو ما يفسر هذا العدد من الشهداء".
وقال الشوربجي، عما قام به الاحتلال: "هذا عمل خطير
وخرق واضح لأجواء الهدوء، الذي تسعى الأطراف لتثبيته في غزة، ويضع عملية التهدئة
برمتها على المحك، ويعيد الأوضاع لأجواء التصعيد ودوامة المواجهة من جديد".