هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدثت صحيفة إسرائيلية الخميس، عن التطورات الميدانية والمعارك الأخيرة التي شهدتها المدن السورية، في ظل سيطرة النظام السوري على الجنوب.
وتوقعت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في مقال
أعده الكاتب جاكي خوري، أن "يبدأ النظام في الاستعداد للقتال في محافظة إدلب
في الشمال"، مستدركة قولها إن "اتفاقا برعاية تركية من شأنه أن يمنع
الهجوم".
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات رئيس النظام بشار الأسد
بأنه "قريب من إعادة السيطرة على الدولة المقسمة، وأنه قبيل الإعلان عن
الانتصار الحاسم"، منوهة إلى أن "المعارضة السورية تقدر أن الأسد سيبدأ
قريبا بالاستعداد للقتال ضد المعقل الأكبر والأخير في الدولة، وهو محافظة إدلب".
وذكرت "هآرتس" أنه "بعد سيطرة قوات
الأسد على القرية الأخيرة في درعا في الجنوب السوري، إلى جانب السيطرة على قرية
القصير في حوض اليرموك من أيدي تنظيم الدولة؛ تتواصل المفاوضات مع جبهة النصرة في
القنيطرة"، مؤكدة أنه "بعد انتهاء الاتصالات سيستكمل الأسد المعركة في
الجنوب".
وأوضحت أنه "في معظم القرى التابعة لدرعا
والقنيطرة أعيدت السيطرة للأسد في إطار اتفاقات مصالحة، مكنت الثوار والسكان من
الاختيار بين الانتقال إلى إدلب في شمال سوريا وبين البقاء والتسليم بحكم
الأسد"، لافتة إلى أن "معظم المدنيين اختاروا البقاء".
اقرأ أيضا: روسيا تنشر قوات شرطة عسكرية في هضبة الجولان المحتل
ونوهت إلى أنه "في السويداء جنوبي سوريا تكبدت
خسائر فادحة، وهناك خشية من أعمال انتقامية، بعد عمليات انتحارية نفذها
داعش"، مشيرة إلى أن "السكان يخافون من استمرار سفك الدماء، رغم أن قوات
الأسد أقامت الحواجز في المنطقة".
وأفادت الصحيفة بأن "جبهات في المعارضة السورية
تقدر أنه مع انتهاء السيطرة على جنوب سوريا سيبدأ الأسد بالاستعداد للمعركة في
إقليم إدلب، الذي يتواجد فيه آلاف المقاتلين والمسلحين وعائلاتهم"، منوهة في
الوقت ذاته إلى أن "الأسد أعلن في السابق أن المعركة القادمة ستجري هناك".
واستدركت الصحيفة قائلة إن "أبرز التعقيدات في
إدلب، تتمثل في وجود مصالح جهات أخرى وعلى رأسها تركيا"، مبينة أن
"أنقرة هددت بالتدخل في القتال إذا قام جيش الأسد وروسيا بمهاجمة
الإقليم"، مرجحة أنه "سيتم التوصل إلى اتفاق سياسي برعاية أنقرة".
وقالت "هآرتس" إن مصدرا في المعارضة
السورية من التيار العلماني أكد أن استكمال المعركة العسكرية في سوريا، لن تكون
نهاية المطاف، وروسيا تعرف أنه لا يمكن إعادة الوضع إلى سابق عهده، بعد حوالي
ثماني سنوات من الحرب وآلاف القتلى".
وأضافت أن "المصدر ذاته يتوقع بقاء مؤسسات
الدولة السورية، لكن ستكون عملية طويلة من الإصلاح تؤدي إلى تغيير جذري في طبيعة
النظام، بتدخل دولي من روسيا وأمريكا"، مشددة على أنه "في المقام الأول
سيكون رحيل بشار الأسد حتميا".