هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، الثلاثاء، عن أن البيت الأبيض يمارس ضغوطا على السعودية، لتخفيف حصارها على جارتها قطر.
وتأتي هذه الضغوط في الوقت الذي تشهد فيه الرياض أزمة بسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، لتقديم رواية "أكثر مصداقية" لمقتله وأسبابه، وفق تصريحات أوروبية وأمريكية.
وأوردت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن ضغوط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على السعودية بشأن حصار قطر، "زادت عقب قضية مقتل خاشقجي، في قنصلية بلاده بإسطنبول" التركية.
ونسبت ما أوردته لثلاثة مسؤولين، قالت إنهم "فضلوا عدم الكشف عن هويتهم".
وذكرت الصحيفة بتصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في مؤتمر الاستثمار في الرياض، في أول خطاب له بعد اعتراف السعودية بمقتل خاشقجي: "حتى اقتصاد قطر، قوي، وسيكون مختلفا ومتطورا بعد 5 سنوات"، في معرض حديثه عن التقدم الاقتصادي للدول العربية.
اقرأ أيضا: ابن سلمان: قطر في طريق تحقيق نجاح خططها الاقتصادية
وتعد تصريحات ولي العهد السعودي بشأن قطر، سابقة، منذ إعلان السعودية وحلفائها الإمارات والبحرين ومصر، مقاطعة قطر، وفرض حصار عليها منذ حزيران/ يونيو 2017.
ونقل تقرير الوكالة من إعداد جينيفر يعقوب وعلاء شاهين، عن المسؤولين ذاتهم، أن واشنطن تمارس أيضا ضغوطا على الرياض، من أجل دفعها للإقدام على خطوات من شأنها إيجاد حلول للحرب المستمرة في اليمن.
وأضافا أن المسؤولين في السفارة السعودية في واشنطن، وموظفي الاتصال في البيت الأبيض، لم يستجيبوا على الفور لطلبات التعليق.
ومنذ اعتراف السعودية بمقتل خاشقجي في قنصليتها، قوبلت رواية الرياض بتشكيك واسع، وتناقضت مع روايات أخرى غير رسمية، تحدثت إحداها عن أن "فريقا من 15 سعوديا، تم إرسالهم للقاء خاشقجي وتخديره وخطفه، قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم"، في حين أن الرواية الرسمية قالت إنه قتل بـ"الخطأ".
وأفاد الرئيس الأمريكي، بوجود "الكثير من الخداع والأكاذيب" من طرف السعوديين في قضية خاشقجي، تعليقا على تعدد الروايات التي تصدر من السعودية حول الواقعة.
وتتزايد الضغوطات الدولية على السعودية، جراء قضية مقتل الصحفي خاشقجي، دون تقديم رواية "أكثر مصداقية" لمقتله وأسبابه، وفق تصريحات أوروبية وأمريكية.
وتأتي كل هذه التطورات بعد خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كشف فيه رسميا عما حصل لخاشقجي في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية في 2 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، مناقضا رواية السعودية بأنه "قتل بالخطأ"، ما تسبب بغضب دولي.
وما يثير الغضب الدولي أن قضية خاشقجي تعد "انتهاكا صارخا" للمادة 55 من اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية، التي تنص على أنه "لا يجوز استخدام المباني القنصلية بأي طريقة تتعارض مع ممارسة الوظائف القنصلية"، وفق تصريحات مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني.
اقرأ أيضا: النص الكامل لمقابلة محمد بن سلمان مع وكالة "بلومبيرغ"
و"بلومبيرغ" الوكالة ذاتها التي تعد أول وسيلة إعلامية تتحدث مع ابن سلمان عقب حادثة ابن سلمان، قبل أن تعترف الرياض بمقتله في القنصلية، وكان قد نفى علمه بمصير خاشقجي، أو أن تكون المملكة وراء ما حصل له، متحدثا عن "مؤامرة"، الأمر الذي ثبت عدم صحته مؤخرا.