سياسة عربية

بعد قتل خاشقجي.. وزير إسرائيلي أسبق يدعو للتخلي عن السعودية

آرنس: النظام السعودي ديكتاتوري - جيتي
آرنس: النظام السعودي ديكتاتوري - جيتي
تحدث وزير إسرائيلي أسبق، عن وجوب اتخاذ الحكومة الإسرائيلية موقفا "سريعا وصريحا" تجاه ما يتم ارتكابه في السعودية رغم المصالح التي تربطهما إزاء "العدو المشترك" إيران.

وأوضح وزير الدفاع الاسرائيلي الأسبق موشيه آرنس، أنه عندما "يتم اختيار حلفاء ضد عدو مشترك فمن الشرعي تماما وزن المصالح".

وذكر أنه "ليس من السهل أن نجد أمثلة مشابهة فيها الاختيار أكثر وضوحا، مثلما هي الحال في الحرب العالمية الثانية، حيث عقدت الولايات المتحدة أكثر من مرة تحالفات مع "أشخاص أقوياء"، ولكن بنظرة إلى الوراء تبين أن هذا كان خطأ".

وأضاف: "ولا في أي حالة من هذه الحالات كان هناك خطر كبير يهددها لدرجة أنه كان يمكن أن تبرر من خلاله التنازل عن القيم لصالح التحالف مع ديكتاتوريات لم تحترم أبدا القيم، كما أنه في معظم الحالات لم يكن هذا أكثر من زواج متعة".

وفي هذه الأوقات "وبعد الكشف عن القتل المخيف المخطط مسبقا للصحفي السعودي جمال خاشقجي، ستضطر واشنطن وتل أبيب إلى اتخاذ قرار بخصوص علاقاتهما المستقبلية مع السعودية، وهي الدولة العربية الأكبر والأقوى"، وفق آرنس.

وأشار في مقال له بصحيفة "هآرتس" العبرية، إلى أن "السعودية ترى في النظام الإيراني عدوا عنيدا وصلبا يسعى لتدميرها، ولهذا فهي تعتبر بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل حليفة طبيعية وموثوقة في المعركة ضد خطر التوسع الإيراني في المنطقة"، مضيفا أنه "لذلك تجاهلت واشنطن وتل أبيب حتى الآن الخصائص الديكتاتورية للنظام السعودي".

ونوه إلى أنه "بعد قتل خاشقجي وأقوال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وصف تبريرات السعودية بالتستر الأسوأ في التاريخ، فمن الجدير إعادة فحص هذا الموقف".

وعلى "هذه الخلفية؛ فإن الدعوة للموازنة بين المصالح القومية للولايات المتحدة وإسرائيل، وبين الحاجة للدفاع عن القيم التي أظهرت السعودية الاستخفاف بها بصورة فظة، ستسمع كأمر غريب جدا"، وفق زعم الوزير الإسرائيلي الذي رأى أنه "لا يوجد هنا مكان للموازنة".

وأكد أنه "ليس هناك شيء يمكن أن يبرر الأفعال التي ترتكب في السعودية"، معتبرا أن "التحالف مع حكامها سيكون ملطخا من ناحية أخلاقية".

وتابع: "في كل ما يتعلق بالمصالح القومية للولايات المتحدة وإسرائيل، هناك إمكانية لمواجهة التهديد الإيراني بمساعدة حلفائهما وحتى بدونهم إذا كانت هناك حاجة إلى ذلك"، زاعما أن "النظام الإيراني يقف على شفا الإفلاس، وعمل عنيف من جانب واشنطن وتل أبيب ربما يوقف مخططاته وحتى يمكن أن يجعله يركع على ركبتيه".

ورأى أن "ضم السعودية إلى التحالف سيضع أساس التحالف محل تساؤل، ويمكن فقط أن يضعفه"، منوها أن "حقيقة أن إيران تهدد إسرائيل أكثر من أي دولة أخرى لا يجب أن تجعلها تتردد في هذا الشأن، وعلى إسرائيل وواشنطن العمل معا وبتنسيق في هذا الموضوع الهام جدا لهما".

وشدد الوزير، على أهمية أن يتم "اتخاذ موقف بسرعة في هذا الشأن من قبل إسرائيل وواشنطن، ليس كرد على ضغط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بل بمبادرة منهما وبدون تأخير آخر".

وأشار أنه "ما هو ضروري لتبرير هذا القرار أصبح معروفا، ومثل هذا القرار من شأنه تسريع التغييرات التي تحتاجها السعودية بشكل كبير"، مؤكدا أن "كل تأخير سيجبي ثمنا؛ مخاوف وتحفظات ستظهر على السطح وسيتم اقتراح تسويات اصطناعية".

وفي نهاية مقاله، قدر آرنس، أنه "سيدور نقاش لانهائي وسيلقي بظلاله على الموضوع الأساسي، وبالتالي فإن عملا واضحا هو أمر ضروري الآن".
التعليقات (0)