هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انتهت الانتخابات في موريتانيا، لكن الحرب الكلامية تجددت بين رئيس الدولة والحزب الفائز بالانتخابات محمد ولد عبد العزيز، وبين التجمع الوطني للإصلاح ـ تواصل (الحركة الإسلامية) الذي طالب الرئيس بالنأي بنفسه عن صراع الأحزاب.
وتمكن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية "الحاكم" من الفوز في هذه الانتخابات، حين حقق 89 مقعدا برلمانيا من أصل 153 فيما جاء التجمع الوطني للإصلاح "تواصل" في المرتبة الثانية بـ 14 مقعدا.
تطرف وتكفير
هاجم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أحزاب المعارضة في بلاده، وسجل أن "أحزاب المعارضة العريقة أظهرت الأنانية وتخلت عن مكانتها لأحزاب متطرفة" في إشارة لتحالفها في جولة الإعادة في عدد من الدوائر لدعم مرشحي "تواصل".
وأبدى ولد عبد العزيز أسفه لما قال إنه "تراجع أحزاب أسهمت بدورها في مراحل معينة من تاريخ البلد".
وحمل ولد عبد العزيز في لقاء صحافي، ليل الخميس 20 سبتمبر أيلول/ الجاري، على إسلاميي موريتانيا، حيث قال: "بعض الأحزاب السياسية تحتكر الدين وتكفر الآخر وتعتمد دعاية دينية لكسب أصوات الناخبين".
وتابع ولد عبد العزيز أن المكاسب السياسية التي حققها حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" في انتخابات سبتمبر "بأنها تمثل تراجعا عن مكاسبه في انتخابات 2013".
وقال ولد عبد العزيز إن "الحزب المعارض دخل البرلمان في الانتخابات الأخيرة بـ 14 نائبا فقط مقابل 16 في عام 2013".
واعتبر الرئيس الموريتاني أن "إسرائيل لم تعد أكبر خطر على العرب بعد ما فعلته الأحزاب الدينية ضد مصالح الشعوب العربية، ووصف ولد عبد العزيز إسرائيل بأنها أكثر إنسانية من هؤلاء".
اقر أ أيضا: رئيس موريتانيا يصف معارضيه بـ"الفضوليين" و"المتطرفين"
الرسالة وصلت.. لا تكذبوا علينا
لم يتأخر رد حزب "تواصل" على اتهامات الرئيس بالتطرف وتوظيف الدين في السياسة، حيث عقد الحزب ندوة صحافية ظهيرة الجمعة، دعا فيه الرئيس (دون أن يسميه) إلى تقديم دليل على اتهاماته أو التوقف عن الكذب.
واعتبر رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" محمد محمود ولد سيدي، في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة 21 سبتمبر /أيلول 2018، بمقر الحزب بنواكشوط، أن "تهديد الرئيس محمد ولد عبد العزيز للحزب يدخل ضمن مساعيه نحو المأمورية الثالثة والقرارات غير الدستورية".
وتابع ولد سيدي أن "الرسالة من حديث الرئيس قد وصلت وأنها مفهومة بالنسبة لقيادة الحزب".
وسجل رئيس حزب "تواصل" أن "الحزب لن يقبل المساومة على خرق الدستور، وأن الحصول على مأمورية ثالثة أمر مرفوض ولن يقبله الحزب تحت أي ظرف".
وقال: "أدعو الذين يتهمون تواصل بالتطرف أن يرعووا عن ذلك، فقد عجزوا عن تقديم برهان على تطرفنا، ومسألة إسقاط واقع آخرين علينا أجدى منه الإتيان بدليل دامغ على تطرفنا أو الإقلاع عن الكذب".
وزاد: "نحن ننحاز إلى الديمقراطية ونصطحب معنا إسلاميتنا بلا تردد، نستند إلى مرجعية إسلامية. ما مشكلتكم مع الإسلام الذي ينص الدستور على أنه دين الدولة ودين الشعب".
وأضاف: "إسلاميتنا نقصد بها مرجعيتنا، وأدعوكم للرجوع إلى نصوص جميع الأحزاب السياسية الوطنية فجميعها تنص على الإسلامية لكننا نمتاز عن غيرنا بالتنويه بهذه المرجعية؛ إذن ليس هناك فرق".
اقرأ أيضا: المعارضة الموريتانية تتهم الرئيس نيته البقاء لولاية ثالثة
وأفاد: "من الخطير جدا أن يتحدث مصدر مسؤول في البلد ويبدأ بالمواطنين الديمقراطيين ويناصبهم العداء ويقارنهم بإسرائيل".
وأوضح: "نحن لسنا في حرب مع أحد ولا نريد حربا مع أحد، بيننا صراع سياسي وتنافس ديمقراطي وقد شاركنا كحزب سياسي في تنافس انتخابي عام شارك فيه الجميع، والقضية لا تعدو كونها عملا سياسيا ينبغي أن يبقى في إطاره".
ومضى يقول: "الرئيس أكبر من أن يختزل نفسه في إطار ضيق أو الحديث باسم حزب معين، فليترك المنافسة بين الأحزاب ولنحافظ على نسيجنا الاجتماعي واستقرار بلدنا".
وختم حديثه قائلا: "حدث خلط في ما حصل في الربيع العربي سقط بعض الدكتاتوريات تحت إرادة الجماهير، ومكنت الشعوب من خياراتها وانتخبت الإسلاميين لكن بعد فوزهم قامت الدكتاتوريات بمحاربتهم؛ المشكل إذن هو الاستهداف الذي مورس ضدهم فهو السبب وليسوا هم السبب".
وعمم حزب تواصل بلاغا إعلاميا دعا فيه إلى "المعارضة بكل أطيافها وأحزابها وكافة الوطنيين في البلد إلى البدء فورا ودون تأخير في التشاور والتنسيق من أجل بناء موقف موحد ورؤية مشتركة لصالح ترسيخ الديمقراطية في موريتانيا ومنع التعدي على الدستور وضمان التناوب السلمي على السلطة".
ومكنت انتخابات موريتانيا، حزب تواصل من الحصول 14 نائبا في البرلمان؛ مثلت الرتبة الثانية بعد نصيب الحزب الحاكم، كما حصل على إدارة تسع بلديات؛ فيما وصل عدد مستشاري البلديات للحزب منفردا: 292 ووصل عددهم مع حلفائه من المعارضة: 448، وكسب الحزب 31 مستشارا في المجالس الجهوية؛ منفردا، و79 مستشارا مع حلفائه.