نشر موقع "آف بي. ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن الأماكن والمناطق الغامضة الموجودة على
سطح الأرض والتي تضم عجائب طبيعية وثروات مثيرة للاهتمام، إلا أن العلماء لم يتمكنوا من استكشافها بشكل تام نظرا لظروفها الطبيعية القاسية، ومواقعها النائية.
وقال الموقع، في
تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن التقدم التكنولوجي الذي وصل إليه الإنسان العصري من خلال امتلاكه للمعدات المبتكرة والأقمار الصناعية، لم يمنح الإنسان فرصة استكشاف بعض المناطق الأكثر غموضا على سطح
كوكب الأرض، علما وأنها من أكثر أماكن العالم إثارة للاهتمام.
وأفاد الموقع أنه في أمريكا الجنوبية وتحديدا في البرازيل، يقع وادي جفاري، حيث تعيش مجموعة من القبائل المعزولة عن العالم الخارجي بصفة تامة. وتجدر الإشارة إلى أن حياتهم وطريقة عيشهم تعتبر غامضة وغير مفهومة، وتتسم بالبدائية. وعلى العموم، يعتبر الوصول إلى هذه المنطقة صعبا للغاية، نظرا لوضع السلطات البرازيلية حراسا على حدود هذا الوادي لمنع الناس من الدخول إلى هناك، خوفا من الأمراض والأوبئة.
وأكد الموقع أن خندق ماريانا يعتبر أعمق نقطة على سطح الأرض، ما يجعله يعد من بين المناطق التي من شأنها أن تجذب الباحثين من جميع أنحاء العالم. وتقع هذه المنطقة في غرب المحيط الهادئ بين جزر اليابان وأستراليا. ووفقا لآخر التقديرات، يصل عمق المنطقة إلى 11 كيلومترا تقريبا، ما يجعل من الصعب استكشافها. وقد تتواجد في هذه النقطة من العالم أشكال أخرى من الحياة لم نتعرف عليها بعد، بالإضافة إلى عالم كامل تحت الماء معزول عن الحضارة.
وأفاد الموقع، أنه من بين أكثر المناطق عزلة على سطح الأرض، الفجوات الصخرية الموجودة في شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك والتي تقع بين الجبال، وهي عبارة عن كهوف تحت الأرض. ويعتبر الوصول إلى هذه الكهوف خطرا للغاية حتى بالنسبة للأشخاص الذين لديهم خبرة في هذا المجال، ما جعلها من المناطق التي لم يتم استكشافها. والمثير للاهتمام أن هذه الفجوات الصخرية كانت تُستخدم من قبل شعوب المايا القديمة لتقديم القرابين.
وأورد الموقع أنه في جمهورية ساخا الروسية توجد العديد من الأماكن الغامضة وغير المُستكشفة نظرا لمناخها القاسي. فعلى سبيل المثال، في كانون الثاني/ يناير، تنخفض درجة الحرارة لتصل إلى 43- درجة مئوية. لذلك، في هذا الوقت من السنة، ستجد معظم الأراضي متجمدة. ونظرا لأن العديد من المناطق في هذه الجهة من روسيا لم تطأها قدم إنسان، ستجد أماكن طبيعية رائعة. في السياق نفسه، تعتبر المنطقة القطبية الجنوبية أحد المناطق على سطح الأرض التي من المستحيل أن تعمر فوقها أي حضارة، نظرا لأنها إحدى أبرد المناطق على سطح الأرض، إذ سجلت فيها أدنى درجة حرارة على كوكب الأرض بلغت 89- درجة مئوية. كما تعتبر هذه المنطقة، قاحلة ومهجورة.
وأضاف الموقع، أنه على الرغم من أن جزيرة جرينلاد تعد أكبر جزيرة على كوكب الأرض، إلا أنها لا تزال غامضة بالنسبة للمستكشفين. وتصل مساحة جرينلاد إلى أكثر من مليونيْ كيلومتر مربع، إلا أن 80 بالمئة من مساحتها مغطاة بالجليد الكثيف الذي يصل إلى 3000 متر في بعض المناطق. وعموما، يعمل سكان المناطق التي يسهل الوصول إليها في هذه الجزيرة في مجال الصيد. علاوة على ذلك، تزخر هذه الجزيرة بالعجائب الطبيعية التي لم يصل إليها أحد على غرار الينابيع الساخنة والأضواء الشمالية والأنهار.
وأورد الموقع أن باتاغونيا هي من المناطق الواقعة في أمريكا الجنوبية والتي ينتمي جزء منها إلى الأرجنتين في حين يتبع الجزء الآخر تشيلي. في المقابل، يعتبر الجزء الشمالي منها أكثر غموضا وعزلة. وفي هذه المنطقة يوجد عدد من الأماكن التي لا زال من الصعب الوصول إليها، إذ توجد غابات استوائية ضخمة وسهول وبحيرات وأنهار وغيرها من العجائب الطبيعية.
وأفاد الموقع أن غابة الأمازون تعد من أشهر الغابات في العالم، إلا أنه من الصعب استكشافها بالكامل نظرا للمخاطر الكامنة فيها. وتقدر مساحة هذه الغابة بحوالي 5.5 مليون كيلومتر مربع وتضم تقريبا نصف الغابات الاستوائية في العالم. وإلى جانب مساحتها الشاسعة، يساهم المناخ في غابة الأمازون في جعلها من بين الأماكن التي يصعب استكشافها، إذ تُمطر طوال السنة، ما قد يؤدي إلى فيضانات. كما تعيش في هذه الغابة العديد من الحيوانات الخطيرة على غرار الضفادع السامة، أسماك البيرانا، وثعابين الأناكودا.
وأضاف الموقع أنه من الصعب استكشاف الصحاري، نظرا لقسوة مناخ هذه المناطق. ولذلك، تعتبر صحراء ناميب الواقعة في الجزء الجنوبي من ناميبيا واحدة من أكثر الصحاري عزلة. وفي مناطق صغيرة من هذه الصحراء، تصل مساحتها إلى 100 ألف كيلومتر مربع، تم العثور على رواسب من الماس. فضلا عن ذلك، يعيش معظم السكان في الجزء الشمالي من البلاد، بينما بقي الجزء الجنوبي مهجورا تماما. وبحسب العلماء، تعتبر صحراء ناميب أقدم صحراء في العالم، ويمكن أن نفهم مدى غياب الحضارة في هذه النقطة من العالم من خلال تسميتها إذ تعني ناميب في لغة الناما "مكان خال تماما".
وفي الختام، أكد الموقع أن سلسلة جبال "جبل النجوم" في غينيا الجديدة تعتبر من العجائب الطبيعية المميزة. وتعتبر هذه المنطقة واحدة من أكثر الأماكن رطوبة على كوكب الأرض إذ تهطل الأمطار بكثرة في هذه المنطقة، لتصل إلى 10 آلاف مليمتر سنويا. وعلى العموم، قد يتمكن العلماء من الوصول إلى هذه المنطقة المُثيرة للاهتمام قريبا، واستكشافها بشكل تام، علما وأنه قيل إنه يوجد ما لا يقل عن 100 نوع من النباتات والحيوانات التي لم يتم اكتشافها بعد.