صحافة إسرائيلية

إسرائيليون: هل ما زال بقاء النظام الأردني مصلحة إسرائيلية؟

حفيد جابوتنسكي: يجب على الحكومة الإسرائيلية المبادرة لاتخاذ خطوات جدية لفحص عملية تزويد الأردن بالمياه- جيتي
حفيد جابوتنسكي: يجب على الحكومة الإسرائيلية المبادرة لاتخاذ خطوات جدية لفحص عملية تزويد الأردن بالمياه- جيتي

ما زالت خطوة الأردن الأخيرة بإلغاء أحد بنود اتفاق وادي عربة للسلام مع إسرائيل، والقاضي بعدم الاستمرار في تأجير بعض أراضيه للإسرائيليين، تثير الكثير من ردود الفعل الإسرائيلية، حتى أنها ارتفعت إلى درجة متقدمة، بحديثها عن مستقبل وبقاء النظام الأردني الحالي.


فقد قال زئيف جابوتنكسي، الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن "الخطوة الأردنية الأخيرة بإلغاء أحد ملاحق اتفاق السلام الخاص باستئجار بعض أراضيه من قبل إسرائيل يتطلب ردا قويا؛ لأن الخطوة قد تضر بالإسرائيليين الذين استخدموا هذه الأراضي طيلة ربع قرن، ما يتطلب من الحكومة الإسرائيلية اتخاذ واحد من قرارين: إما أن تصالح الملك الأردني على حسابها، أو أن ترد عليه بقوة لتحافظ على الاتفاق نصا وروحا".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الأردن يحصل اليوم من إسرائيل على الكثير من الامتيازات التي لم ينص عليها اتفاق السلام، انطلاقا من رغبتها بتقوية علاقات الجانبين، ففي جانب المياه ينص الاتفاق على أن توفر إسرائيل للأردن ما قيمه 50 مليون كوب ماء سنويا، لكنها من الناحية العملية توفر للمملكة ضعفي هذه الكمية، في ظل تزايد كميات الجفاف التي تعانيها المملكة".


وأوضح الكاتب، حفيد الزعيم الصهيوني الأول "زئيف جابوتنسكي"، أنه "يجب على الحكومة الإسرائيلية المبادرة لاتخاذ خطوات جدية لفحص عملية تزويد الأردن بالمياه؛ لأن الملك في هذه الحالة سيتراجع حماسه في الحديث عن النص الحرفي للاتفاق، مع أن الفرضية السياسية والأمنية السائدة في إسرائيل اليوم تشير إلى أن المصلحة تكمن في سيطرة ملك هاشمي في سلطة دكتاتورية، أفضل من نظام حكم يمثل كل الجمهور الأردني".


وختم بالقول إن "هذه الفرضية جعلت إسرائيل في 1970 تواجه الانقلاب الذي كان سيقوم به ياسر عرفات، لكنها سارعت إلى إنقاذ نظام الحكم الهاشمي، وقد آن الأوان في إسرائيل لأن تفحص مدى واقعية هذه الفرضية حتى يومنا هذا، وهل ما زالت صالحة للعمل بموجبها".


مردخاي كيدار، المستشرق الإسرائيلي، قال في موقع ميدا إن "إسرائيل مطالبة بانتهاج سياسة جديدة إزاء الأردن عقب قراراه الأخير بوقف تأجير بعض أراضيه لإسرائيل، وبعيدا عن الضجيج الإعلامي يجب التوضيح للملك عبد الله الثاني بصورة هادئة أنه قد يدفع ثمنا باهظا؛ بسبب سلوكه المعادي لإسرائيل".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "القرار المذكور في خروجه على لسان الملك نفسه، وليس أي وزير آخر أريد منه أن يعطيه وزنا أثقل، رغم أنه ليس فيه خرق لاتفاق السلام، لأنه أحدث حالة من الهستيريا في إسرائيل، وأحاديث حول إلغاء الأردن لاتفاق السلام، ولماذا فعل الملك هذه الخطوة؟ وكيف ستتأثر الحدود الطويلة بين البلدين بعد هذا القرار؟".


وأشار كيدار، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في الجامعات الإسرائيلية، إلى أن "الساسة الإسرائيليين سارعوا للإعلان أن اتفاق السلام مع الأردن كنز استراتيجي، ويوجد في درجة متقدمة من الأولويات القصوى، وليس هناك من خشية على مستقبل العلاقات مع الأردن؛ لأنه مرتبط بإسرائيل أمنياً، ما يعني أن إسرائيل ستفعل كل شيء للحفاظ على اتفاق السلام مع الأردن".


واستدرك قائلا إن "إسرائيل يجب عليها أن تبلغ الملك الأردني أنه يلعب باتفاق السلام الذي وقع عليه أبوه الملك حسين، وفي حال أدركت إسرائيل أن الملك قد يعمل ضد مصالحها الأمنية، فإن لديها من الوسائل والأدوات التي قد تمس به، وتضره فعليا، عبد الله يجب أن يعلم إن إسرائيل ليست موجودة في جيبه، وهو الذي يجب أن يحرص على تعزيز علاقته معنا، وليس العكس".


وختم بالقول إن "أحدا ما في إسرائيل يجب أن يبلغ الملك عبد الله أنه يعمل ضد مصالحها، وضد ما جاء في اتفاق السلام، وقد يدفع ثمنا باهظا جدا إن استمر في طريقه هذا، هكذا تدار السياسة خلف الكواليس بهدوء ودون ضجيج".


وأضاف أنه "يجب على إسرائيل أن تستخلص من هذه الحادثة قناعة واضحة أن بقاء هذا النظام الهاشمي الأردني، الذي أحضره البريطانيون من بلاد الحجاز قبل مئة عام، هو واحد من خيارات وبدائل عديدة".

4
التعليقات (4)
ابو قصي
الخميس، 25-10-2018 05:02 م
تهديدات فارغة وجوفاء نحن في هذا البلد الطيب فلسطينيون مع فلسطين حتى التحرر ومع الاردن اردنيين حتى تحقيق كافة مصالحة ونسأل الله ان نرد الجميل لهذا البلد الكريم وذلك قطعا بالدفاع عنه ضد هذا المحتل لاراضي العرب والمسلمين ولعبة الكراسي الموسيقية لن تجدي نفعا اما المياه فسبب الجفاف في الاردن فهو طائرات الاستمطار التى تجوب فلسطين المحتلة عند ظهور اي تجمع للغيوم فاي عاقل ينكر ان جبال الكرمل وجبال عجلون تختلف في كمية هطول الامطار فقبل يومين كان هناك امطار غزيرة في الكرمل ولا نقطة مطر واحدة عندنا اما منخفض اليوم فهو كما يقول المثل تمخض الجبل فولد فأرا وفي الحتام اقول كما قال المعلق الاول تمددو عندنا وسترون حقا ان هذا بلد الرباط وما ذكرى معركة الكرامة منكم ببعيد
محمود
الخميس، 25-10-2018 11:40 ص
المنطقتين باتتا محتلتين لصالح مستوطنات صهيونية؛ الباقورة بالبيع منذ ما قبل إقامة دولة لليهود، والغُمُر نتيجة تمدد المستوطنات والسطو على الأرض والمياه الجوفية في حوض الديسي. ادعوا الجميع قراتها على موقع الجزيرة نت . عنوان الموضوع :قضية الباقورة ومخفيات اتفاقية وادي عربة!
أردني
الخميس، 25-10-2018 10:23 ص
الويل لكم إن زالت الحدود بيننا وبينكم والله لنأكلكم بأسناننا