هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد متحدث باسم الرئاسة التركية السبت، أن بلاده "بذلت قصارى جهدها وستواصل جهودها الدؤوبة لمنع كارثة إنسانية أخرى في سوريا".
وشدد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن في
مقال نشرته صحيفة "ديلي صباح" التركية، على ضرورة أن "يتخطى الدعم
الدولي عبارات القلق أو الغضب، كما يغرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ وأن يترجم إلى
عمل ملموس لحل سياسي وخطة للاجئين".
ورأى كالن أن "إدلب هي قنبلة موقوتة، يمكننا
إيقافها وبدء عملية جديدة في سوريا إذا أصبح المجتمع الدولي جادا بشأن الحرب
السورية، ويظهر أنه يهتم بالشعب السوري"، لافتا إلى أنها "منطقة خفض
تصعيد حسب اتفاق أستانا، وأنشأت تركيا وروسيا وإيران بصفتها البلدان الضامنة
الثلاثة، مراكز عسكرية في المحافظة".
وأضاف أن "تركيا لديها 12 مركزا عسكريا"،
معتقدا أن "وجود الجنود الأتراك في إدلب، هو الضامن الوحيد لمنع أي هجوم
كبير، لأن المقاتلات النفاثة الروسية والقوات البرية للنظام لا تستطيع المجازفة
بالهوج أثناء وجود الجنود الأتراك"، بحسب تقديره.
وتابع كالن قائلا: "نحن نعلم أنهم لا يهتمون
بالمدنيين وقوات المعارضة المعتدلة"، مؤكدا أن "أي هجوم على إدلب باسم
القضاء على الجماعات الإرهابية من شأنه أن يقوض عملية أستانا".
اقرأ أيضا: هل تقوم "تحرير الشام" في إدلب بسابقة وتحل نفسها؟
وذكر أن "القتال السياسي والعسكري المستمر لن
يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمات الحالية، والتطورات الأخيرة في إدلب وحولها تجعل
الأمور أسوأ من ذي قبل وليس أفضل"، موضحا أن "الحرب السورية أصبحت لا
تناضل لمساعدة الشعب السوري، بل هي مسرح لحرب بالوكالة بين القوى العالمية
والإقليمية".
وبين أن "وحشية الحرب لا تأتي فقط من الأسلحة
المستخدمة، ولكن من الرغبة الشديدة في امتلاك المزيد من القوة والتأثير"،
مشيرا إلى أن "عمليتي جنيف وأستانا أنتجتا بعض النتائج، ولكن لم يستطع أي
منهما وقف المذبحة المستمرة".
وجدد تأكيده أن "أي هجوم على إدلب التي يبلغ
عدد سكانها نحو 3.5 مليون شخص، سوف يؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة، إلى جانب موجة
أخرى من الهجرة إلى تركيا وأوروبا وأماكن أخرى"، مبينا أن "الحرب
المرتقبة لن تجلب سوى الموت والدمار، وتقوض جميع الجهود السياسية في إطار عمليتي
جنيف وأستانا".
وحول تهديد العالم بالتدخل في حال استخدم النظام
السوري الأسلحة الكيميائية، فقد اعتبر المتحدث باسم الرئاسة التركية أن "ذلك يعد
طريقة أخرى للقول إن النظام يمكنه أن يواصل مذبحته بالأسلحة التقليدية"،
مضيفا أن "هذه هي المفارقة السخيفة للحرب السورية، فقد قتل النظام مئات
الآلاف من الناس بالأسلحة التقليدية، واستخدم الأسلحة الكيميائية أيضا، وما زال
هذا الأمر يقف على مزيد من التهديدات من المجتمع الدولي على حد سواء".
وأفاد بأن "الشاغل الرئيسي لأوروبا لا يتمثل في
وقف الحرب، ولكن التأكد من أن الدول الأوروبية لا تواجه موجة أخرى من
الهجرة"، مشددا في الوقت ذاته على أنه "لا يمكن لدولة واحدة بما في ذلك
تركيا، تحمل عبء إنهاء القتال العسكري، وإيجاد حل سياسي ورعاية اللاجئين، لذلك فإنه يجب
على الأوروبيين الانضمام إلى الحل"، وفق تعبيره.