عّبر لاجئون فلسطينيون
في أكبر مخيمات اللجوء الفلسطينية العشرة في الأردن عن قلقهم من تبعات قرار
الإدارة الأمريكية، وقف تمويل منظمة غوث وتشغيل
اللاجئين الفلسطينيين
الأونروا.
ويقع مخيم البقعة
للاجئين على بعد 20 كيلومترا شمال العاصمة الأردنية عمان، ويقيم فيه قرابة 119 ألف
فلسطينيين في مساكن عشوائية متداخلة، وتنتشر في محيطه أكوام من النفايات وبرك
المياه العادمة.
وقالت زينب العداربة
وهي إحدى اللاجئات في المخيم: "ذهبت بلادنا وها هم يلاحقوننا في لقمة
عيشنا".
وأشارت المرأة التي
قاربت على الثمانين من عمرها إلى دكان صغير يملكه ابنها وقالت: "انظر إلى
الدكان شبه فارغ".
وأضافت وبجانبها ابنها
وأحفادها الخمسة: "ما ذنب هؤلاء الأطفال إن أغلقت المدارس، وكيف لنا أن ندفع
أجورها ونحن بالكاد نجد ما يكفي لنعيش؟".
ثم رفعت المرأة المسنة
التي ارتدت دشداشة بنية وغطت رأسها بمنديل أزرق يديها إلى السماء، وقالت: "الله
وحده يعلم بأحوالنا الوضع صعب جدا والكثير من الناس عاطلون عن العمل".
وقال لاجئ آخر في المخيم يدعى حسين أبو شنان وهو
أب لأربعة وله 20 حفيدا، هذا قرار مجحف وغير مسؤول وسيؤثر على حياة الفلسطينيين
أكبر تأثير".
ويضيف الرجل الضعيف الذي
يبلغ أكثر من ثمانين عاما من عمره بصوت خافت: "لكن مهما فعلوا بنا نحن
الفلسطينيين، سنبقى وسنبقى أصحاب الأرض، وستبقى القدس عربية، وحسبي الله ونعم
الوكيل".
أما اللاجئة نجية محمد فرج 70 عاما وهي أرملة
ولديها 13 ابنا وابنة، فطالبت بأن "يعيدونا إلى بلدنا وأرضنا وأملاكنا إذا كان
الأمريكان لا يريدون مساعدتنا".
وأوضحت الحاجة
السبعينية أن الفلسطينيين كانوا يمتلكون "بيوتنا عامرة ومزارع وحيوانات، واليوم أصبحنا نشحد المساعدات من هذا الطرف أو ذاك".
وقالت نجية التي تستلم
مبلغا يقارب 150 دولارا شهريا كمساعدات لها ولأفراد عائلتها الكبيرة كافة: "بعد تشريدنا منذ أكثر من نصف قرن، اليوم يلاحقوننا في حياتنا وعيشنا... ماذا
يريدون؟".
ويتمسك الفلسطينيون
اللاجئون بحق عودتهم إلى أراضيهم التي هجرهم الاحتلال منها، ويصرون على تطبيق
القرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة، الذي ينطبق على من اضطروا لترك بلادهم ابتداء
من عام 1948.