حقوق وحريات

الصحفي المهدوي: عدم توصلي بنسخة من حكم إدانتي "تعذيب نفسي"

 أكد المهدوي، أن هذا التأخر الذي وصفه بـ "التعذيب النفسي" يمس بقرينة براءته - تويتر
أكد المهدوي، أن هذا التأخر الذي وصفه بـ "التعذيب النفسي" يمس بقرينة براءته - تويتر

قال مدير نشر موقع "بديل" المغربي، حميد المهدوي، المعتقل بسجن "عكاشة" بالدار البيضاء، إنه لم يتوصل لحد الساعة بنسخة من حكم إدانته، رغم مرور 90 يوما على ذلك، معتبرا ذلك "تعذيبا نفسيا" يمس بقرينة براءته.

وأدين الصحفي حميد المهدوي الذي أوقف في 20 تموز/ يوليو 2017 بالحسيمة عندما كان يغطي مسيرة سلمية لنشطاء حراك الريف، بثلاث سنوات سجنا وغرامة مالية قدرها 3 آلاف درهم (حوالي 300 دولار) من طرف محكمة الجنايات بالدار البيضاء، بعد متابعته بتهمة "عدم التبليغ عن جريمة تمس أمن الدولة".

وأضاف المهدوي في رسالة وجهها إلى الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، أنه قد مرت 90 يوما على إدانته "ظلما وعدوانا" ولحد الساعة لم يتوصل بنسخة من الحكم، مشيرا إلى أن هذا "يصادم الفصلين 23 و120 من الدستور المغربي والمادة 11 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 14 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية".


اقرأ أيضا: صدمة بالصحافة المغربية بعد إدانة صحفي بالسجن لثلاث سنوات


وأكد الصحفي المهدوي أن "هذا التأخر لا ينسجم والمواد 180 و196 و250 و234 و381 و528 و540 من قانون المسطرة الجنائية التي نصت على تحديد آجال لإنجاز الإجراءات القضائية والبث في القضايا لتحقيق السرعة والفعالية في أداء العدالة الجنائية ولاسيما في قضايا المعتقلين".

كما أكد المهدوي، أن هذا التأخر الذي وصفه بـ "التعذيب النفسي" يمس بقرينة براءته "ما دام لم يصدر في حقي حكم قضائي نهائي حائز بقوة الشيء المقضي به، إضافة إلى أن هذا التأخير أو التنكيل النفسي يصادم الفصل 216 من القانون الجنائي الذي يعتبر الجنح ضد أمن الدولة من القضايا المستعجلة التي لها أولوية في المحاكمة، كما يناقض هذا التأخر وضعيتي القانونية كمعتقل احتياطي"، وفق تعبيره.


وأضاف: "المثير والطريف السيد الرئيس أن السيد قاضي التحقيق اكتفى بـ90 يوما للتحقيق مع 54 معتقلا حول 400 جنحة وجناية ، فيما هيئة الحكم لم تتسع لها مدة 90 يوما لمجرد إصدار نسخة حكم".

وختم المهدوي رسالته التي وقعها بعبارة "معتقل الرأي حميد المهدوي"، بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أحد أقرب إلى الله يوم القيامة من ملك مصطفى ونبي مرسل من قاض عادل".

يذكر أن محكمة الاستئناف بالحسيمة سبق وأن رفعت في أيلول/ سبتمبر الماضي، عقوبة المهدوي من ثلاثة أشهر إلى سنة، بعد متابعته بتهمة "تحريض أشخاص على ارتكاب جنح بواسطة الخطب والصياح في مكان عمومي"، قبل أن يتم فصل ملفه عن ملف معتقلي "حراك الريف" بالمغرب.

وكان العشرات من الصحافيين المغاربة، ينتمون لمنابر إعلامية مختلفة، أطلقوا حملة واسعة للمطالبة بالإفراج الفوري عن مدير نشر موقع "بديل" الصحافي حميد المهدوي، الذي حكم عليه بسنة حبسا نافذا، في أيلول/ سبتمبر 2017 بتهم تتعلق بـ"الصياح، والتحريض على الخروج في مسيرة غير مرخص لها"، معتبرين الحكم عليه بالقانون الجنائي عوض قانون الصحافة "ردة حقوقية".

اقرأ أيضا: حملة واسعة دشنها صحافيون بالمغرب للإفراج عن زميل لهم (شاهد)

وكانت منظمة "مراسلون بلا حدود" طالبت بالتخلي عن التهم الموجهة ضد المهدوي وقالت إن "مكانه ليس السجن. ولا يمكن بحال اعتبار الإخبار جريمة".


وأعلن المهدوي في 18 أيار/ مايو الماضي خوضه إضرابا عن الطعام "حتى الاستشهاد" احتجاجا على ما وصفها بـ"الاستفزازات التي يتعرض لها داخل السجن"، وفق مقربين منه، قبل أن يعلقه بعد مناشدة زوجته وزملائه بوقفه، والتزام الوكيل العام (النائب العام) للملك بفتح تحقيق في كل ما صرح به المهدوي من إساءة معاملته داخل السجن. 

ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2016 وعلى مدى 10 أشهر شهدت مدينة الحسيمة وعدد من مدن وقرى منطقة الريف، احتجاجات للمطالبة بتنمية المنطقة وإنهاء التهميش ومحاربة الفساد، وذلك بعد وفاة بائع السمك محسن فكري الذي كانت وفاته سببا في إيقاظ شرارة الاحتجاجات بالمنطقة.

التعليقات (0)