مقالات مختارة

أمريكا وانتخابات التجديد النصفي

جوناثان برنستين
1300x600
1300x600

ثمة سبيلان للنظر إلى المعركة الدائرة حول مجلس النواب الأمريكي، مع وجود الانتخابات على بعد أقل من ستة أسابيع؛ إحداهما أن الوضع سيظل مستقرا على ما هو عليه بدرجة كبيرة، مع احتمالات حصول الديمقراطيين على 218 مقعدا، مع وجود فرصة واقعية للغاية لاحتفاظ الجمهوريين ببعض النفوذ. وتشير توقعات الكاتب نيت سيلفر إلى حصول الديمقراطيين على فرصة 80 في المائة للفوز بالغالبية داخل المجلس. وتعد هذه نسبة مرتفعة قليلا عما توصل إليه النظام الإحصائي الذي ابتكره بداية أغسطس (آب)، لكنه أقل من مستوى الذروة الذي كانت بلغته التوقعات في هذا الصدد مطلع سبتمبر (أيلول). إلا أن التغيرات التي حدثت جاءت صغيرة ومحدودة. وأشارت توقعات ظهرت في 1 أغسطس إلى حصول الديمقراطيين على 231 مقعدا، بينما ارتفع هذا الرقم اليوم إلى 232. 


وبالطبع، يظل ذلك مجرد نظام توقعات واحد بناء على استطلاعات الرأي، لكن اللافت أن جميع السبل المختلفة لتوقع نتائج الانتخابات أشارت إلى النتيجة ذاتها. وبذلك وجدنا أربعة أنظمة مختلفة لتوقع نتائج الانتخابات، أشارت إلى خسارة الجمهوريين ما بين 27 و44 مقعدا خلال التوقعات التي ظهرت منتصف سبتمبر. ومع أن «تقرير كوك السياسي» لا يصدر توقعات إجمالية، وإنما يتناول كل ضاحية على حدة، فإنه إذا سارت كل ضاحية تبعا لما هو متوقع، فإن الحال قد تنتهي بالديمقراطيين بالحصول على 220 أو 221 مقعدا.


وكل ما سبق من توقعات يقول رسالة واحدة مفادها: توقعوا تحقق أغلبية للديمقراطيين، لكن لا تندهشوا كثيرا إذا صمد الجمهوريون.


أما السبيل الأخرى للنظر إلى الأمر، فتتعلق بمسألة أن هامش الخطأ يبقى كبيرا للغاية، مع استمرار إمكانية حدوث ميل كبير على الجبهة الديمقراطية. من جانبهم، يستمر الديمقراطيون في توسيع نطاق جهودهم داخل دوائر جديدة كانت تبدو فيما مضى مضمونة بالنسبة للجمهوريين. ولا يعني ذلك أن الديمقراطيين سيفوزون في دوائر مثل مونتانا أو الضاحية الثالثة بواشنطن. ومن بين الطرق للنظر إلى هذا الأمر، التوقعات الصادرة عن مؤسسة «فايف ثيرتي إيت». وإذا تجاهلنا نتائج الـ10 في المائة الأقل احتمالا على الجانبين، تصبح توقعات سيلفر أن يفوز الديمقراطيون في كل مكان بما يتراوح بين 17 و59 مقعدا. وهذا معدل ضخم! 


وكان المرء يتوقع أنه مع اقتراب الانتخابات، تزداد التوقعات دقة. إلا أنه حتى الآن على الأقل، لا يبدو أن هذا يحدث. وحتى اليوم، لن أكون مندهشا إذا فاز الديمقراطيون بعدد قليل من المقاعد لا يتجاوز 14 مقعدا، أو حصدوا عددا ضخما من المقاعد يصل إلى 70 مقعدا.


وحتى الآن، لا يزال من الصعب التعرف على ما سيحدث في انتخابات مجلس النواب، خصوصا في ظل عدم وجود كثير من الاستطلاعات، وقليل من الاستطلاعات المتاحة يمكن وصفه بأنه رفيع المستوى. ولا يزال من الصعب للغاية تقدير حجم إقبال الناخبين على المشاركة في انتخابات التجديد النصفي، ولا يمكن لاستطلاعات الرأي توقع نتائج الانتخابات بصورة صائبة، إذا أخفقت في طرح توقعات صائبة بنسبة إقبال الناخبين.


والنقطة الأساسية التي ينبغي تأكيدها هنا، أنه يتعين على الجميع ألا يثقوا بأي شخص يقول إن غالبية مقاعد المجلس محجوزة للديمقراطيين. كما يجب تذكر أن كل مقعد إضافي يحمل أهمية حقيقية، بالنسبة للكونغرس المقبل والمستقبل.

 

عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية

0
التعليقات (0)