نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن أقدم المطاعم في العالم، التي ما زالت تفتح أبوابها للعموم حتى الوقت الراهن. وتتميز هذه المطاعم بطابعها التاريخي، وقد تذوق أطباقها العديد من مشاهير العالم.
وقالت الصحيفة في
تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن تناول بعض الوجبات خارج المنزل عادة ترجع إلى آلاف السنين. وحتى خلال العصر اليوناني القديم، كانت توجد العديد من المحلات الصغيرة التي تبيع مأكولات يتم استهلاكها على عين المكان. وفي الوقت الراهن، ما زالت بعض المطاعم صامدة، ما جعلها تصنف ضمن قائمة المطاعم الأقدم في العالم.
وأوردت الصحيفة أن أحد هذه المطاعم العريقة موجود في إسبانيا، وقد اعتبرته موسوعة غينيس للأرقام القياسية أقدم مطعم في العالم. وفي هذه الموسوعة، تبين أن تاريخ افتتاح مطعم بوتّين يعود إلى سنة 1725. وعلى الرغم من وجود مطاعم أخرى أقدم من هذا المكان، إلا أن موسوعة غينيس اختارته دون غيره نظرا لأنه ظل في نفس المكان الذي افتتح فيه أول مرة وحافظ على نفس الهيكل والشكل.
وبينت الصحيفة أنه بغض النظر عن تاريخ هذا المطعم العريق، فإن بوتّين يعدّ مرجعا للمطبخ القشتالي والأطعمة ذات الطابع الإسباني العريق، منذ مئات السنين. علاوة على ذلك، فإنه ورد اسم هذا المطعم في مؤلفات العديد من الكتاب، على غرار غراهام غرين أو إرنست همنغواي، الذي واظب على زيارة المكان عند زياراته لإسبانيا. فضلا عن ذلك، فإن الرسام فرانثيسكو غويا عمل في هذا المكان الذي يزخر بالتاريخ.
وأضافت الصحيفة أن مطعم لاتور دارغون يوجد في العاصمة الفرنسية، باريس، ويعود تاريخ تأسيسه إلى سنة 1582. ويؤكد مالكو هذا المطعم، المصنف من أقدم المطاعم في العالم، أن الملك هنري الرابع كان يتردد على المكان من وقت إلى آخر. واستعمل الملك أول مجموعة من الشوكات التي وصلت إلى فرنسا في هذا المطعم. وإلى جانب هذه التفاصيل، فقد جعلت الأطباق التي يقدمها طباخو المطعم من "لاتور دارغون" من بين الأماكن الأكثر شهرة في باريس.
ونقلت الصحيفة أن هونكي أواريا المتمركز في كيتو اليابانية من أقدم المطاعم في العالم. وفي بداية الأمر، كان هذا المكان عبارة عن محل لبيع الحلويات بعد أن تم تشييده خلال سنة 1465 في منطقة ناغويا. وفي وقت لاحق، تم تحويله إلى مطعم بعد نقل مقره إلى مدينة كيتو. وبعدما كان هونكي أواريا يقدم لرواده كعك الأرز، أصبح هذا المطعم مختصا في طبق معكرونة السوبا خلال سنة 1700. وإلى غاية الوقت الراهن، ما زال هذا الطبق من الوجبات الرئيسية في هذا المكان.
وذكرت الصحيفة أن مطعم زوم فرانشيسكا نير في ستوكهولم يعد من أعرق المطاعم في العالم، على الرغم من تغيير مقره خلال أكثر من مناسبة. وفي بداية الأمر، تم تشييد المطعم من قبل مجموعة من الرهبان الألمان خلال سنة 1421. وفي وقت لاحق، سمح ملك دوقية بوميرانيا لهذه المجموعة ببيع الطعام والشراب داخله.
وبحلول سنة 1520، تم نقل مقر المطعم إلى مدينة أوسترلانغ غاتان السويدية. وبعد قرن تقريبا (1622)، أصبح هذا المطعم متمركزا في موقعه الحالي، ستوكهولم. وإلى غاية الوقت الراهن، حافظ المطعم على أطباقه ذات الطابع الألماني، على الرغم من تطوره وتغير شكله.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن أقدم مطعم في العالم يعود إلى سنة 803، وقد تم تشييده في دير سان بيدرو في سالزبورغ بالنمسا. وورد اسم هذا المطعم في إحدى مؤلفات العالم الإنجليزي، ألكوين دي يورك؛ وتحديدا في النص الذي شرح فيه الكاتب أن الإمبراطور شارلمان قد تناول وجبات متنوعة على طاولات هذا المكان.