هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا للصحافي روي غوتمان، يقول فيه إن النظام السوري لبشار الأسد قد لا يهاجم محافظة إدلب، مشيرا إلى أن الحملة الكبيرة لاستعادة إدلب، التي تحذر الأمم المتحدة من تداعياتها الإنسانية، أصبحت معلقة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الأسد قد يلجأ إلى تأجيل هجومه على إدلب؛ نظرا لعدم توفر القوات الكافية لتنسق مع الغارات الجوية الروسية، وذلك بحسب قادة عسكريين في المعارضة السورية.
ويقول غوتمان إن النظام لا يملك سوى 25 ألف جندي في المنطقة، منهم 5 آلاف جندي، معظمهم ممن استسلموا في عمليات تبادل المجندين، كقوات دعم تم تجنيدهم من المقاتلين الذين وافقوا على الخروج من مناطقهم، الذين لا تزال مصداقيتهم في المعركة محلا للفحص، مشيرا إلى أن هذا العدد سيواجه حوالي 100 ألف مدافع عن المنطقة، ممن أجبروا على ترك مناطقهم، ولا مكان لديهم للهروب إليه.
ويستدرك الموقع بأن العنصر المفقود في هذه المعركة هو إيران وحزب الله، اللذين قاما بدور مهم في معركة حلب والغوطة الشرقية عندما انهار جيش النظام بسبب هروب الجنود منه، لافتا إلى أنه لا يوجد ما يشير إلى أن حزب الله والمليشيات الإيرانية تحضر للمعركة المقبلة، التي من المؤكد أنها ستكون دموية وبخسائر كبيرة.
وينقل التقرير عن العقيد فاتح حسون، الذي انشق عن جيش النظام وشارك في محادثات أستانة التي رعتها روسيا وإيران وتركيا، قوله: "يمكننا القول إنه تم تأجيل معركة إدلب.. تحتاج روسيا لشريك على الأرض لينسق مع طائراتها التي تقوم بعملياتها ضد المدنيين".
ويجد الكاتب أنه في ظل عدم اهتمام إيران في معركة إدلب، فإن المصدر الوحيد للمقاتلين هم الأكراد الذين يتعاون مقاتلوهم "قوات سوريا الديمقراطية" مع الولايات المتحدة في المعركة ضد تنظيم الدولة في شرق سوريا.
ويلفت الموقع إلى أن المحلل في شؤون الشرق الأوسط في "أتش آي أس ماركت"، وهي شريك لشركة جينز ديفنس للنشر، كولامب ستراك، وافق على أن الهجوم ربما تم تأجيله، وقال: "من المحتمل حدوثه والسؤال متى؟"، مشيرا إلى أن العملية ستكون بطيئة في ضوء التباين في حجم القوات، وستكون "خطوة تلو أخرى، والسيطرة على قرية ثم التوقف مع القصف العشوائي، الذي يجبر السكان على الفرار، أو إجبار معارضيهم على الاستسلام، ومن المحتمل أن تكون إدلب الفصل الأخير في الحرب السورية، التي بدأت عام 2011، وسقط فيها مئات الآلاف، وتشرد الملايين، وأثرت على استقرار المنطقة وأوروبا".
ويفيد التقرير بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ناشد في تغريدة له، الأسبوع الماضي، روسيا وإيران بعدم المضي قدما في العملية، قائلا: "يجب على رئيس النظام السوري بشار الأسد ألا يهاجم محافظة إدلب بتهور"، وقال إن روسيا وإيران ترتكبان خطأ في المشاركة في كارثة إنسانية، ودعاهما إلى عدم السماح لأمر كهذا بالحدوث، فيما حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من العملية التي ستتحول إلى "بحر من الدم".
وينوه غوتمان إلى أن هناك حوالي 3.3 ملايين شخص في المحافظة، نصفهم من الذين شردهم النظام، وتعتمد غالبيتهم على المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى مئة ألف مقاتل، منهم فصيل مرتبط بتنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي لنشر القوات الجوية الروسية كان مساعدة الحكومة السورية على تدمير الفصيل المرتبط بتنظيم القاعدة.
ويقول الموقع إن تركيا، التي لا تبعد سوى 60 ميلا عن إدلب، أصبحت الضامن لمنطقة خفض التوتر، التي اتفقت عليها مع روسيا وإيران العام الماضي، وبذلت جهودا مع الجماعات الإسلامية المتشددة لإقناع أفرادها بتخفيف هجماتهم، بشكل يمنع من شن الحملة ضدهم، لافتا إلى أن تركيا لديها سجل قوي في المساعدات الإنسانية، وتستقبل حاليا 3.5 ملايين لاجئ، وعليه فإن حملة جديدة في إدلب قد تدفع بمئات الآلاف نحو حدودها.
وبحسب التقرير، فإن هيئة تحرير الشام تعد من أقوى الجماعات في إدلب، ولديها 10 آلاف مقاتل، وتقول إنها لم تعد مرتبطة بتنظيم القاعدة، وانشق عنها فصيل صغير لا يزال يوالي تنظيم القاعدة، وأطلق على نفسه "حراس الدين"، وهو في مواجهة شرسة مع هيئة تحرير الشام، ورفضت دعوة أردوغان لحل نفسها، مشيرا إلى أن السبيل للتخص من "حراس الدين" هو السماح لهم بممر آمن.
ويذكر الكاتب أن أردوغان ناشد في القمة، التي انعقدت يوم الجمعة في العاصمة الإيرانية طهران، وشاركت فيها كل من روسيا وتركيا، بالإضافة إلى إيران، الرئيس فلاديمير بوتين الإعلان عن وقف إطلاق النار؛ ليكون لدى المسؤولين الأتراك الوقت الكافي لإقناع هيئة تحرير الشام بحل نفسها وخروج حراس الدين، لكن بوتين رفض وأصدر مع أردوغان والرئيس حسن روحاني بيانا دعوا فيه الجماعات المتشددة لتسليم أسلحتها.
ويقول الموقع إن زعم روسيا أنها تقاتل "الإرهابيين" قد يكون مجرد ذريعة لسحق جماعات المعارضة للنظام السوري كلها، فمنذ تدخلها عام 2015 قامت باستهداف الجماعات المعتدلة، وقصفت المستشفيات والمدارس ومنازل المدنيين، مشيرا إلى أن بوتين اعترف في قمة طهران بوجود الكثير من المدنيين في إدلب، لكنه قال إن هناك مقاتلين فروا من روسيا والمناطق التي استعادها النظام إلى إدلب، ولديهم "الكثير من السلاح"، وقال إن عملية تصفيتهم ستكون صعبة، واتهمهم باستخدام المدنيين دروعا بشرية، وتعهد بفتح ممر إنساني للمدنيين، والممر الوحيد يقود إلى تركيا.
ويورد التقرير نقلا عن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، قوله إن "نسبة 98.8% من سكان إدلب هم مدنيون، ومن واجبنا حمايتهم"، فيما قال راميش راجاسينغام، من مكتب تنسيق شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، إن القصف الذي تم خلال العشرة أيام الماضية ضد القرى والمدن في إدلب نادرا ما استهدف جماعات إرهابية، وأضاف أن "القصف في الأيام الأربعة الماضية استهدف مؤسسات طبية، فيما أعطبت البراميل المتفجرة سيارات إسعاف، وأصبح مستشفى غير قابل للاستخدام".
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالقول إن استهداف المستشفيات والعيادات الطبية هو جزء مهم من أسلوب الأسد والروس أثناء الهجوم على حلب عام 2016، والهدف من هذا كله هو إضعاف جماعات المعارضة المعتدلة، وخلق جو من الفزع بين المدنيين، بطريقة تدفعهم للهرب بعد تدمير المؤسسات الطبية والمساعدة الإنسانية.
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا