حول العالم

تواصل فعاليات الأسابيع الثقافية العربية في ألمانيا

فعاليات ثقافية منوعة تشمل المسرح والغناء وزيارات لمرافق دينية متبادلة- عربي21
فعاليات ثقافية منوعة تشمل المسرح والغناء وزيارات لمرافق دينية متبادلة- عربي21

تتواصل فعاليات الأسابيع الثقافية العربية التي تقام سنوياً بمدينتي هامبورغ وبريمين شمالي ألمانيا وذلك تحت عنوان "نخوض معاً تجربة التعددية الثقافية".

وتهدف الفعاليات الأربعين التي انطلقت فعالياتها بتاريخ 13/ 10/2018 وتستمر لغاية 23/ 12/2018 لبدء وتعميق الحوار بين الثقافات على مختلف المستويات.

كما توفر نظرة ثاقبة على العديد من جوانب الدول العربية، من خلال معارض الصور الفوتوغرافية ولوحات الفنانين العرب، والحفلات الألمانية العربية المختلفة، إلى جانب المحاضرات عن التقاليد العربية وعلاقتها بالعالم الأوروبي، وكذلك حلقات النقاش في عديد المواضيع وورش العمل المختلفة، بالإضافة للخط العربي، والرقص والأفلام والعروض المسرحية.

وسيتم تنظيم جولات في المساجد والكنائس، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات رياضية بين الثقافات وجولات داخل هامبورغ.

وزارت "عربي21" بعض فعاليات الأسبوع الثقافية العربية في مدينة هامبورغ والتقت بعدد من المنظمين والمشاركين العرب والألمان.

جسر تواصل ثقافي

وقال محمد خليفة رئيس اللجنة التنظيمية لهذا العام: "إن الفكرة بدأت منذ سنوات طوال أثناء قدومي لألمانيا، بعد أن اكتشفت أن المثقفين في جنوب ألمانيا ليس لديهم أي فكرة عن البلاد العربية سواء الصحراء أو الجمال والخيول والشمس الساطعة، رغم أن بعضهم كانوا يذهبون للسياحة لمصر أو المغرب أو تونس، ولكن لم يكن لديهم فكرة عن الثقافة العربية".

وأضاف لـ"عربي21": "لقد كان هذا هو الوازع الأول الذي جعلني أعطيهم نبذا عن الثقافة العربية وتنوعها، ما بين أدب وفن وثقافة وموسيقى وأفلام. فبدأنا بمجموعة عمل من الطلاب بجنوب ألمانيا، شيئا فشيئا وصولاً لعام 2003 بدأنا ننظم نفس الفكرة بهامبورغ مع بعض التطوير عليها".

كما تشارك العديد من المؤسسات المختلفة والوزارات بالإضافة لجامعة هامبورغ وبعض المساجد والكنائس والجاليات العربية المختلفة، كما أشار.

وأكد بأن فكرة الأسابيع الثقافية أن تكون جسرا ثقافيا ما بين المجتمع الألماني والعالم، وإبراز الثقافة العربية المتنوعة.

فمن خلال الفعاليات المختلفة الفنية والأدبية وعرض الأفلام وكذلك التراث وورشات العمل يتم التفاعل ما بين الثقافتين المختلفتين، وما يربط هذه الثقافات على المستويات المختلفة الأدبية والثقافية والإنسانية والاجتماعية والتركيز على نقاط الالتقاء، كما يلفت.

قصور عربي

وحول الصور المغلوطة التي تظهر في بعض وسائل الإعلام كربط الإرهاب بالإسلام أو بالعالم العربي، وإعطاء صورة متخلفة عن الشعوب العربية، يوضح خليفة بأنهم يعملون جاهدين على أن هذه أمور غير واقعية، وتوضيح دور التسامح الديني والتعايش بين الأديان، وذلك من خلال بعض المحاضرات -بعضها يأخذ الطابع الديني- التي تقام في الكنائس أو المساجد، أو في الجامعة.

وبشأن انتشار الثقافة العربية في ألمانيا أقر خليفة بأن هناك قصوراً في هذا الإطار منتشرة بالقدر المطلوب، فليس هناك معهد للعالم العربي على مستوى معهد العالم العربي في ألمانيا على غرار فرنسا.

ودعا لتأسيس معهد يقدم عملا عربيا مشتركا بشكل جماعي، وبناء مركز ثقافي عربي في ألمانيا سواء في هامبورغ أو غيرها، كما دعا لتشجيع الجماعات والطلاب لإعطائهم منح دراسية لزيارة البلدان العربية للتواصل الثقافي، مطالباً السفارات والقنصليات العربية بلعب دور أكبر في دعم ثقافات بلادهم.

أهمية قصوى

وقال أحد المشاركين من مؤسسة هانزياتك: "لقد كنت على مدار السنين الماضية أتابع الفعاليات، وأحضر الكثير منها، وفي آخر أربع سنوات كنت متواجدا في كل الفعاليات تقريباً، وأنوي حضور غالبية الفعاليات المتبقية من الأربعين الحالية العام، فأنا أجدها أفضل جسر ما بين ألمانيا والعالم العربي".

أما جابريلا كامنسكي وهي عضو فعّال في الأسابيع الثقافية لهذا العام وعضو في الجمعية الألمانية التونسية فقالت: "الأسابيع الثقافية تقدم التنوع ما بين الأفلام والموسيقى والمعارض الفنية وتعطي الفرصة الموجودين في هامبورغ بتقديم ثقافتهم وأدبهم وإظهار الوجه الثقافي العربي للعالم".

وكان الرئيس الأسبق للبلاد ورئيس مجلس أمناء المؤسسة الألمانية للاندماج كريستان فولف قد شارك برسالة له في الأسابيع الثقافية قال فيها: "يبدو أن استبعاد الآخر وسوء الظن به والكراهية أصبح لهم رواجاً هذه الأيام، وكذلك في بعض مجتمعاتنا، وهذا يهدد الكثير من المبادئ التي تجعل المجتمع منفتحاً بالانقراض، وليس أقلها احترام الآخرين والكرامة الإنسانية".

وأضاف: "لمواجهة هذا التوجه، والحفاظ على التعددية الديموقراطية الليبرالية في التنوع والعمل الجماعي على المستوى الدولي باحترام متبادل، والذي لن يأتي ثماره إلا بمشاركة الآخرين".

وأكد بأنه على قناعة تامة بأن الأسابيع العربية الثقافية لها أهمية قصوى، في تقريب وجهات النظر وفتح آفاق جديدة".

 

 







التعليقات (1)
دكتور محمد خليفة
الجمعة، 02-11-2018 01:07 ص
جزيل الشكر والتقدير ل عربي 21 لهذه التغطية الإعلامية المتميزة. شعرت بكثير من الفخر لوجودكم وتفاعلكم مع الفعاليات الثقافية . مثل هذه المواقف الإيجابية من جانب الإعلام العربي تدعم موقفنا أمام الجهات المختلفة في ألمانيا وتعزز وتشد من ازرنا وتدعونا لتقديم المزيد أتمنى أن يصل صوتكم أيضا إلى الجهات المعنية في عالمنا العربي والبعثات الدبلوماسية العربية في ألمانيا.