إدارة دونالد ترامب أعادت فرض العقوبات على إيران، وهي عقوبات توقفت مع توقيع الاتفاق النووي عام 2015. روسيا وتركيا تعارضان هذه العقوبات.
البيت الأبيض زعم أن العقوبات هي الأشد في التاريخ على إيران، إلا أن ناطقا باسم وزارة الخارجية الإيرانية قال، إن بلاده تستطيع تدبير أمورها على الرغم من العقوبات الأمريكية.
هناك ثماني دول أعفتها الولايات المتحدة من العقوبات للتعامل مع إيران، من بينها إيطاليا والهند واليابان وكوريا الجنوبية، والسبب أن هذه الدول لا تستطيع وقف استيراد النفط من إيران فورا.
وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوشن قال إن بلاده ستنفذ العقوبات، إلا أنها ستوازن بين ذلك وحاجتها لإبقاء علاقات حسنة مع حلفائها ولإبقاء الاستقرار في سوق النفط. وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال إن هدف العقوبات حمل إيران على تغيير موقفها، وقد وضعت الولايات المتحدة 12 شرطا لرفع العقوبات، بينها وقف إيران تأييد الإرهاب والتدخل في سوريا، وأيضا الوقف التام لبرنامجها النووي والصاروخي.
وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهذه الدول جزء من اتفاق 2015 مع إيران، وأيضا مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغيريني، قالوا في بيان إنهم يأسفون جدا للقرار الأمريكي، وهم أضافوا في بيان، إننا مصرون على حماية العاملين من الاتحاد في المجال الاقتصادي الذين لهم أعمال شرعية مع إيران بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي وقرار مجلس الأمن 2231.
الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي هاجموا ترامب، وبعضهم أيّد تعيين روبرت مولر، الرئيس السابق لوكالة إف بي آي، لقيادة التحقيق في تواطؤ ترامب مع الروس للفوز بانتخابات الرئاسة عام 2016.
الرئيس ترامب يحاول الضغط على إيران بموجب قناعته أن سوق النفط فيها ما يكفي من الصادرات للاستغناء عما تنتج إيران.
نتيجة الموقف الأمريكي بإعادة العقوبات معقدة وغير واضحة. مستشار الأمن القومي جون بولتون ( وأراه إسرائيليا قبل أن يكون أمريكيا) قال إن هدف الولايات المتحدة تحجيم إيران وليس الدول التي تستورد النفط منها، فبلاده لا تريد إيذاء الدول الصديقة وبعضها لا يستطيع وقف استيراد النفط الإيراني فورا.
الولايات المتحدة طلبت من مستوردي النفط الإيراني أن يبحثوا عن مصادر أخرى للنفط المستورد. اليابان وكوريا الجنوبية تجاوبتا مع الموقف الأمريكي. إلا أن هذه الدول المستورِدة تشعر بأن إمدادات النفط العالمية لا تكفي من دون إنتاج النفط في إيران. الولايات المتحدة قد تعفي بعض الدول من تنفيذ العقوبات المفروضة على إيران شرط أن يوضع ثمن النفط الإيراني في حسابات خاصة، لا تستطيع إيران أن تستعمل المال المتجمع فيها إلا للإنفاق على مشاريع إنسانية.
بين 2006 و2015 زادت إيران نشاطها النووي العسكري ورفعت عدد أجهزة الطرد المركزي من صفر إلى 20 ألفا، كما زادت نشاطها الصاروخي البعيد المدى. الولايات المتحدة وإسرائيل تعاونتا في تخريب البرنامج النووي الإيراني إلا أن النجاح كان محدودا، وإيران أوقفت نشاطها النووي بعد توقيع الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين. الاتفاق باقٍ رغم الانسحاب الأمريكي منه.
قرأت أن إيران تملك وسائل للرد على العقوبات الأمريكية، إلا أنها وسائل محدودة، وهي تخشى تدخلا عسكريا ضدها. ربما حصل هذا وربما لن يحصل فننتظر لنرى.