قالت صحيفة "الغارديان" إن ولي العهد السعودي
محمد بن سلمان انصاع أخيرا للضغط الأمريكي.
وتمثل انصياعه في تحميل مسؤولية مقتل الصحافي السعودي جمال
خاشقجي لأحد جنرالاته المفضلين بطريقة تسمح لواشنطن والرياض بإيجاد مخرج من الأزمة. والنتيجة، بحسب الصحيفة هي أن واشنطن وليس الرياض هي التي خلقت قصة كبش الفداء.
جاء ذلك في تقرير الصحيفة الذي أعده "مارتن شولوف"، وترجمته "
عربي21"، وتحدث عن عزل الجنرال أحمد عسيري الذي يعد من أهم الجنرالات الموثوقين لدى ابن سلمان. وكان ضابط سلاح جو وأصبح وجه الحرب في اليمن قبل أن يُرفّع إلى دور مهم في المخابرات، وكانت بيده الأسرار الحساسة للأمير.
وكان المسؤولون في واشنطن قد ذكروا اسمه في الأيام الثلاثة الأخيرة، واعتبروه محوريا في مسألة اختفاء خاشقجي في إسطنبول، حيث قيل إن الأخير عذب وقتل على يد مسؤولين أمنيين، إلا أن تأكيدهم على مقتله قوبل بالرفض القاطع من ابن سلمان الذي قال إنه لم يختف.
إلا أن قناة تلفزيونية سعودية أعلنت في نهاية يوم الجمعة أن خاشقجي قتل وأشارت إلى التحقيقات الأولية التي توصل إليها التحقيق السعودي، وتقول إن شجارا حدث بين خاشقجي والأشخاص الذين أرسلوا إلى القنصلية للتحقيق معه ما أدى لمقتله.
وقالت الإدارة الأمريكية إنها لن تتخلى عن زعيم استثمرت فيه الإدارة الأمريكية وجعله دونالد ترامب مركز سياسته الخارجية. وكان المسؤولون الأمريكيون قد عبّروا عن غضبهم من نفي الأمير علمه بالأمر، وهو أمر أدى إلى تسمية عسيري باعتباره المسؤول. ولا علاقة لعسيري بالعائلة المالكة، ولكنه أصبح من الداعمين لحرب اليمن وهو ما لفت انتباه الأمير إليه.
ودرس عسيري في كلية "ساندهيرست" العسكرية الشهيرة، ويتحدث الإنجليزية، وصعد سريعا في سلاح الجو السعودي. وكان صعوده متناقضا مع جذوره المتواضعة من بلدة صغيرة بجنوب غرب البلاد. ولم يحظ تعيينه كمدير للمخابرات
السعودية بدعم من الديوان الملكي، حيث أصبح لدى الأمير حلقة ضيقة تقوم باتخاذ القرارات.