هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "البوبليكو" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الصعوبات التي يواجهها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان على الصعيد الداخلي والخارجي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مشاريع ولي العهد محمد بن سلمان، الرجل الأقوى في المملكة، شهدت تعقيدات جوهرية خاصة فيما يتعلق بالحرب في اليمن. ويتجلى ذلك من خلال استهداف جيش التحالف العربي بقيادة السعودية لنحو 41 طفلا يمنيا. كما أدى تفجير آخر خلال نهاية الأسبوع الماضي إلى مقتل 21 طفلا، جعلت هذه الوضعية المعقدة، التي يعيشها ابن سلمان، الكثير من الأطراف يتكهنون بأن حكمه شارف على النهاية.
وأضافت الصحيفة أن المجتمع الدولي ندد بالجرائم المرتكبة في حق أطفال اليمن، بما في ذلك أعضاء في الكونغرس الأمريكي. في المقابل، لم يبد ابن سلمان أي استعداد لوقف الهجمات ضد الحوثيين اليمنيين.
اقرأ أيضا: صحيفة ألمانية: هل أصبحت رؤية ابن سلمان على المحك؟
وأشارت إلى أن التسريب الذي انتشر خلال هذا الأسبوع، برهن أن ابن سلمان مصمم على مواصلة الحرب الدامية في اليمن. فقد التقى ابن سلمان قبل بضعة أيام بمجموعة من المستشارين المقربين له وطلب منهم تجاهل الانتقادات التي وجهها الغرب للمملكة في أعقاب مقتل عشرات الأطفال اليمنيين في القصف السعودي.
وتابعت بأن ابن سلمان قال لمستشاريه: "نريد أن نخلف بصمة عميقة في صفوف الجيل القادم من اليمنيين، ونريد لأطفالهم ونسائهم، وبالطبع رجالهم، أن يشعروا بالخوف في كل مرة يسمعون فيها اسم السعودية".
وأردفت الصحيفة أنه على الرغم من انتقاد الدول الغربية للممارسات السعودية في اليمن، إلا أنها لم تتوقف عن بيع مختلف أنواع الأسلحة إلى السعودية وحلفائها.
ومن ناحية أخرى، لم تنحصر مشاكل ابن سلمان عند مسالة الحرب اليمنية، فقد تم إعلامه بأنه والده الملك سلمان، قرر إلغاء بيع 5 في المئة من أسهم شركة أرامكو، وهي شركة النفط العملاقة الحكومية التي تعد من أعمدة اقتصاد المملكة العربية السعودية. والجدير بالذكر أن بيع حصص من هذه الشركة كان يندرج ضمن خطة "رؤية السعودية 2030"، حيث سعى ولي العهد من خلال ذلك إلى تمويل مشروعه لتحرير الاقتصاد من الاعتماد الكلي على النفط وخلق اقتصاد تنافسي ليحل محل النفط.
اقرأ أيضا: مركز كارنيغي يرسم صورة متشائمة لـ"رؤية 2030" السعودية
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المبادرة واجهت الكثير من الانتقادات داخل المملكة العربية السعودية، حيث اعتبرت خطوة محفوفة بالمخاطر. لكن، وفي واقع الأمر، سيفقد النفط قيمته في المستقبل، حيث ستعمل السيارات بالطاقة الكهربائية. ووفقا لوكالة الأنباء رويترز، ألغى العاهل السعودي سلمان هذا الأسبوع بيع خمسة في المئة من شركة أرامكو، نظرا لأن خوصصة شركة حكومية سيطرح العديد من التساؤلات حول وضع الشركة المالي في صفوف السعوديين، الأمر الذي سيضع العائلة المالكة في موقف لا تحسد عليه.
وأوضحت أن العاهل السعودي سلمان ضيق الخناق على ابنه وتركه في موقف محرج. وقد راهن ولي العهد، البالغ من العمر 32 سنة، على تحقيق الكثير من طموحاته من خلال خطة "رؤية السعودية 2030". ولكن لا يمكنه بلوغ ذلك في ظل إلغاء صفقة شركة أرامكو، وبالتالي غياب التمويل. بناء على ذلك، يمكن الجزم بأن ولي العهد لم يتلقى انتقادات دولية على خلفية الحرب اليمنية فحسب، بل يواجه معارضة والده أيضا، الذي دأب على أن يطيعه بشأن مختلف المسائل.
وسلطت الضوء على الأزمة الدبلوماسية التي شهدتها العلاقات السعودية وكندا، التي أدت إلى بروز شرخ بين البلدين. وقد تسبب انتقاد الدبلوماسيين الكنديين للحكومة السعودية على خلفية سجنها لبعض الناشطات السعوديات إلى مبادرة الرياض بقطع العلاقات مع كندا وسحب الآلاف من الطلاب السعوديين المسجلين في الجامعات الكندية. علاوة على ذلك، شهدت الاستثمارات الأجنبية في المملكة العربية السعودية انتكاسة كبيرة خلال الأشهر الأخيرة.
ويرجع ذلك إلى السجن الفخم الذي حجز فيه بن سلمان بعضا من أقاربه ورجال الأعمال بحجة مكافحة الفساد. نتيجة لذلك، فقدت المملكة ثقة المستثمرين الدوليين فيها.
اقرأ أيضا: فايننشال تايمز: كيف كان إلغاء خطة "أرامكو" ضربة لابن سلمان؟
وبينت الصحيفة بأن ولي العهد السعودي ساند الجانب الإسرائيلي في صراعه مع الفلسطينيين. في المقابل، دافع الملك سلمان على الفلسطينيين خلال شهر تموز/ يوليو الماضي، وهو ما مثل انتكاسة جديدة بالنسبة لبن سلمان. وفي الآونة الأخيرة، تساءلت الصحيفة الإسرائيلية هآرتس التي تصدر يوميا في تل أبيب بشأن إمكانية إبقاء الملك لابنه في الحكم لفترة أطول.
وأشارت بعض وسائل الإعلام الأخرى إلى أن الملك سلمان يبحث عن خليفة آخر له، شخص يتبع السياسة التقليدية للمملكة العربية السعودية ويتخذ خطوات غير متهورة.