هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يشكل وجود هيئة تحرير الشام والتي تعد جبهة النصرة عمودها الفقري بما تحمله
من فكر تنظيم القاعدة أحد أبرز العوامل الدافعة لروسيا وإيران ونظام الأسد للهجوم على
محافظة إدلب شمال سوريا.
وخلال الفترة الماضية تحدثت العديد من التقارير عن دعوات وجهت للهيئة من
أجل حل نفسها وترك السلاح والاندماج ضمن فصائل المعارضة
لكن في المقابل صدرت العديد من الإشارات عنها لترفض هذه الفكرة.
ويطرح مراقبون تساؤلات عن ما إذا كانت الهيئة ستقوم بسابقة وتحل نفسها وتلقي
السلاح لتجنيب إدلب مصير مناطق سابقة تواجد فيها فكر القاعدة مثل أفغانستان ومناطق
أخرى وتعرض لحرب أتت عليها وألحقت بها خسائر كبيرة.
لا تراجع
الباحث في شؤون الجماعات الجهادية مروان شحادة قال إن فكر القاعدة لا يتقبل
فكرة إلقاء السلاح ومغادرة ساحة المعركة دون قتال.
وأوضح شحادة لـ"عربي21" أن الفكر الجهادي "يحمل عقيدة صلبة
يعتمد القتال حتى النهاية ومسألة الهروب من أرض المعركة ورمي السلاح والدخول في
أتون مصير مجهول من الاعتقال أو القتل غير واردة".
وأشار إلى أن العديد من المعطيات خلال الفترة الماضية أكدت إصرار هيئة
تحرير الشام على عدم حل نفسها والدخول في القتال حتى النهاية وهو ما ورد في خطاب
عيد الأضحى لزعيم جبهة النصرة أبي محمد الجولاني حين أشار إلى "الاعتماد على
الله وحده".
واعتبر شحادة أن المستقبل بالنسبة لإدلب "مجهول في حال قرر التحالف
الروسي الإيراني مع النظام السوري تدمير المحافظة بمن فيها كما حصل مع
الموصل".
ورأى أن سيناريوهات إدلب مرشحة لأن تكون مشابهة للموصل حين أبيدت وأخرج
منها تنظيم الدولة ليتفرق في الصحراء.
وأضاف: "ربما يلجأ عناصر الهيئة بعد معركة إدلب إلى تنظيم الدولة وهنا
تتشكل الخطورة في ولاية تشكيلات جديدة موازية لتنظيم داعش".
وبشأن المعيقات أمام المقاتلين الأجانب لترك إدلب قال إن "هؤلاء حملوا
السلاح لمغادرة بلدانهم وليس للعودة إليها" مشددا على أن "بلدانهم ترفض
بالأساس عودتهم ورفضت عودة عائلات المقاتلين الذين لقوا حتفهم سابقا".
عرقلة دولية
من جانبه قال المحلل السياسي محمود عثمان إن تركيا قطعت شوطا كبيرا في
عملية تفكيك هيئة تحرير الشام عبر الحوار وعبر ممارسة الضغوط على بعض المنتسبين
خاصة السوريين منهم.
وأوضح عثمان لـ"عربي21" أن العديد من المؤسسات خاصة المدنية منها
التي انبثقت عن الهيئة تم تفكيكها والأمر قائم على قدم وساق لكن الروس مصرون على
الحسم العسكري لتجنب بقاء إدلب منفصلة عن النظام السوري وحتى لا تفسد على بوتين
رؤيته لما خطط له بشأن سوريا اقتصاديا وعسكريا.
وقال عثمان إن هيئة تحرير الشام حدثت فيها انقسامات كبيرة سابقا ووقعت
اشتباكات بين بعض الأجنحة لكن هناك جناح "مغرق في الإرهاب" وفق وصفه.
وأضاف: "العديد من المقاتلين أبدوا الاستعداد للتفاوض والانسحاب من
الأرض السورية لكن بعض أجهزة المخابرات الخارجية تسعى لإبقاء الصراع دائرا بسبب
المصالح المكتسبة من ورائه".
وأشار إلى أن البعض يحتاج لفرصة للنزول عن الشجرة لكن في المقابل لم يقدم
المجتمع الدولي أي حلول مساندة للحل التركي لإنهاء وجود هذه التنظيمات بل إن البعض
يعرقل أي محاولة للحل.