صحافة إسرائيلية

هكذا أدخلت رواية الرياض حول مقتل خاشقجي ترامب بـ"مصيدة"

ترامب - جيتي
ترامب - جيتي

تحدثت صحيفة إسرائيلية، عن تصاعد أزمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، مؤكدة أن نسف الرواية السعودية مرهون بيد تركيا، وهي (رواية تركيا) من شأنها أن تقرر طبيعة العلاقات بين واشنطن والرياض.

وتساءلت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير أعده محللها للشؤون العربية، تسفي برئيل، "هل تم العثور على الرواية الكاذبة التي ستنقذ محمد بن سلمان من تهمة قتل خاشقجي؟، وهل ستنقذ تلك الرواية الجديدة صفقة الـ 110 مليارات دولار التي تمثل بؤبؤ عين ترامب؟".

وعلقت على تصريح ترامب حول الرواية السعودية، والذي اعتبر فيه أن "التفسير السعودي موثوق"، وقالت: "يمكن لمن يصوغ أكاذيب كل يوم، أن يعرف ما هو الكذب الموثوق وغير الموثوق"، مضيفة: "لكن من يختار تصديق الرواية السعودية يجب أن يسأل بضعة أسئلة مقلقة".

وطرحت الصحيفة عدة أسئلة قائلة: "أين الجثة أو أجزائها؟، ولماذا كان يجب تقطيع جثة خاشقجي لأجزاء إذا مات في مشاجرة؟، وماذا فعل 15 رجل أمن سعودي في القنصلية؟، ولماذا كذب ابن سلمان وقال إنه لا يعرف عن قتل الصحفي؟، ولماذا أعلنت السعودية أن خاشقجي غادر القنصلية بعد وقت قصير؟".

وذكرت الصحيفة، أنه "حتى لو كان بالإمكان إيجاد تفسير "موثوق" لتناقضات التصريحات السعودية، فقد جاءت إقالة نائب رئيس المخابرات الجنرال أحمد العسيري وكبير مستشاري ولي العهد سعود القحطاني، لتسحب البساط من تحت الرواية الرسمية".

وأضافت: "لو عرف هؤلاء عن القتل وأمروا بتنفيذه، لكان رئيس المخابرات خالد الحميدان على علم بذلك، ولا شك أن ابن سلمان كان يعرف"، منوها إلى أنه "من الأفضل التعامل بشك مع الإقالات، وبالتأكيد مع أمر الملك سلمان تشكيل لجنة تحقيق برئاسة ولي العهد".

وقدرت أن العسيري الناطق بلسان القوات العسكرية العاملة في اليمن، وقف على رأس الجبهة الاعلامية التي عملت على تبرير الحرب، والقحطاني الذي أدار سياسة الإعلام للمملكة من خلف الكواليس، "سيحصلان على وظائف كبيرة جديدة، لأنهما يملكان معلومات كبيرة عن سلوك ولي العهد وعن فشله في إدارة السياسة العسكرية والاقتصادية للسعودية".

ورأت أن "المس بمكانتهما أو تقديمهما للمحاكمة من شأنه أن يفتح حرب داخلية في قمة القيادة السعودية، ويؤدي لمواجهات بين القيادة العسكرية والعائلة المالكة، ويظهر ولي العهد وكأنه لا يعطي الدعم المطلوب للقيادة العليا ويحولها لكبش فداء".

وأكدت "هآرتس"، أن "التهديد الأخطر الذي يحلق الآن في سماء الرواية السعودية ووثيقة التحليل الأمريكية، موجود في مكاتب الاستخبارات التركية في أنقرة"، موضحة "أدوات التنصت التركية والكاميرات الحساسة، جلبت معظم التفاصيل الصادمة عن الطريقة التي قتل بها خاشقجي".

ونوهت إلى أن "تركيا التي تحولت من خصم إلى عدو للسعودية في أعقاب القضية، لا تقبل التفسير السعودي عن موت خاشقجي"، حيث أكد نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، عمر تشيلك، السبت، أن "تركيا ماضية في التحقيق إلى أن تكشف كل المتورطين في القضية".

وتابعت: "هذه الإشارة الثقيلة تدل على أن تركيا، واستنادا للمعلومات التي ستجمعها، هي التي من شأنها أن تقرر طابع نظام العلاقات بين واشنطن والرياض".

 

اقرأ أيضا: ترامب يقول إنه ليس راض عن رواية الرياض حول موت خاشقجي

وفي حال "وجد في أيديها تسجيل يدل على أن القتلة اتصلوا بولي العهد بعد تنفيذ "المهمة" أو أنهم حصلوا منه على مكالمة هاتفية خلال وجودهم بتركيا، سيضطر ترامب لفحص دعمه للرواية السعودية"، وفق الصحيفة التي تساءلت: "كيف تريد تركيا الاستفادة من قضية خاشقجي، الآخذة في التطور من قصة مافيا عصابة الاستخبارات السعودية، لقضية دولية تقتضي من دول الغرب أن توجه بحذر سياستها مع السعودية؟".

وفي الجانب النظري، وفق الصحيفة "تستطيع تركيا أن تطالب بضريبة سياسية، مثلا؛ رفع العقوبات السعودية عن قطر مقابل تجميد التحقيق، نظير قبول الرواية السعودية"، معتبرة أن هذا "ثمن ثقيل على الحمل، ومشكوك في أن يوافق ابن سلمان على دفعه، لكن إذا انضم إلى هذه المطالبة ضغط ووساطة أمريكية فمن شأن هذه الخطوة أن تخدم مصالح الطرفين".

وتجدر الإشارة هنا إلى أن "تركيا ليست صاحبة البيت الوحيدة في القضية، وهنا ربما يقع خلاف بين دول الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وفي الخلفية سيثور انتقاد وسائل إعلام عربية للمحور التركي الإيراني القطري، والذي سيتهمونه بحياكة مؤامرة ضد السعودية".

ونبهت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي يضع فيها قتل خاشقجي حليف السعودية (ترامب) أمام معضلة تربيع الدائرة، وفي هذه اللحظة فقط ترامب مستعد لإخراج الكستناء الساخنة من النار، وسيكون لقراره تأثير حاسم على مواصلة إجراء التحقيق والرد على السعودية".

 

اقرأ أيضا: صندي تايمز: لماذا شكك الجميع برواية الرياض بشأن خاشقجي؟

واعتبرت أن "الأمر المهم هو أن أي زعيم، بمن في ذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لا يتحدث عن فرض عقوبات على السعودية تشبه العقوبات التي فرضت على روسيا بسبب تسميم العملاء أو تصفية صحفيين معارضين للنظام".

ووفق "هآرتس"، فإن "دول الغرب ما زالت تتعامل مع تصفية صحفيين على أيدي نظام عربي كظاهرة مثيرة للغضب، ولكن ليست أمرا غير مقبول".

التعليقات (1)
مصري جدا
الأحد، 21-10-2018 08:12 م
ترامب من اصل عربي ،،، حوله اكفآ مراكز للابحاث والدراسات في العالم ،، واقوى فرق عمل في مجال الادارة والعلاقات العامة ،، واخطر اجهزة امن ومخابرات ، ومع ذلك لا يلتفت لاحد ويقول ما يخطر على باله دون تفكير ولا ياخذ بنصيحة او استشارة احد ،، عربي ابن عربي ،،