هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أفادت مصادر أهلية في محافظة حلب شمال سوريا، بفوز قيادات في مليشيات تابعة للنظام السوري وموالية لإيران، في الانتخابات المحلية التي أقامها نظام بشار الأسد في البلاد.
وأكدت مصادر "عربي21" التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، أن ميليشيات النظام، كان لها حصة واضحة ضمن مقاعد الإدارة المحلية في مناطق انتشارها.
وأبرز الذين فازوا من المليشيات المحسوبة على النظام، حسين علوش، القيادي في مليشيا "لواء باقر"، المقربة من إيران.
ولفت إلى أن علوش فاز بمقعد في مجلس محافظة حلب، بعد "نتيجة ساحقة" حصل عليها، في الانتخابات التي تصفها المعارضة السورية بأنها "مسرحية"، و"شكلية".
وأقام النظام السوري مؤخرا انتخابات محلية الأولى منذ الأزمة السورية في 2011، شابتها كثير من الانتقادات بسبب خروقات وانتهاكات، وسط سخرية من المعارضة التي رفضت الانتخابات ونتائجها.
وأكدت المصادر المتطابقة، أن حسين علوش والمليشيا التي يقودها على صلة بحزب الله اللبناني وإيران.
وتتهم مليشيا "لواء باقر" بارتكاب انتهاكات واسعة بحق المدنيين في المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام والقوات الموالية لها، من "تعفيش" وسرقة واختطاف، واعتقال تعسفي، وغيرها.
يشار إلى أن المليشيا المذكورة شاركت في معارك مدينة حلب ودير الزور.
ونشرت صفحة تابعة للواء الباقر على "فيسبوك" شكرا لـ"القيادة السورية". وكتبت: "رجال الله هم الأحق بالمناصب، فقد سهروا ليال طويلة على الجبهات، ودافعوا عن حلب، واليوم ينالون ما يستحقون".
ويأتي فوز المحسوبين على النظام من قيادات المليشيات الموالية له، وسط أنباء عن سعي روسي لحل العديد من المليشيات المحلية التي تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري، وفق ما نشرته "عربي21" في وقت سابق.
وقال الخبير العسكري أديب عليوي، لـ"عربي21" إن الأمر يأتي بسبب الحرج الذي تتسببه هذه المليشيات لروسيا، بسبب أنها "مرتزقة، وتقوم بأعمال نهب وسلب وتعفيش"، ولأنها "شبيحة للأسد فقط، ولا يمكن السيطرة على تصرفاتها وانتهاكاتها العلنية".
وقد يكون فوز قيادات المليشيات الموالية للأسد والمحسوبة على إيران في الانتخابات المحلية وسط التنافس الإيراني الروسي، فوسط مساعي الروس لحل هذه المليشيات يتم دمج المحسوبين في النظام السوري وإداراته المحلية، لضمان عدم انتهاء دورهم، وفق ما ذهب إليه محللون.
اقرأ أيضا: مصدر عسكري لـ"عربي21": روسيا تحل مليشيات تقاتل مع الأسد
فمن جهته، قال عضو مكتب العلاقات في تيار المستقبل محمود نوح، إنه بعد الاتفاق الذي جرى بين روسيا وتركيا حول إنشاء منطقة نزع السلاح في إدلب، يسعى الروس إلى "إنهاء دور المرتزقة والشبيحة والمليشيات في صفوفهم"، وفق تعبيره.
وقال في حديثه لـ"عربي21": "إن روسيا تسعى إلى تنظيم المناطق المسيطرة عليها وإعطاء الدور لجيش النظام تحت القيادة الجيش الروسية، وذلك من أجل التخلص من دور إيران المؤثر في سوريا". وهو الأمر الذي قد دفع نحو تصدير قيادات محسوبة على إيران في الانتخابات المحلية للنظام السوري في مناطق نفوذه.
وسبق أن كشفت كذلك تقارير صحف روسية عن بَدْء النظام السوري بضم مليشيات مدعومة من إيران إلى صفوف جيشه في المناطق الجنوبية، وأبرزها ريف دمشق.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر "عربي21" ذاتها، أن الانتخابات شهدت عشرات الانتهاكات، إذ "نفذ أعضاء من حزب البعث ومراكزه في المحافظات انتهاكات بالجملة، حيث أعلن فوز جميع مرشحيه بالتزكية، في عدد من المراكز الانتخابية، ما أثار موجة سخط واستياء لدى موالين للنظام".
اقرأ أيضا: هل بدأت روسيا بتفكيك قوات سهيل الحسن الموالية للأسد؟