نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية
تقريرا، تحدثت فيه عن العلامات التي تدل على أن بعض الأشخاص متنمرون، على الرغم من
نفيهم لذلك وإصرارهم على كره المتنمرين والتصرفات التي تنم عن التنمر.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته
"
عربي21"، إن ظاهرة التنمر لا تقتصر على فئة معينة من الأشخاص، حيث يمكن
أن تجد التنمر في الملاعب أو حتى داخل البرلمان. وفي تقرير حديث حول التنمر في
البرلمان البريطاني، كشف عن مدى جدية هذه المشكلة، كما وقع الحث على ضرورة تغيير
أعضاء البرلمان لسلوكهم.
وذكرت المجلة أنه على سبيل المثال، يمكن
للمديرين المتنمرين أن يبرروا هذه الممارسات التي تزعج موظفيهم على أنها وسيلة
لدفعهم لتقديم الأفضل. وقد يعتقدون أيضا أن الموظفين الذين ينهارون أمام مثل هذه
التصرفات ليسوا أقوياء بما فيه الكفاية لتولي المهام الموكلة إليهم.
في الحقيقة، لا يزال
الأكاديميون يختلفون حول مفهوم التنمر وتعريفه. وقد استخدم أول باحث في النرويج،
قام بالتحقيق حول ظاهرة التنمر سنة 1973، كلمة "مضايقة" لوصف هذه
الحالة. في الواقع، يتخذ التنمر أشكالا عديدة، بدءا من الاعتداء الجسدي والإساءة
اللفظية، وصولا إلى التنمر الإلكتروني.
وأشارت المجلة إلى أن عدم
وجود تعريف واضح لهذه المسألة قد يفسر صعوبة تقدير مدى انتشار التنمر في أوساط
العمل. خلال سنة 2017، قدر معهد التنمر في أماكن العمل أن حوالي 60.3 مليون موظف
في الولايات المتحدة وحدها قد واجهوا ظاهرة التنمر في أوساط العمل. أما في المملكة
المتحدة، أفادت هيئة الاستشارة والتوفيق والتحكيم أنها تلقت حوالي 20 ألف مكالمة من
موظفين أبلغوا عن تعرضهم للتنمر والمضايقة سنة 2016، ينتمي الكثير منهم إلى أقليات
عرقية يعملون في القطاع العام أو النساء اللاتي يعملن في وظائف يهيمن عليها الذكور.
في الحقيقة، قد لا تعكس
هذه الأرقام الحالات الحقيقية للتنمر؛ نظرا لأن مثل هذه الحوادث لا يتم الإبلاغ
عنها دائما؛ خوفا من الانتقام أو ربما لأن الشخص المتضرر لا يدرك أنه تعرض لهذه
الظاهرة.
وأضافت المجلة أنه عادة ما
كان ينظر إلى المتنمرين على أنهم يتمتعون بنسبة ذكاء منخفضة، وأنهم غير مؤهلين
اجتماعيا، ويفتقرون إلى الإدراك الاجتماعي. لكن هذه الفكرة تغيرت الآن. فقد وجد
بعض الباحثين دليلا على أن المتنمرين يمتلكون مستويات عالية من القدرة على معالجة
المعلومات الاجتماعية، حيث يتطلب الأمر منهم قدرا من المهارة لمعرفة أهدافهم
وكيفية تنفيذ عملية التنمر.
في الكثير من الأحيان،
يستهدف المتنمرون خاصة الأشخاص الذين يتسمون بمستويات متدنية من احترام الذات. ومن
خلال هذه الممارسات، يحافظ المتنمر على مكانته وترتفع ثقته بنفسه، ما يساهم بدوره
في زيادة احترامه لذاته. وغالبا ما يفتقر المتنمرون إلى أي إحساس بالتعاطف، وهو ما
يساهم في فشلهم في ربط سلوكهم بالتنمر.
وتطرقت المجلة إلى
العلامات التي تدل على أن الشخص متنمر. إذا كنت تعتقد أن بعض النقاط الواردة أدناه
تنطبق عليك، فقد يكون من الجيد الانتباه إلى الطريقة التي تتعامل بها مع الآخرين.
وذكرت المجلة، أولا، أن
الشخص المتنمر عادة ما يعمل على مضايقة الأشخاص من حوله باستمرار. ويمكن ملاحظة
ذلك عندما يغضبون منه كثيرا أو يشتكون من سلوكه. وتعتبر ردود الفعل هذه بمثابة
إشارة خطر، ويجب أن تؤخذ على محمل الجد.
ونوهت المجلة، ثانيا، بأن
عدم التعاطف قد يكون مؤشرا على أنك من المتنمرين. وقد يصعب التعرف إلى هذه الصفة
في شخصيتك، لذلك يمكنك الخضوع لاختبار للتعاطف.
وقالت المجلة، ثالثا، إن
العدوانية التي قد تشمل الصراخ والتهديد وإهانة شخص معين أمام الآخرين، قد تكون من
ضمن الصفات التي تدل على أن الفرد متنمر.
وأوردت المجلة، رابعا، أنه
في حال شعرت بتحسن عند إثارة مشاعر القلق أو عدم الأمان لدى أحد زملائك، فستكون
هذه علامة كلاسيكية تدل على أنك شخص متنمر.
وأشارت المجلة، خامسا، إلى
أن نشر الشائعات التي قد تضر بزملائك في العمل قد تعتبر نوعا من التنمر. لا يعد
هذا الأمر بالخطير، لكن مثل هذه الممارسات قد تحول حياة شخص ما إلى جحيم، وقد
يكلفه ذلك نجاحه المهني والاجتماعي.
وذكرت المجلة، سادسا، أن
إساءة استخدام سلطتك ومكانتك في المسائل المتعلقة بأداء الموظفين قد يكون دليلا
على أنك شخص متنمر. على سبيل المثال، قد تحضر عمدا ترقية شخص ما أو
تسلبه واجباته ومسؤولياته دون أي مبرر، ما يحيل قطعا إلى أنك متنمر.
وفي الختام، أكدت المجلة
أن مثل هذه السلوكيات قد تحدث بشكل خاص في أماكن العمل التي يرتفع فيها الإحساس
بالضغط والإجهاد مع ضعف في القيادة، الأمر الذي يعزز بدوره السلوك العدواني
والتنافسي بين الموظفين. ويعد تثقيف الأشخاص حول التنمر خطوة إيجابية من شأنها أن
تخلق بيئة أكثر أمنا في محيط العمل.
للاطلاع على نص التقرير الأصلي اضغط هنا