هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت مصادر ميدانية في حلب، السبت، عن أن النظام السوري بدأ بحشد القوات الموالية له في حلب، لبدء معركة محتملة في محافظة إدلب المعقل الأخير للمعارضة السورية في البلاد.
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، مفضلا عدم كشف هويته، أن النظام السوري بدأ بحشد المليشيات الإيرانية الموالية له، وتمكن من استغلال تقوية علاقته بقوات كردية في الشمال السوري مصنفة إرهابية في أنقرة، مثل "PYD" للمشاركة في المعركة المحتملة في إدلب.
ولفت إلى أن القوات الكردية تريد الانتقام على ما يبدو من الاتفاق التركي الأمريكي على إخراج عناصرها من مدينة منبج السورية.
وسبق أن نشرت وكالة "الأناضول" التركية السبت أيضا، نقلا عن مصادر محلية، أن قوات "PYD" الكردية، قدمت 1300 عنصر مسلح للقتال إلى جانب قوات النظام في إدلب في الشمال السوري.
وأكد المصدر لـ"عربي21" أن قوافل من "PYD" خرجت بالفعل إلى حلب، وأن آخرها كانت تحمل 100 مقاتل إلى النظام السوري الذي يحشد عناصره والقوات الموالية له.
وتعليقا على الأمر، قال ناشط إعلامي من إدلب، لـ"عربي21" إن "PYD" من خلال دعمها للنظام السوري ستتمكن من التمركز على حدود مدينة عفرين التي انتزعتها تركيا من إيديها مسبقا، شمال غربي محافظة حلب.
وكانت تركيا شنت في إطار عملية "غصن الزيتون" هجوما بمشاركة الجيش السوري الحر، على القوات الكردية التي تصنفها "إرهابية"، وطردتها من مدينة عفرين.
وسبق أن كشفت مصادر لـ"عربي21" عن مفاوضات تجري بين القوات الكردية والنظام السوري، تم خلالها الاتفاق على العديد من الملفات.
وبذلك، تزيد المؤشرات على قرب المعركة المحتملة في إدلب، لا سيما مع تصريحات رئيس النظام السوري بشار الأسد في 26 تموز/ يوليو الماضي، قال فيها إن إدلب أصبحت هدف قواته، معتبرا أن سكان إدلب الذي يصل عددهم لحوالي 4 ملايين، "إرهابيون".
واستهدف النظام خلال الأيام الماضية مناطق خفض التصعيد في الشمال السوري، تمهيدا للمعركة على ما يبدو، في حين أشارت مصادر روسية في وقت سابق إلى أن موسكو أمهلت تركيا أسبوعا للتوصل إلى حل بشأن المعارضة في إدلب، وتواجد تحرير الشام في المحافظة، واقتربت المهلة من الانتهاء.
اقرأ أيضا: صحيفة روسية: موسكو تمنح أنقرة هذه المهلة لحل مشكلة إدلب
اقرأ أيضا: قتلى باستهداف النظام مناطق خفض التصعيد بالشمال السوري
ومنتصف أيلول/ سبتمبر 2017، توصلت الدول الضامنة لمسار أستانا، وهي تركيا وروسيا وإيران، إلى اتفاق لإنشاء "منطقة خفض تصعيد" في إدلب، استنادا إلى اتفاق موقع في أيار/ مايو 2017.
وفي إطار هذا الاتفاق تم إدراج إدلب ومحيطها ضمن مناطق خفض التصعيد، إلى جانب أجزاء من محافظات حلب (شمالا) وحماة (وسط) واللاذقية (غربا)، إلا أن النظام مستمر بتجاهل الاتفاق، وسط تصعيد منه في الخطاب تجاه إدلب
والاثنين الماضي، أدانت الأمم المتحدة، الهجمات التي يشنها النظام السوري والمتحالفين معه في إدلب، مطالبة بـ"ضرورة حماية المدنيين".