هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وسط كل ما يعيشه الشعب التونسي الشقيق من أزمات اقتصادية قاسية، وصراعات سياسية لا تتوقف، وثورة مضادة لا تمل من المحاولة، فقد ابتلاهم الله عز وجل أيضا بفتنة اسمها بشرى بالحاج حميدة!
هذه المرأة عيّنها الرئيس الباجي قائد السبسي الذي يريد توريث الحكم لنجله، على رأس لجنة أطلق عليها لجنة المساواة، وقد أوصت في تقريرها النهائي بعدة توصيات “ما أنزل الله بها من سلطان” على غرار المساواة التامة في الميراث بين الرجل والمرأة، والاعتراف بحقوق المولودين خارج إطار الزواج وإسقاط تجريم المثلية الجنسية وإباحة الشذوذ وأيضا إلغاء أحكام الإعدام.. وغيرها من التوصيات “الشيطانية” التي وضعتها هذه السيدة وتريد فرضها على الشعب التونسي، بل وعلى كل العرب والمسلمين فيما بعد!
هذه السيدة وبانتهاء عملها “الشيطاني الخالص”، رفعت تقريرها لرئيس البلاد وفيما كان ينتظر الجميع إحالة التقرير على استفتاء شعبي مثلا، قالت بشرى بالحاج حميدة إنها لا تريد القيام باستفتاء، لأن الشعب التونسي ليس واعيا بالدرجة التي تؤهله لفهم التوصيات العظيمة التي أتت بها، في تكرار لـ”عقلية جزائرية” عرفناها سابقا، كانت تعتبر الشعب مجرد “غاشي” لا يمكنه فهم الديمقراطية ولا التفريق بين الحقوق والواجبات، وبأن النظام الأبوي يمتلك وحده حق التصرف باسم تلك الشعوب “الغبية وغير الواعية وغير المسؤولة”!!
استبداد فكري وجفاف أخلاقي وسفور معلن، هذا باختصار ما تمارسه هذه السيدة (بشرى بالحاج حميدة) التي تعدّ جزءا من ميراث سلطوي سابق، أسّسته الدولة البوليسية التي تكره الاختلاف وتمنع الرأي الآخر وتمارس الوصاية على الشعب، ثم كيف لمن تدّعي الدفاع عن المساواة أن تسقط حق التونسيين في التعبير عن رأيهم وتمارس الحجر عليهم؟ أمّا لمن يقول بأن الأمر “تونسي بحت” أو شأن داخلي، فنرد عليه، بأن كل الأمور “الانقلابية” بدأت هكذا، ثم سرعان ما انتشرت بين الدول والشعوب في المنطقة، على غرار قضية المساواة في الميراث التي شجعت البعض على استيراد الفكرة ذاتها في مصر والمغرب، والجزائر. إنهم يريدون جعل تونس بالون اختبار، فإذا أفلحوا سنجد عشرات الـ(بشرى بالحاج حميدة) يخرجن علينا عبر الإعلام للمطالبة بنفس المطالب ولرفع نفس التوصيات!
عن صحيفة الشروق الجزائرية